أمين المدينة المنورة: لا نتوقف عن تطوير أنفسنا ودائما نبحث عن برامج جديدة

بعد حصول المرصد الحضري على جائزة عالمية من الأمم المتحدة

أمين منطقة المدينة المنورة المهندس عبد العزيز بن عبد الرحمن الحصين مع فائزين آخرين لجائزة «الموئل» التابع للأمم المتحدة هذا العام (واس)
TT

كان الفخر واضحا على أمين منطقة المدينة المنورة المهندس عبد العزيز بن عبد الرحمن الحصين، وهو يتحدث عن حصول المرصد الحضري للمدينة المنورة على جائزة شرف للإنجاز المتميز الذي تحقق في برنامج الأمم المتحدة للمستـوطنات البشرية المعروفة باسم «هابيتات» (الموئل). وقال الحصين إن الجائزة تأتي كمحصلة لما أنجزه المرصــد، بالإضافة إلى التطور التي تشهده المدينة المنورة، قائلا: «ليس هناك شيء أردنا أن ننجزه ولم ننجــزه الحمد لله، ونحن لا نتوقف عن تطوير أنفسنا، ودائما نبحث عن برامــج لنطور أنفســنا سنويا».

وكان الحصين في واشنطن الأسبوع الماضي، حيث التقته «الشرق الأوسط»، لاستلام جائزة «هابيتات»، بعد أن رشح المرصد العالمي في نيروبي المرصد الحضري للمدينة المنورة للجائزة. وحول الأسباب وراء منح المرصد الحضري للمدينة المنورة هذه الجائزة، قال الحصين: «السبب هو تخطيط المدن الذكي، والمرصد الحضري فعلا تخطيط ذكي، يرصد حالة المدينة من كل النواحي، السكانية والعمرانية والاجتماعية والاقتصــادية».

وينتج المرصد نحو 110 مؤشرات لمواضيع متعددة، 51 منها مؤشرات عالمية مطلوبة دوليا إذ إن المرصد الحضري مرتبط مباشرة بالمرصد الدولي ويتبع منهاج المؤشرات المتفق عليه دوليا، بالإضافة إلى مؤشرات خاصة تخص المدينة المنورة.

وشرح الحصين: «بدأنا قبل نحو 10 سنوات بناء على فكرة الأمم المتحدة بإشراك الحكومات المحلية والمنظمات غير الحكومية للوصول إلى السكان وحل مشاكلهم، فالحكومات المركزية لديها من المشاكل ما يشغلها عن بعض القضايا المحلية»، مضيفا: «أمانة المدينة تبنت إنشاء المرصد، واستطاعت أن تطور نموذجا، واستعنا بالأمم المتحدة و(هابيتات) والمعهد الدولي، ولم يكن النموذج الدولي مناسبا كليا، فطورنا النموذج المحلي، بإشراف مجلس برئاسة أمير المنطقة والدوائر الحكومية وفي القطاع الخاص، وجمعناهم بناء على قواعد معلومات مركزية وأنشأنا شبكة على الإنترنت فيها نحو 50 جهة حكومية وغير حكومية، وأصبحت تدخل مؤشرات مباشرة على الإنترنت».

ويرصد المرصد الحضري مؤشرات واضحة ومحددة من أجل «قياس الأداء في المدينة سواء في البنية التحتية أو مياه الصرف الصحي أو الكهرباء أو الصحة، وكيفية الأداء، بالإضافة إلى معرفة عدد الوفيات ومتوسط عمر الإنسان»، بحسب الحصين.

وأضاف: «أصبحت الآن لدينا مؤشرات نستطيع أن نتخذ من خلالها قرارات صحيحة، وهذا هدفنا». ويذكر أن المرصد الحضري بالمدينة المنورة أول مرصد حضري حول العالم يحصل على هذه الجائرة، كما يدفع المرصد للعمل على مراصد أخرى حول العالم لتحسين أدائها. وقال الحصين: «لقد ساعدنا مراصد أخرى في سورية واليمن والمغرب والأردن ونتعاون معهم»، مضيفا: «نعمل أيضا على مراصد في المحافظات والمشروع سيكون إضافة لعملنا».

ويعتبر المرصد الحضري مصدرا أساسيا لتحقيق الأهداف الإنمائية الألفية، التي يهدف العالم إلى الوصول إليها بحلول عام 2015.

وقال الحصين: «نحـن نعمل على تحقيق الأهداف، وهذا من ضمن البرامج التي نعمل على إنجازها خاصة في موضوع البيئة، فالمدينة المنورة أول مدينة أنشأت مرمى نفايات مبطنا هندسيا، وأنشأنا أول معمل لفرز النفايات، ولتدوير النفايات في المملكة أيضا نستخلص الغاز من النفايات، وهو من البرامج التي نعمل عليها لتحقيق أهداف الألفية، بالإضافة إلى برامج أخرى للمرصد الحضري».

ومن بين البرامج التي يهتم بها المرصد برامج المرأة ودراسة وضعها الاجتماعي. ويضع المرصد دراسات حول العائلة التي تعولها امرأة، بالإضافة إلى العمل مع البنك الدولي حول هذه القضية، بالإضــافة إلى رصد مؤشــرات الفقر والصحة. وقال الحصين إن الهــدف من ذلك هو «الوصــول إلى أصحاب القرار ليطوروا أعمالهم من أجل تحسين المؤشــرات التي تخص حياة الناس».

ويقود الدكتور حاتم طه فريقا من السعوديين في إنجاز مهام المركز، بالإضافة إلى مستشارين يسهمون في عمل المرصد، وكامل الفريق نحو 20 خبيرا. وشدد الحصين على أن «أصحاب الانجاز هم سعوديون، وأهم عامل لدينا أننا نقلنا الخبرة ووطنّاها، والذين ينقلون الخبرة سواء داخل المملكة أو خارجها هم سعوديون وهم الذين طوروا النموذج الذي حصل على الجائزة وهذا مصدر فخر لنا». وقال الدكتور حاتم طه: «لقد أنشأت (الهابيتات) فريقا من الخبراء بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمساندة دول المنطقة، لإنشاء مراصد حضرية. والفريق هذا مكون من المرصد العالمي في نيروبي، ومن مكتب (هابيتات) الإقليمي في عمان، ومن المعهد العربي الإنمائي بالإضافة إلى المرصد الحضري في المدينة المنورة»، مشيرا إلى أن الفريق يتولى إنشاء أي مرصد في أي مدينة عربية بموجب المستويات الدولية.

وقد أعلن «هابيتات» عن جائزة باسم المدينة المنورة للمراصد، وستحمل اسم «جائزة المدينة المنورة والموئل للمراصد الحضرية». وقال طه: «الجائزة ستكون عالمية وتمنح سنويا، وسيبدأ منحها من عام 2010».