طهران تنفذ «تهديدها» وتخفض أعداد زوار النجف وكربلاء إلى 1500 يوميا

الإيرانيون طالبوا بتحسين الخدمات.. والعراقيون يردون: 20 دولارا للزائر غير كافية

TT

أعلن مسؤول عراقي رفيع أمس أن إيران نفذت «تهديدها» وشرعت في خفض أعداد مواطنيها الذين يقصدون العراق لزيارة العتبات الشيعية في النجف وكربلاء إلى 1500 زائر يوميا من أصل ثلاثة آلاف احتجاجا على «تردي» الخدمات.

وقال آمال الدين الهر محافظ كربلاء لوكالة الصحافة الفرنسية إن «الإيرانيين نفذوا تهديدهم وخفضوا عدد الزوار إلى 1500 يوميا ما لم يحسن الجانب العراقي الخدمات».

وكان مسؤول إيراني أكد منتصف أغسطس (آب) الماضي خفض عدد الزوار الإيرانيين من خمسة آلاف إلى ثلاثة آلاف يوميا بسبب نقص الخدمات.

وقد أعلن حسين أكبري معاون رئيس هيئة الحج والزيارة أن العراق «وعلى الرغم من مرور ستة أعوام على توافد الزوار الإيرانيين لم يستطع تحسين الخدمات الأساسية. خفضنا أعدادهم خطوة أولى من خمسة آلاف إلى ثلاثة آلاف يوميا، وسنستمر وصولا إلى ألف زائر إذا لم يوضع حل لهذه المشكلات».

لكن محافظ كربلاء، التي تضم مرقدي الإمامين الحسين والعباس، قال: «سنعمل على تهيئة الخدمات المطلوبة وعلى الجانب الإيراني أن يراجع» ذلك.

ووقعت بغداد وطهران بعد سقوط النظام السابق اتفاقا لاستقبال زوار العتبات في النجف وكربلاء وسامراء وبغداد. وقد بدأ الأمر بـ79 زائرا يوميا لكنه بلغ خمسة آلاف منتصف العام الحالي.

وأبرز العتبات التي يقدسها الشيعة في العالم هي مرقد الإمام عليّ في النجف وضريح الإمامين الحسين وأخيه غير الشقيق العباس في كربلاء ومرقد الإمام موسى الكاظم في الكاظمية في شمال بغداد وضريح الإمام الحسن العسكري في سامراء. ويعترض الجانب الإيراني على عدة أمور، بينها الحافلات التي تقل الزوار من الحدود ويصفها بأنها «رديئة»، كما أنه يندد بـ«سوء الخدمات الفندقية».

إلا أن المحافظ قال للوفد الإيراني آنذاك: «أنتم تريدون خدمات مميزة من نقل وغيرها من الجوانب السياحية، ولا يدفع الزائر الإيراني سوى 20 دولارا عن المبيت والطعام، بينما يدفع الزائر الخليجي 70 دولارا».

وكان أصحاب الفنادق قد شكوا في وقت سابق مما سموه بـ«هيمنة منظمة الحج والزيارة الإيرانية» على شؤون السياحة في النجف وكربلاء في ظل غياب وزارة السياحة والمؤسسات الحكومية المسؤولة، حيث تقوم هذه المنظمة بتوزيع الوفود الإيرانية على الفنادق، حسبما يريدون وبأسعار متدنية جدا.

وطالب عدد منهم بإعادة النظر في الاتفاقية العراقية الإيرانية بشأن دخول ونقل وأجور الزائرين والمطبخ المركزي الذي فرضوا إقامته في النجف وكربلاء، وقال أحدهم لـ«الشرق الأوسط» إن «هيمنة منظمة الحج والزيارة الإيرانية على الفنادق في النجف وكربلاء أثر بشكل عام على الوضع الاقتصادي والسياحي للمدينتين، وعلى الحكومة العراقية أن تجد الحلول المناسبة للتخلص من هذه الهيمنة التي أصبحت العقبة الكبيرة أمام نهوض السياحة الدينية في العراق». وأضاف أن «الحكومة العراقية عليها أن تفتح المجال أمام الشركات العراقية بالتعاون مع وزارة السياحة في إدارة شؤون الزائرين في عموم البلاد». غير أن مدير منظمة الحج والزيارة الإيرانية في النجف روح الله شكراري أكد أن «المنظمة لا تتدخل في اختيار الفنادق، إنما الشركات العراقية الموردة هي التي تقوم بذلك وإيران لديها اتفاقيات مكتوبة مع الجانب العراقي».