نتنياهو يشترط مفاوضات مباشرة مع سورية

في رسائل إيجابية متبادلة

TT

أكدت مصادر إسرائيلية، أمس، أن الرسائل الإيجابية التي جرى تبادلها بين تل أبيب ودمشق، أول من أمس، تعود إلى مبادرة شخصية من الرئيس الكرواتي، ستيفا مسيتش، الذي قام مؤخرا بزيارة إلى إسرائيل ويستقبل هذه الأيام في زغرب الرئيس السوري بشار الأسد.

وكان الرئيس الأسد قد أعلن في زغرب أن بلاده معنية بالمفاوضات مع إسرائيل ومستعدة لاستئنافها من دون أن يذكر الانسحاب من الجولان كشرط مسبق. ورد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بتصريح علني قال فيه إن السلام مع سورية هو حجر الأساس لتثبيت أي اتفاق سلام في المنطقة، وإن إسرائيل بحثت في الماضي وستواصل البحث في المستقبل، عن طريق السلام مع سورية. وتحدث باراك بشكل معتدل حتى عن حزب الله اللبناني فقال: «السلام يتطلب مواقف مسؤولة من سورية ومن حزب الله». وقالت مصادر إسرائيلية، أمس، إن قصة تقف وراء تبادل هذه الرسائل، بدأت خلال زيارة مسيتش لإسرائيل في الأسبوع الماضي. فخلال جلسة ثنائية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال الرئيس الكرواتي إن علاقات حميمة تربطه مع الأسد وإنه يعرف أنه معني بجدية بالغة بالتفاوض على السلام مع إسرائيل. واقترح على نتنياهو أن يجري لقاء مباشرا مع الأسد، كما اقترح استضافة هذا اللقاء ومفاوضات السلام بين البلدين. وعرض مسيتش إجراء هذه المفاوضات في جزر بريوني الخاضعة للسيادة الكرواتية في البحر الأدرياتيكي. وذكر أن الرئيس اليوغوسلافي الراحل، جوزيف بروز تيتو، كان قد عرض على الرئيس المصري جمال عبد الناصر وعلى رئيس الحكومة الإسرائيلية ديفيد بن غوريون، الراحلين، تنظيم لقاء بينهما في هذه الجزر في الخمسينات، ولكنهما أضاعا الفرصة.

ورد نتنياهو قائلا إنه لا يمانع في اللقاء. وأضاف أنه كان قد أجرى مفاوضات مباشرة مع سورية أيام حكومته الأولى، ولا يجد ما يمنع إجراء مفاوضات اليوم. ولكنه قال إنه يشترط إجراء مفاوضات مباشرة من دون وساطة. وسأله الرئيس الكرواتي إن كانت هذه المفاوضات ستبدأ من النقطة التي انتهت فيها المفاوضات بين البلدين في السنة الماضية، فأجاب نتنياهو بالإيجاب. وذكرت مصادر سياسية إسرائيلية أمس أن باراك لم يكن يعبر عن موقف الحكومة وحدها عندما تحدث بإيجابية عن السلام مع سورية، بل أيضا عن موقف القيادات العسكرية أيضا. فهو والجنرال غابي اشكنازي، رئيس الأركان، يريان أن السلام مع سورية سيحدث تغييرا استراتيجيا إيجابيا في المنطقة.