المغرب: قيادي في «الاستقلال» يوجه تهما ثقيلة للاتحاد الاشتراكي. . ويتوقع خروجه للمعارضة

شباط ينتقد تقارب حليف حزبه الرئيسي مع «العدالة والتنمية» الإسلامي

حميد شباط خلال اجتماع نقابي عقد أول من أمس بالرباط (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

جدد قيادي في حزب الاستقلال المغربي متزعم الائتلاف الحكومي، انتقاداته لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حليفه الأساسي في الغالبية. وقال إنه يكذب على الناس والتاريخ، وتوقع خروجه من الحكومة وانتقاله إلى المعارضة.

وألقى حميد شباط عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال (هيئة قيادية) والأمين العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب (اتحاد عمالي موالٍ للحزب)، تهما ثقيلة ضد الاتحاديين، وقال خلال اجتماع نقابي في الرباط عُقد أول من أمس، إن بعض الاتحاديين دعموا جبهة البوليساريو في فترة تأسيسها. وأضاف شباط، دون ذكر أسماء، أن بعض الاتحاديين كانت لهم علاقات وثيقة مع السلطات الجزائرية حين كانت تعمل على تأسيس جبهة البوليساريو، مشيرا إلى أن الاتحاد الاشتراكي لم يشارك في «المسيرة الخضراء» التي دعا إليها الملك الراحل الحسن الثاني عام 1975.

وفي تعقيبه على هذا الاتهام قال عبد الهادي خيرات عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، إن ما قيل مجرد هراء، مشيرا إلى أن وجود أشخاص مثل شباط في قيادة حزب «يعبّر عن تدهور وانحطاط»، على حد تعبيره.

وأضاف خيرات أن «تولي شباط إدارة مدينة تاريخية مثل فاس يمكن اعتباره بمثابة انتكاسة ومهزلة سياسية». ووصفه بعبارات مقذعة.

يُشار إلى أن شباط يتولى منصب عمدة مدينة فاس التي تعتبر عاصمة المغرب الروحية.

بيد أن شباط واصل، عقب انتهاء اجتماع المجلس العام للاتحاد العام للشغالين للمغرب، انتقاداته للاتحاد الاشتراكي. وقال لـ« الشرق الأوسط» إن الاتحاديين «ما فتئوا يكذبون على المغاربة» على حد قوله.

وأشار إلى أن الاتحاد الاشتراكي احتفل في يوليو (تموز) الماضي بمرور نصف قرن على تأسيسه، في حين يقول شباط إن الذي تأسس عام 1959 هو «الاتحاد الوطني للقوات الشعبية» لا «الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية»، الذي تأسس، على حد قوله، عام 1975. يشار إلى أن معظم أعضاء وقيادات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كانوا أعضاء في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية لذلك يعتبر الاتحاديون أن حزبهم هو امتداد له.

وهاجم شباط أيضا تقاربا حذرا يتم الآن بين حزبي الاتحاد الاشتراكي والعدالة والتنمية الإسلامي المعارض. وقال: «في الأيديولوجيات والمرجعيات اختلاف، وتقاربهما مرده إلى تحقيق مصالح شخصية». وتوقع شباط خلال الفترة السياسية المقبلة حدوث قطيعة بين الحزبين أو أن تتوطد علاقاتهما، وبالتالي يخرج الاتحاد الاشتراكي إلى المعارضة.

وفي موضوع آخر، قال شباط إن الاتحاد العمالي، الذي يتولى قيادته، لم يستفد من قيادة حزب الاستقلال للحكومة في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة. وقال إن وزراء الحزب ليس لهم سلطة على مؤسسات يفترض نظريا أن تكون تابعة لهم، ودلل على ذلك بأن وزير النقل كريم غلاب، وهو استقلالي، ليست له سلطة تُذكر على الخطوط الملكية المغربية. وأوضح أن السلطة الفعلية توجد في يد المدير العام للمؤسسة، وبالتالي لا يمكن أن تستفيد نقابته من هذه الوضعية. وقال شباط أيضا: «عندما يكون حزب مشارك في الحكومة أو يقودها، ينعكس ذلك سلبا على نتائجه في الانتخابات، إذ يكون عرضة للتصويت العقابي، إلا أننا في حزب الاستقلال نجونا من هذه المسألة بحيث حصلنا على نتائج مهمة ومشرفة حزبيا ونقابيا»، على حد اعتقاده.

وزاد شباط موضحا: «حزب الاتحاد الاشتراكي عندما كان يقود الحكومة (حكومة عبد الرحمن اليوسفي) حصل على المرتبة السادسة في الانتخابات، أما نحن فحافظنا على نفس المرتبة التي كنا نحظى بها، وهي المرتبة الأولى على المستوى الوطني».