المحادثات الإسرائيلية ـ الفلسطينية تُستأنف في واشنطن خلال أيام بعد فشل جولة ميتشل السابعة

أبو الغيط: محادثات المبعوث الأميركي لم تحدث انفراجا.. وفرصة السلام لم تضِع بعد

ابو الغيط اثناء مؤتمر صحافي بعد لقاءه بالمبعوث الاميركي في القاهرة امس (رويترز)
TT

فشل السناتور جورج ميتشل، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، في جولة محادثاته السابعة، التي انتهت أمس في المنطقة، وعاد إلى واشنطن للاستعداد لاستقبال وفدين إسرائيلي وفلسطيني رسميين لمواصلة الجهود في الأمور الإجرائية حتى يتاح استئناف المفاوضات حول التسوية الدائمة.

وقد اتهم مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالتسبب في هذا الفشل، قائلا: «أبو مازن يعاني من هجوم كاسح عليه من طرف المعارضة وحتى من داخل فتح بسبب إخفاقاته الأخيرة، وهو لا يجرؤ على اتخاذ قرارات مصيرية لاستئناف المفاوضات. ورد على هذا الاتهام عضو الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، حنا سويد، قائلا: «حكومة إسرائيل تعرقل المفاوضات وتعمل بكل قوتها لإضعاف مكانة الرئيس الفلسطيني وبعد ذلك تتهمه بأنه لا يتقدم في المسيرة لأنه ضعيف. إنهم يسخرون من عقول البشر».

وكان ميتشل قد مدد زيارته إلى المنطقة بيوم واحد إضافي، حيث سافر من رام الله بعد لقائه مع الرئيس محمود عباس أول من أمس، وسافر إلى القاهرة حيث التقى وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، ووزير شؤون المخابرات الذي يتولى الملف الفلسطيني، وعاد من هناك إلى تل أبيب للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه إيهود باراك.

واتخذت زيارته المفاجئة إلى إسرائيل أمس طابعا دراميا، حيث دعا نتنياهو القادة السبعة في حكومته لاجتماع طارئ قبيل لقائه مع ميتشل بساعتين. فاعتقد المراقبون أن في المفاوضات اختراقا جديدا. ولكن بانتهاء لقاء نتنياهو ميتشل اتضح أن الأمور ما زالت متعثرة، وأن المفاوضات حول التسوية الدائمة ما زالت بعيدة ولن تُستأنف في القريب. وتقرر استئناف المحادثات التمهيدية غير المباشرة مع الطرفين في الأسبوع الجاري في واشنطن بمشاركة وفدي التفاوض الرسميين، الإسرائيلي بقيادة مستشار نتنياهو للشؤون الفلسطينية يتسحاق مولخو، والسكرتير العسكري لوزير الدفاع مايك هيرتسوغ، والفلسطيني بقيادة رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية د. صائب عريقات. وستكون تلك مفاوضات مكثفة جدا، حسب مصدر أميركي في تل أبيب.

وخرج العديد من المسؤولين الإسرائيليين بتصريحات انتقادية حادة إلى ميتشل، ولكن من دون ذكر أسمائهم. فقال أحدهم إن «الفرق ما بين ميتشل مارس (آذار) وميتشل أكتوبر (تشرين الأول)، يبدو مذهلا، ففي بداية مهمته جاء ميتشل متحمسا يتحدث بثقة عالية في النفس لدرجة جعلت المسؤولين في إسرائيل يرتعدون خوفا. فقد تلقى مهمة لأن يصنع سلاما دائما بين إسرائيل والفلسطينيين في غضون سنتين. وها هي تمر 7 شهور وميتشل يفشل في جمع طرفَي التفاوض، ويصرف جهوده في متاهات الاجتماعات التحضيرية قُبيل المفاوضات ولا نرى في الأفق أي مفاوضات».

ووجّه مسؤول إسرائيلي آخر سهامه نحو الرئيس الأميركي نفسه، باراك أوباما، قائلا: «الفشل هو من نصيب أوباما شخصيا، الذي حظي بجائزة نوبل للسلام لا يستحقها. فهو الذي يضع مبادئ السياسة الأميركية، وهو الذي بنى الآمال العظيمة. وخيبة الأمل جاءت بمقدار تلك الآمال».

ولكن مصدرا أميركيا من مرافقي ميتشل أنحى باللائمة على الحكومة الإسرائيلية، فقال إن رفض إسرائيل تجميد الاستيطان أدى إلى تعقيدات لم تكن محسوبة، وأفقد العرب والفلسطينيين الأمل في العملية السلمية. وما يحاول ميتشل فعله هو استعادة الثقة بهذه العملية، لمصلحة شعبَي المنطقة.

وفي القاهرة أثار عدم استقبال الرئيس المصري حسني مبارك لميتشل تكهنات بأن مصر «غير راضية» عن نتائج جهود ميتشل في كل من إسرائيل والأراضي الفلسطينية، كما لاحظ المراقبون أن اجتماع أبو الغيط وميتشل عُقد في أحد الفنادق القريبة من مطار القاهرة الدولي، ولم يُعقد في مقر وزارة الخارجية كالمعتاد.

ومن جانبه قال ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط بعد لقائه المبعوث الأميركي إن «الموقف لم يحدث به انفراجة وسيستمر ميتشل في الإعداد لإطلاق المفاوضات بين الأطراف على أسس متفق عليها». وعما إذا كانت فرصة السلام قد ضاعت حاليا قال أبو الغيط: «لا أتصور أن فرصة السلام أو بدء المفاوضات قد ضاعت»، مشيرا إلى أن ميتشل يسعى لإعداد موقف تنطلق به المفاوضات على أسس سليمة وواقعية.

وأوضح أبو الغيط أن ميتشل سيعود إلى إسرائيل مرة أخرى لمناقشات مع الجانب الإسرائيلي ثم يتجه إلى واشنطن لتقديم تقرير ويعود قريبا بعد ذلك مرة أخرى إلى المنطقة.