تشييع جنازة الصحافي المصري محمد السيد سعيد

TT

شيعت أمس جنازة الصحافي الراحل الكاتب والمفكر اليساري المصري الدكتور محمد السيد سعيد، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، مؤسس صحيفة «البديل» المستقلة، بمسقط رأسه في مدينة بورسعيد (180 كيلومترا شمال شرقي القاهرة) وسط جمع غفير من الأسرة الصحافية المصرية وتلاميذه ومحبيه. وتوفي السعيد الليلة قبل الماضية عن عمر يناهز 59 عاما بعد صراع طويل مع مرض السرطان، خاض خلاله عدة مراحل للعلاج في القاهرة وباريس، لتفقد الأسرة الصحافية المصرية واحدا من أبرز أعضائها.

وللصحافي الراحل تاريخ سياسي وحقوقي حافل، إذ بدأ نشاطه السياسي وهو في الجامعة، التي كانت ساحة ساخنة للأحداث وقتئذ بسبب تعرض الجيش المصري للهزيمة في نكسة يونيو (حزيران) 1967. وكان نشاطه هذا سببا في اعتقاله عام 1989، عندما شارك في تأسيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، واعتقل لمدة شهر مع عدد من النشطاء الحقوقيين عقب كتابته بيانا صدر باسم المنظمة المصرية تضامنا مع عمال الحديد والصلب، الذين اعتصموا داخل مصنعهم في ذلك الوقت، وظل مهتما بالشأن الحقوقي حيث عمل مستشارا أكاديميا لمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، وكتب عددا من الدراسات التي تتناول الجوانب الفكرية والنظرية لحقوق الإنسان.

وفي عام 2004 كان محمد السيد سعيد، أحد الأعضاء المؤسسين للحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» التي تعتبر أولى الحركات السياسية المعارضة غير الحزبية، كما شارك في تأسيس جريدة «البديل»، الناطقة بلسان اليسار المصري، قبل أن يستقيل منها في أكتوبر (تشرين الأول) 2008.

وخلال العام الأخير اشتد المرض على الصحافي الراحل، لتقرر الحكومة الفرنسية علاجه على نفقتها في أحد مراكز العلاج بفرنسا، وظل هناك حتى الأسبوع الماضي حين قرر العودة إلى مصر عقب تدهور حالته الصحية.

وكان الصحافي الراحل يُصنف على أنه «ليبرالي بين اليساريين ويساري بين الليبراليين»، وكان يتمتع بقبول جميع التيارات السياسية، بسبب رؤيته وتحليلاته الموضوعية وتقبله لسماع الآراء المخالفة له بصدر رحب.