عون: الأزمة ليست خارجية بل من صنع القيمين على النظام

دعا إلى الحفاظ على «روح المقاومة» في لبنان

TT

أكد رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، أن «المجتمع الذي نصبو إليه لا يتحقق إلا من خلال الحفاظ على روح المقاومة التي تبعد عنّا الوهن وتقينا السقوط في ممارسات بيئة أفقدتها الحاجة الكثير من مناعتها»، مشيرا إلى أنه «لكي نتمكن من الحفاظ على روح المقاومة وتأخذ المقاومة أبعادها الحقيقية وتبلغ أهدافها علينا أن نحدد أعداء المرحلة التالية». واعتبر في هذا الإطار أن «عدونا الأول يكمن في بعض سلوكنا وفي طريقة تعاطينا مع ما يفرضه الفاسدون على الناس، مما يعطّل خياراتها الصحيحة، ويجعلها تقرّ الأشياء التي تتعارض مع قناعاتها الحقيقية»، لافتا إلى أن «المستفيدين من مزاريب الفساد قد يظنون أن لهم مصلحة في استمراره، ناسين أنهم مثل القط الذي يلحس المبرد بلسانه فيستمتع بطعم دمه النازف».

جاءت تأكيدات العماد عون في خطاب ألقاه بعد قداس أقيم أمس في كنيسة القيامة في الرابية، دعا فيه الجميع للسير في مسيرة الإصلاح التي وصفها بالصعبة لأنها «في مواجهة قوى تشبه خيوط العنكبوت التي يصعب قطعها، فإذا ارتكب أحدهم فضيحة، يقوننها آخر، ثم يأتي ثالث ليجعل منها إنجازًا أمام الرأي العام، وهذا النظام أصبح كسرطان متفشٍ في جميع أنحاء الجسم، إن لم تعِ جميع القوى خطورة الأزمة».

واعتبر عون أن «المساءلة في لبنان هي غير صالحة لأن النهج المافياوي يسيطر عليها، وهي تخرج بتصرفاتها على المعايير الأخلاقية والقانونية»، مذكرا بأن «كل المواطنين اللبنانيين مكتملو الحقوق المادية والمعنوية ومسؤولون عن استقرارهم من خلال السلطات التي ينتجها نظامهم السياسي والتي تخضع للمحاسبة من قبل المجلس النيابي والمؤسسات الدستورية والقضائية»، مؤكدا أن «هذا وحده يجعل العمل الحكومي منتظم».

ولفت إلى أن البعض يوحي أن الأزمة خارجية، نافيا هذه المعلومات، ومؤكدا أن «الأزمة ليست خارجية بل من صنع القيمين على هذا النظام والمدعومين من الخارج لأن الوصول إلى سيطرة الخارج على لبنان يأتي من خلال إضعاف نظامه، وانهيار مؤسساته، والعامل الأكبر لهذا الانهيار هو يأس المواطنين من بلوغ إصلاح يشعرون بأنه يبتعد عنهم يومًا بعد يوم». وقال «إننا لم نعد بحاجة إلى الأصوات في صناديق الاقتراع، بل إلى أصوات تتحلى بروح المقاومة وتعمل باستمرار لنصل إلى الإصلاح المنشود».

وقال عون إن اللبناني أمام خيارين: «الرضوخ لما يرزح تحته أو الانتقال إلى حالة إصلاحية يحقق فيها آماله».