مقتل 5 في تفجير انتحاري بمكتب برنامج الأغذية العالمي بإسلام آباد

بين القتلى عراقي وسيدتان.. والأمم المتحدة تغلق مكاتبها في باكستان

TT

أعلنت متحدثة عن إغلاق مكاتب الأمم المتحدة كافة في باكستان «حتى إشعار آخر» عقب الهجوم الانتحاري الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص بينهم مواطن عراقي اسمه بطون علي في مقر برنامج الأغذية العالمي في إسلام آباد أمس، من بينهم ثلاثة من موظفيها.

وقالت الناطقة باسم الأمم المتحدة في باكستان سوزان مانويل، إن «مكاتب الأمم المتحدة في باكستان كافة مغلقة حتى إشعار آخر». وتمكن انتحاري ظهر أمس من دخول مكاتب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على الرغم من الحراسة المشددة في حي سكني في العاصمة الباكستانية، وفجر عبوة في المدخل ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم سيدتان عاملتان في المنظمة الدولية وجرح خمسة آخرين على الأقل. وأعلنت الأمم المتحدة أن أربعة من موظفيها من بين القتلى. وأفادت الشرطة أن هؤلاء باكستانيتان وعراقي. ونقلت جثة مشوهة لباكستاني إلى المستشفى بحسب مصادر طبية، غير أن الأمم المتحدة كانت تجهل مع حلول بعد الظهر أن كانت تعود لموظف لها. وقال المسؤول في الشرطة الباكستانية، بن يامين، إن منفذ الهجوم الانتحاري، لقي مصرعه في التفجير، مشيراً إلى أنه في العقد العشرين من عمره، وأنه كان يرتدي حزاماً ناسفاً يحتوي على متفجرات وزنها 7 كيلوغرامات. ولم توضح السلطات أي تفاصيل تتعلق بكيفية وصول الانتحاري إلى داخل المنشأة الدولية. وفي أعقاب التفجير أدان كل من الرئيس الباكستاني ورئيس الوزراء الحادث. وقال الرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، في رسالة له حول الحادث، إن «التفجير لن يمنع باكستان من مواصلة جهودها في مكافحة الإرهاب والتطرف، وستواصل مساعيها لتحقيق السلام من خلال التخلص من المتطرفين». وأضاف زرداري، الذي عبر عن أسفه لسقوط ضحايا وتعازيه لأسرهم، أنه ستتم ملاحقة المنفذين، وأن الحادث لن يمضى دون عقاب. وطالب رئيس الوزراء الباكستاني، سيد يوسف جيلاني، بإجراء تحقيق عاجل في الانفجار وتوفير العناية اللازمة بالجرحى، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الباكستانية.

وحدث الهجوم رغم أن مكاتب الأمم المتحدة والسفارات تخضع منذ عامين لإجراءات أمنية مشددة ومحصنة بأسوار مضادة للانفجاريات. وندد الأمين العام للأمم المتحدة «بأشد العبارات» بالاعتداء ونعته بأنه «جريمة شنيعة». وقالت الناطقة باسم الأمم المتحدة في باكستان سوزان مانويل إن «مكاتب الأمم المتحدة في باكستان كافة أغلقت حتى إشعار آخر».

وقال وزير الداخلية رحمن مالك، إن الانتحاري «كان يرتدي زيا عسكريا لحرس الحدود»، وهي وحدة عسكرية مكلفة حماية المقار الدبلوماسية. وأضاف ان الانتحاري طلب دخول الحمام وتمكن من تشتيت يقظة أجهزة الأمن.

وتشن حركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع القاعدة حملة هجمات غير مسبوقة اغلبها انتحاري الطابع أسفرت عن مقتل أكثر من 2100 شخص في العامين الأخيرين.

وقالت إشرات ريزفي المسؤول الإعلامي بالمركز الإعلامي للأمم المتحدة في باكستان، «لقد أغلقنا مكاتبنا في باكستان بصورة مؤقتة بسبب المخاطر الأمنية التي تهدد موظفي الأمم المتحدة». ولم تكشف ريزفي عن موعد استئناف عمل المكاتب، موضحة أنه ليس بإمكانها القول متى ستعود مكاتب الأمم المتحدة للعمل. وتخوض باكستان قتالا ضد متشددين إسلاميين في شمال غرب البلاد فجروا العديد من القنابل في بلدات ومدن استهدفت قوات الأمن، بالإضافة الى أهداف حكومية وأجنبية. وقال طاهر علام وهو مسؤول كبير بشرطة المدينة للصحافيين خارج مكتب برنامج الأغذية العالمي الواقع تحت حراسة مشددة ووسط منطقة سكنية، قتل ثلاثة منهم امرأتان. وقال بين يامين وهو مسؤول كبير آخر بشرطة المدينة، ان من بين القتلى مواطن عراقي وأن المرأتين باكستانيتان. وأضاف أن خمسة باكستانيين أصيبوا.

ومضى يامين يقول انه تم العثور على رأس مقطوع وساقين، مما يعني أن انتحاريا هو الذي شن الهجوم. وعادة ما يربط الانتحاريون متفجرات حول أجسادهم التي تتمزق في الانفجار، مما يؤدي لتناثر رؤوس وسيقان مقطوعة. ويوفر برنامج الأغذية العالمي المواد الغذائية لملايين الفقراء في باكستان. وشارك البرنامج مؤخرا في تقديم مواد الإغاثة إلى نحو مليوني نازح نتيجة الهجوم العسكري الذي شنه الجيش على المتشددين في وادي سوات إلى الشمال الغربي من العاصمة. وصرح أرشد جادون المسؤول في البرنامج لرويترز خارج المكتب، توجهت إلى مكتبي في الطابق الأول وأنا أهم بالجلوس على مقعدي وقع انفجار هائل. وأضاف فجأة طوقت سحابة دخان المبنى وخرجنا للمكان الذي كان يوجد به مصابون. وقتل اثنان من العمال الأجانب لدى الأمم المتحدة في تفجير انتحاري استهدف فندقا في مدينة بيشاور في شمال غرب البلاد في يونيو حزيران. وأحرز الجيش تقدما كبيرا ضد المتشددين في وادي سوات ومناطق أخرى في شمال غرب البلاد. ويقول وزير الداخلية رحمن مالك، إنهم قصموا ظهر طالبان الباكستانية. لكن المتشددين ردوا على الهجوم بعدة تفجيرات في الأيام الأخيرة، بينما يتأهب الجيش لشن هجوم على المعقل الرئيسي لطالبان الباكستانية في وزيرستان الجنوبية على الحدود مع أفغانستان. وتتعرض باكستان لموجة لا سابق لها من الاعتداءات - الانتحارية في غالبيتها ينفذها إسلاميون مرتبطون بتنظيم القاعدة، وأسفرت عن مقتل 2100 شخص في السنتين الماضيتين. وتعلن حركة طالبان باكستان مسؤوليتها عن غالبية هذه الهجمات. وقد تعهدت الحركة الانتقام لزعيمها بيت الله محسود الذي قتل في 5 أغسطس (آب) الماضي بصاروخ أميركي على معقله في منطقة القبائل في شمال غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان. من جهته قال أمير عبد الله المدير العام المساعد لبرنامج الأغذية العالمي أمس ان الاعتداء بالقنبلة الذي استهدف مكاتب البرنامج في إسلام آباد يشكل «مأساة رهيبة». وقال عبد الله في بيان نشر في روما حيث مقر البرنامج التابع للأمم المتحدة «إنها مأساة رهيبة بالنسبة لبرنامج الأغذية العالمي ولمجمل المنظمات الإنسانية في باكستان».