راهن مصرف «الإنماء» ـ أحدث بنك سعودي ـ على سوق التمويل ومساهمي البنك، إضافة إلى الخدمات الجديدة التي أطلقها، للمنافسة في سوق المصارف في المملكة للاستحواذ على حصة جيدة خلال الفترة المقبلة.
وقال عبد المحسن الفارس الرئيس التنفيذي لمصرف «الإنماء» أمس إن المصرف يرى في قطاع التمويل والشركاء عاملا مهما في قطاع المصارف، إضافة إلى أن الفرصة مواتية في عمليات جذب الشباب لفتح حسابات في المصرف، في الوقت الذي يشكلون فيه النسب الأكبر من المجتمع السعودي.
وأكد أن المصرف يساهم فيه ما يقارب 8 ملايين مساهم، مما يدعم حظوظ مصرف «الإنماء» في الاستحواذ على حصة من العمليات في سوق المصارف السعودية، لافتا إلى أن المصرف استخدم تقنيات مصرفية جديدة تستخدم لأول مرة في المملكة.
وأوضح الفارس الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي أمس، أن «الإنماء» يعمل على مفاوضات مع شركات لتقديم تمويلات لمشروعات البنى التحتية، مستشهدا بنجاح تجربة المصرف مع شركة الكهرباء والتي عمل فيها على تجهيز قروض فاقت 9 مليارات ريال (2.4 مليار دولار)، مشددا على أن المصرف سيساهم بشكل كبير في سوق التمويل للشركات والأفراد.
ولفت إلى أن المصرف عمل خلال الفترة الماضية على توقيع اتفاقيات دولية متعددة، للتعاون الدولي مع المصارف العالمية، مشيرا إلى أن تلك الاتفاقيات جميعها كانت ضمن مبادئ المصرفية الإسلامية، مؤكدا في الوقت نفسه أن المصرف سيطلق منتجات إسلامية مبتكرة في سوق المصارف السعودية.
ولمح الفارس إلى أن «الإنماء» يسعى إلى فتح فروع خارجية في عدد من الدول، إلا أنه استبعد ذلك خلال الفترة القريبة، التي يسعى فيها البنك إلى إيجاد فروعا في جميع أنحاء المملكة، وقال: «نعم نحن لدينا خطط لافتتاح فروع خارجية، إلا أن ذلك سيكون في المرحلة الثانية، التي تتبع المرحلة الأولى والمتضمنة افتتاح فروع في جميع مناطق المملكة».
وأشار إلى أن المصرف يعمل حاليا من خلال فروع تم افتتاحها وأخرى تحت التأسيس، مشيرا إلى أن عدد تلك الفروع بلغ 18 فرعا حتى الوقت الحالي.
وكان مصرف «الإنماء» قد أطلق حملة «تفاؤل» يوم أمس في جميع مناطق المملكة، معلنا بدء منافسته في سوق المصارف السعودية لجذب أكبر شريحة من المتعاملين والعملاء في سوق المال.
وقال الفارس إن التفاؤل مبدأ راسخ في ثقافة المجتمع، يؤكد على مبدأ الإيجابية والمبادرة والتميز، وإن نقطة الانطلاق لهذا الشعار كانت من خلال ما تحمله المملكة على الصعيد الاقتصادي كواحدة من الدول الناجحة في ظل المتغيرات الاقتصادية المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم.
وأضاف: «حتى في الظروف الصعبة التي يعيشها العالم أحيانا فمثلا نجد أن المملكة في ظل ظروف الأزمة المالية العالمية تقر أكبر ميزانية عامة في تاريخها وهذا يدعو إلى التفاؤل، من خلال دعم لحكومة التي وضعت استراتيجية اقتصادية قادرة على الحفاظ على المنجز التنموي، حتى في أحلك الظروف، على حد تعبيره، يتجلى ذلك في الإنجازات التي حققتها المملكة في القطاعات كافة. وأضاف أن تأسيس مصرف «الإنماء» برأسمال قدره 15 مليار ريال (4 مليارات دولار)، يمثل نقله نوعية على صعيد العمل المصرفي في المملكة إذ يشكل تحولا إيجابيا، يعكس حرص القيادة السعودية على مواكبة التطورات الاقتصادية والتنموية التي تعيشها البلاد من خلال إيجاد آلية متكاملة لتوظيف وتنمية مدخرات المواطنين، وتلبية احتياجات المشروعات بما تقتضيه متطلبات المرحلة المقبلة.
وأوضح أن المصرف اختار شعار «تفاءل» لحملته ليواكب توالي مسيرات العطاء ومراحل النماء في المملكة، مشيرا إلى أن الحملة تحت شعار «تفاؤل» تهدف إلى تحقيق أهداف المصرف وتقديمه للجمهور المستهدف بأعلى درجات المهنية وإيصال الرسالة المطلوبة شكلا ومضمونا بفعالية وكفاءة عالية من خلال الاستخدام الأمثل للوسائل الإعلانية والإعلامية، وهي أيضا ستسهم في إشاعة الأمل والتفاؤل وبث روح العطاء في المجتمع، وتعزز الثقة في المستقبل الأفضل.
كما لفت الرئيس التنفيذي لمصرف «الإنماء» إلى أن الحملة تستمد فكرتها الرئيسية من نجاح مسيرة المصرف في خطواته التأسيسية والتشغيلية، مشيرا إلى أن التفاؤل يأتي بمعنى الثقة في القدرة الذاتية المستمدة من ثقة الشركاء، ثم العمل المهني المخلص الدؤوب وسط تحديات صعبة لبناء هذا الصرح المصرفي، ومن ثم جعل التفاؤل حقيقة ملموسة يستشعرها الجميع.
إلى ذلك قال الدكتور محمد العوض مدير عام مجموعة التسويق في المصرف إن الحملة تحمل عدة رسائل للشركاء والمجتمع السعودي أهمها الإعلان عن تدشين أعمال مصرف «الإنماء»، خلق المزيد من الوعي بالمصرف، وترسيخ الصورة الذهنية لمصرف «الإنماء»، وبلورة انطباع إيجابي للدور المنوط بالمصرف، والتأكيد على مواكبة التطور التنموي الذي تشهده المملكة، والذي يُشيع التفاؤل دوما في كل مناحي العمل والإنتاج.
يُذكر أن مصرف «الإنماء» شركة مساهمة سعودية، تأسس في 2008، برأسمال قدره 15 مليار ريال (4 مليارات دولار)، مقسم إلى 1.5 بليون سهم عادي متساوية القيمة، ويمتلك المساهمون المؤسسون، وهم صندوق الاستثمارات العامة، والمؤسسة العامة للتقاعد، والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، نسبا متساوية مجموعها 30 في المائة من رأسمال المصرف، فيما تم طرح 70 في المائة للاكتتاب العام في شهر أبريل (نيسان) 2008.