حالة هلع تجتاح الأهالي في لبنان خوفا من إنفلونزا الخنازير

رغم دعوة وزير الصحة إلى التهدئة وعدم إقفال المدارس لعدم إهدار العام الدراسي

امرأة تنظف أحد الصفوف في مدرسة بصيدا جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

تجتاح حالة من الهلع أوساط عدد كبير من العائلات اللبنانية، نتيجة الخوف من انتشار إنفلونزا الخنازير على نطاق واسع في المدارس، بعد أن سجل خلال أسبوع إقفال مدرستين وعدد من الصفوف بشكل مؤقت ووقائي. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، في تقرير لها أمس، إن المسؤولين اللبنانيين سارعوا إلى عقد اجتماعات طارئة، مؤكدين أن «الأمور تحت السيطرة» وأن «وتيرة الإصابات لم تتسارع» منذ بدء انتشار الفيروس في لبنان، حيث بلغ عدد الإصابات 1500 بحسب وزير الصحة بينها وفاة واحدة.

وبعد مدرسة «إنترناشيونال كوليدج» الخاصة ـ القسم المتوسط ـ في بيروت التي أقفلت اعتبارا من الثلاثاء ولمدة أسبوع بعد ظهور 31 إصابة بإنفلونزا الخنازير فيها، أعلنت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في مدينة صيدا (جنوب) إقفال مدرسة «عائشة أم المؤمنين» التابعة لها «بعد التأكد من إصابة طالب واحد بالفيروس»، بحسب ما قال رئيس المجلس الإداري للجمعية محيي الدين جويدي لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال مصدر طبي في طرابلس (شمال) إنه تم إقفال ثلاثة صفوف في مدرستين رسميتين في المدينة «في تدبير وقائي احترازي لمدة ثلاثة أيام». وجاء التدبير إثر تغيب عدد من الطلاب عن الصفوف بسبب إصاباتهم بأعراض الإنفلونزا العادية، ولم تثبت إصابة أي منهم بفيروس «إيه إتش1 إن1». وسجل إقفال صفوف في مناطق أخرى. وكشفت وزارة الصحة في بيان الأربعاء أن هناك «مدارس اتخذت قرارا بإقفال بعض الصفوف تحت وطأة الخوف من الإنفلونزا ومن باب الاحتراز».

وعلى الرغم من دعوة الوزارة إلى «عدم التساهل في اتخاذ هذا النوع من القرارات حفاظا على العام الدراسي»، وإلى التشاور مسبقا مع الوزارات المعنية، فإن الهلع الذي يصيب الأهالي يدفعهم إلى إبقاء أولادهم في المنازل. وتضاف إلى ذلك كمية هائلة من الشائعات. وتقول موظفة في مدرسة كبيرة في بيروت رافضة الكشف عن هويتها إن «الأهالي في حالة ذعر رغم تأكيدنا لهم أنه لا إصابات في مدرستنا. يتصلون يوميا ويسألون ألف سؤال».

وقال الأب مروان تابت، أمين عام المدارس الكاثوليكية التي تشكل الجزء الأكبر من القطاع التربوي في لبنان بعد المدارس الرسمية، إن «هناك حالة هلع كبيرة بين الأهل، والناس يركزون على المدارس، علما بأن احتمالات الإصابة موجودة في امكنة أخرى بالقدر نفسه الموجود في المدارس».