لهذا تتمرد إيران على الجميع

TT

> تعقيبا على مقال طارق الحميد «إيران تفعل كما تشاء»، المنشور بتاريخ 28 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول إن إيران لم تنكر يوما أنها تتبنى أيديولوجية ثورية خاصة وترعاها. وقد أعلنت على لسان قائدها الخميني، منذ الأيام الأولى لتسلمه السلطة، أن الثورة مشروع للتصدير، وأنه سيفعل كل ما بوسعه من اجل تنفيذ ذلك. لكن خطأه الاستراتيجي الكبير، كان تخلصه الفوري من كبار قادة الجيش الإيراني، وتنفيذ حكم الإعدام ببعضهم مما أضعف الجيش كثيرا. وقد استغل صدام حسين ما يتمتع به جيشه من قوة عسكرية، وخبرة جمعها من حروبه في الشمال فتغدى بالجيش الإيراني قبل أن يتعشى الإيرانيون به. حينذاك خمدت الثورة، وأجلت فكرة التصدير حيث تم تحجيم إيران تماما. لكن خطيئة صدام الكبرى بغزو الكويت واحتلالها، أضعفت العراق، وأحيت الأمل عند إيران بإعادة إحياء مشروعها الأيديولوجي. وقد قدمت لها واشنطن خدمة عظيمة، عندما أجهزت على العراق، وفتحت لها بابا واسعا لتنتقم بشكل مرعب من شعب أعزل سبق أن غلبها في ساحة المعركة. ثم جاءت أميركا بحلفاء إيران من العراقيين، وسلمتهم حكم البلاد، وجعلت من أرضها امتدادا استراتيجيا لساحة اللعب الإيرانية. لكل هذا، لم يعد مستغربا أن نرى إيران تتمرد على الجميع، لأنها في واقع الأمر، ورغم ما يقال، مدعومة اليوم من أميركا بقوة، ربما لغاية في نفسها. مازن الشيخ [email protected]