إسلام آباد: تحرير 39 رهينة ومقتل 4 مسلحين واعتقال الرأس المدبر

الناجي الوحيد من المسلحين متورط في محاولة اغتيال مشرف والهجوم على فريق سريلانكا للكريكيت

TT

انتهى الهجوم الذي شنته طالبان قبل أربع وعشرين ساعة على المقر العام للجيش الباكستاني قرب إسلام آباد وتبعته عملية احتجاز رهائن، أمس بحصيلة مرتفعة مع مقتل ثمانية جنود وثلاث رهائن وثمانية مهاجمين. وكان المتمردون الإسلاميون المرتبطون بتنظيم القاعدة كثفوا مؤخرا الاعتداءات لا سيما الانتحارية، مما أوقع أكثر من 2200 قتيل خلال نحو سنتين. وأظهروا أنهم يملكون القدرة على الضرب حتى في قلب المواقع المحاطة بأشد التدابير الأمنية في هذا البلد، القوة النووية العسكرية المعلنة الوحيدة في العالم الإسلامي. وخلال ما يقرب من أربع وعشرين ساعة حبس العالم اجمع أنفاسه إزاء هجوم أحيط بتغطية إعلامية واسعة تبعته عملية احتجاز رهائن لـ42 عسكريا ومدنيا موظفين لدى الجيش. وقد احتجز الرهائن في مبنى ملاصق للمقر العام لأقوى مؤسسة باكستانية أي الجيش، في مدينة روالبندي. وقد شن الهجوم فجرا قبل ثوان من نداء المؤذنين لصلاة الصباح. وتم الإفراج عن 39 رهينة على دفعتين، لكن حصيلة الهجوم جاءت مرتفعة إذ فقد ثلاثة رهائن حياتهم، وكذلك جنديان فيما قتل أربعة مسلحين حسبما أعلن الجنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش. وقد جرح المهاجم الخامس وألقي القبض عليه بعد أربع ساعات من بدء الهجوم. وبدأ كل شيء في آخر ساعات صباح أول من أمس. حضر مسلحون بلباس عسكري على متن حافلة الى المدخل الرئيسي للمقر العام الذي يضم خصوصا هيئة الأركان بكاملها. وعندما لم يتمكنوا من الدخول أمام تيقظ الحراس أطلقوا النار عليهم وألقوا قنابل يدوية الصنع. وفي المعارك العنيفة التي تلت خلال أكثر من ساعة فقد ستة عسكريين حياتهم احدهم برتبة عميد وآخر كولونيل بحسب مسؤولين في القوات الأمنية. وقتل أربعة مهاجمين أول من امس في هذه المعارك وشاهد العالم صور فرق الكومندوز وهي تتوجه بسرعة الى المكان ومروحيات قتالية تحلق فوق المقر العام للجيش. ونجح خمسة مهاجمين آخرين في الفرار واحتجاز رهائن في مبنى مجاور. وخلافا للتقنية المتبعة عادة من قبل الانتحاريين الإسلاميين في أكثر من 275 اعتداء في السنتين الأخيرتين، لم تكن حافلة المهاجمين مفخخة بحسب العسكريين. ومنذ أول من امس أعلن الجيش هجوما لحركة طالبان باكستان التي أكدت ولاءها للقاعدة وتقاتل إسلام آباد لتحالفها مع واشنطن في «حربها على الإرهاب». وقد تبنت هذه المجموعة التي معقلها في المناطق القبلية الشمالية الغربية الحدودية مع أفغانستان، الهجوم وفق محطات تلفزة عدة. وتخوفا من هجمات جديدة عززت التدابير الأمنية في إسلام آباد وروالبندي اللتين أصبحتا منذ أشهر أشبه بحصن. لأن قائد حركة طالبان باكستان الجديد حكيم الله محسود توعد بمضاعفة الهجمات على «أميركا وباكستان» للثأر لسلفه بيت الله محسود الذي قتل في الخامس من أغسطس (آب) بأحد الصواريخ العديدة التي أطلقتها الطائرات الأميركية من دون طيار. وتكثر هذه الطائرات ضرباتها على المناطق القبلية مستهدفة كوادر القاعدة وطالبان الأفغان والباكستانيين. إلى ذلك كشف مسؤول استخباراتي باكستاني أمس أن الناجي الوحيد من بين المسلحين الذين شنوا الهجوم الذي استهدف مقر الجيش الباكستاني كان متورطا في الهجوم الذي تعرض له فريق الكريكيت السريلانكي في وقت سابق من العام الجاري. وكانت قوات الكومندوز التابعة للجيش قد ألقت القبض على عقيل الشهير بدكتور عثمان خلال عملية تحرير الرهائن التي استهدفت المقر الأمني القريب من قاعدة الجيش في روالبندي حيث كان يحتجز خمسة مسلحين أكثر من 40 رهينة بين جندي ومدني منذ يوم أمس.

وقال المصدر الاستخباراتي، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، : «يعد (عقيل) من أخطر الإرهابيين، وهو مرتبط بالقاعدة». وأضاف :«إنه مطلوب لأجهزة الأمن لضلوعه في التخطيط للهجوم الإرهابي الذي استهدف فريق الكريكيت السريلانكي في وقت سابق من العام الجاري». وكان سبعة من اللاعبين السريلانكيين إضافة إلى مدربهم البريطاني قد أصيبوا بجروح أثناء هربهم من محاولة العشرات من المسلحين اختطافهم في مدينة لاهور الشرقية في الثالث من مارس آذار الماضي. وأضاف المسؤول أن عقيل من المشتبه في تورطهم في مخطط لاغتيال الرئيس الباكستاني السابق برفيز مشرف في يوليو تموز من عام 2007 . وأبدى عقيل، الجندي السابق، مقاومة شرسة خلال عملية الإنقاذ التي تم تنفيذها قبل فجر اليوم في مقر الجيش، وفجر نفسه بعد ساعتين من القتال ما أسفر عن جرحه وخمسة من قوات الكوماندوز بجروح خطيرة.