زلزال إندونيسيا: وقف البحث عن ناجين وإعطاء الأولوية للمنكوبين

فيضانات تُشرد مليونا ونصف مليون شخص في جنوب الهند

ناجون من زلزال إندونيسيا يتلقون مساعدات غذائية في بلدة كوتو دالام بجزيرة سومطرة أمس (أ.ب)
TT

أوقفت السلطات الاندونيسية أمس عمليات البحث عن ناجين في بادانغ، حيث باتت الأولوية الحؤول دون انتشار الأوبئة بعد خمسة أيام على وقوع الزلزال، الذي ضرب غرب جزيرة سومطرة. كما أدت الأحوال الجوية السيئة وهطول أمطار غزيرة خلال اليومين الماضيين في المنطقة المنكوبة إلى عرقلة عمليات الإنقاذ.

وقال رئيس مكتب تنسيق جهود الإغاثة، ايدي ادوارد: «بدلا من التكاليف الإضافية لنقل الجثث نفضل تخصيص المال للأحياء». وعلى الرغم من تدفق المساعدات وفرق الإنقاذ الدولية على بادانغ، التي يبلغ عدد سكانها 900 ألف نسمة، إلا أن المساعدات كانت بطيئة في الوصول إلى المناطق الداخلية النائية بسبب قطع الانهيارات الأرضية طرقا كثيرة. ولدى وصول رجال الإنقاذ وجدوا أن قرى بأكملها دمرت بفعل الانهيارات الأرضية، كما عثروا على ناجين مشردين في حاجة ماسة للطعام والماء والمأوى.

واشتكى اندونيسي يدعى ميساه، فقد منزله في قرية كوتو مامبانغ على بعد 40 كلم عن بادانغ، من أن «الأمطار زادت حجم المأساة». وأضاف أن عائلته وجيرانه لجأوا إلى خيم «لكنها ترشح باستمرار» و«الأطفال يعانون من الإسهال ولا يتوقفون عن البكاء».

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن فريقا من المسعفين قدموا من روسيا ويضم 40 شخصاً، واجه صعوبات لإقامة مستوصف بسبب التربة الموحلة. وأعلنت اولغا بروشينا، المتحدثة باسم الفريق «لقد أمطرت بكثرة، لكننا نجحنا في إقامة المستوصف من ثماني خيم». من جهتها، حذرت منظمة «وورلد فيجن» غير الحكومية من أن «جرحا بسيطا يمكن أن يصبح مميتا بسبب الأوضاع الصحية السيئة وعدم توفر مياه نظيفة».

وباتت أولوية السلطات الاندونيسية انتشال الجثث المتحللة من تحت الأنقاض، بعد أن أوقفت أمس عمليات الإغاثة في بادانغ مع فقدان الأمل في العثور على ناجين بعد الزلزال، الذي بلغت قوته 7.6 درجة. واختصر ستيفان نيسليه، مسؤول الاتصالات في المجموعة، التي أرسلتها فرنسا الوضع بالقول بأن «مساعدة السكان حلت محل عمليات الإغاثة». وأوضح أن احد أهداف المجموعة المؤلفة من 72 شخصا في بادانغ هو «تأمين مياه شرب نظيفة» بانتظار إصلاح شبكة المياه التي تعرضت لأضرار بالغة. وصرح ميشال ميرسييه، المتحدث باسم المسعفين السويسريين الـ115، العاملين منذ الجمعة بمساعدة كلاب مدربة، أنهم توقفوا عن البحث بالمجسات بين أنقاض المدارس والفنادق. وأعرب عن «أسفه لعدم العثور على أحياء». وقدرت وزيرة الصحة ستي فضيلة سوبارو أن عدد القتلى «يمكن أن يصل إلى ثلاثة آلاف»، منها فقط 551 حالة مؤكدة.

وأعادت المدارس فتح أبوابها صباح أمس، في محاولة للعودة إلى الحياة الطبيعية. وقالت كارميلا سورياني، إحدى المدرسات في مدرسة ببادانغ، إن السلطات «طلبت منا استئناف الدروس، لكن 60 تلميذا فقط من أصل 800 حضروا». وتعمل يوسنيدار، 60 عاما، جاهدة لإعادة إطلاق المطعم الذي تملكه. وقالت «علي أن اكسب المال، فلدي 12 عاملا هنا». وأوضحت أن «الصعوبة هي في شراء الأطعمة، إذ ارتفعت الأسعار بما معدله 20%. وهي كغالبية سكان بادانغ لا تفكر في الانتقال إلى منطقة أخرى. ولو أن مخاطر وقوع هزة سيظل كبيرا في هذه المنطقة المعرضة للزلازل». وختمت بالقول «علينا أن نتعايش مع الوضع. المهم أن نعرف كيف نتصرف عند وقوع كارثة بهذا الحجم».

وفي سياق متصل، تسببت فيضانات اجتاحت جنوب الهند في مصرع 230 شخصا خلال بضعة أيام، وشردت نحو 1.5 مليون آخرين، حسبما أفادت السلطات المحلية الاثنين. وأدت الأمطار الغزيرة التي هطلت على كرنتاكا واندرا براديش ومهرشترا إلى إجلاء عدد كبير من السكان، لجأ بعضهم إلى مخيمات مؤقتة بعد تدمير منازلهم. وبلغ عدد المشردين في ولاية كرنتاكا مليون شخص لجأ منهم 350 ألفا إلى إحدى المخيمات المرتجلة الـ1200 التي أقيمت في مقاطعات شمال تلك الولاية الأكثر تضررا بسبب تردي الأحوال الجوية.

ودمر ما لا يقل عن 200 ألف منزل في كرنتاكا، وغمرت السيول نحو 1500 قرية كليا أو جزئيا كما أفاد مسؤول محلي في خلية متابعة الكوارث اتش. في براشوناث. وأعلن رئيس حكومة اندرا براديش المحلية كي. روساياه أنه تعين إجلاء 475 ألف شخص. وأفادت آخر حصيلة الاثنين عن مصرع 233 شخصا في الفيضانات، منهم 170 في كرنتاكا و37 في اندرا براديش و26 في ولاية مهرشترا.