كلينتون: «القاعدة» تدعم «طالبان» ولا بد من إلحاق الهزيمة بالإرهابيين

أعلنت عن دفعة جديدة من المساعدات لباكستان

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بين عناصر حرس الشرف الباكستاني قبل زيارتها لقبر شاعر باكستان وفيلسوفها الأكبر محمد إقبال الذي يعرف باسم العلامة إقبال «ا.ف.ب»
TT

اتهمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قادة تنظيم القاعدة بلعب الدور الأساسي في تقوية حركة طالبان. وأعلنت عقب لقاء مشترك عقدته في إسلام آباد التي وصلتها الثلاثاء مع نظيرها شاه محمود قرشي أن واشنطن تعمل على عزل قادة تنظيم القاعدة وحركة طالبان عن بعضهما. ويأتي تصريح كلينتون متناغما مع توجه الإستراتيجية الأميركية الجديدة المفترض الحسم فيها في غضون اليومين المقبلين وخاصة منها ما يتعلق ببدء حوار مع من يسميهم الأميركيون المعتدلين من حركة طالبان. ويعتبر التعامل مع هؤلاء المعتدلين في طالبان جزءا من إستراتيجية أوباما لقلب الحرب المستمرة هناك منذ ثماني سنوات. واشادت كلينتون امس بالعملية العسكرية الباكستانية ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة ، قائلة «هذه حرب يجب الانتصار فيها». وقالت كلينتون، خلال حديثها في الجامعة الحكومية المرموقة في مدينة لاهور شرقي باكستان، إن المسلحين كانوا يتحركون «ببطء لكن بدهاء» من أجل كسب الأرض بعد تقويض سلطة الحكومة. ووصلت الدبلوماسية الأميركية البارزة إلى لاهور، المركز الثقافي لباكستان وعاصمة إقليم البنجاب، صباح امس في ثاني جولة لها في زيارتها التي تستغرق ثلاثة أيام للجمهورية الإسلامية التي تمتلك سلاحا نوويا. وأكدت كلينتون «الإرهابيون حفنة قليلة لكنهم جماعة فتاكة يجب إلحاق الهزيمة بها». وأعربت كلينتون عن ثقتها أن القوات الأمنية الباكستانية والحكومة ستنتصر على آفة الإرهاب. وتأتي تصريحات كلينتون بينما قامت فرق الإنقاذ بإزالة الأنقاض من سوق في مدينة بيشاور شمال غرب البلاد حيث أدى انفجار سيارة مفخخة إلى مقتل 106 أشخاص وإصابة ما يربو على 200 آخرين الاربعاء. ولم تعلن أي مجموعة مسؤوليتها عن الهجوم، بيد أن الشكوك تحيط بمسلحي طالبان في منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية، حيث يخوض 30 ألف جندي قتالا ضد آلاف من المسلحين المتشددين. وتعتبر المنطقة القبلية المركز العالمي الرئيسي للمسلحين، بينهم قادة ميدانيون لتنظيم القاعدة يستخدمون الأراضي الوعرة للتخطيط وشن هجمات على القوات الغربية في أفغانستان. وزارت كلينتون في لاهور أيضا مسجد بادشاهي التاريخي وقلعة لاهور المجاورة التي تعود إلى عصر المغول، إلى جانب التوقيع في سجل الزوار لضريح الشاعر الباكستاني العلامة محمد إقبال. ومن المقرر أن تلتقي السيدة الأولى السابقة زعيم المعارضة الرئيسي ورئيس الوزراء السابق لمرتين نواز شريف وتعقد عدة اجتماعات مع رجال أعمال.

وزارت كلينتون قبل مغادرتها لاهور معلما دينيا يقع على بعد كيلومترات فقط من السفارة الأمريكية في إسلام آباد.

واعلنت كلينتون عن دفعة جديدة من المساعدات لباكستان امس في اليوم الثاني من زيارة تريد تخصيصها لتحسين صورة الولايات المتحدة لدى هذه الحليفة الثمينة. وقالت كلينتون في مقابلة بثتها محطات التلفزيون الباكستانية الكبرى «لست هنا من اجل الدبلوماسية الرسمية فقط, بل لأرد على اسئلة يطرحها الناس في باكستان». وبعد خطة بقيمة 125 مليون دولار لتحسين امدادات الكهرباء ومساعدة بقيمة 85 مليون دولار لصندوق عام لمكافحة الفقر، وعدت كلينتون بتقديم 45 مليون دولار اضافية للتعليم العالي. كما اعلنت وزارة الخارجية عن جهد بقيمة 5،103 ملايين دولار لمساعدة الشرطة التي تعمل على الحدود بين افغانستان وباكستان المعقل الذي تلجأ اليه وتقاتل فيه حركة طالبان الموالية لتنظيم القاعدة. وسيخصص هذا الدعم لتأهيل رجال الشرطة.

واخيرا اعلنت كلينتون التي دعيت للتحاور مع طلاب في لاهور (شرق) ثاني مدن البلاد والعاصمة الثقافية لباكستان، ان الولايات المتحدة ستمول تشغيل شبكة التواصل الاجتماعي الباكستانية «صوتنا» (هومارو اواز) التي تعمل على اساس رسائل نصية يتم تبادلها بالهواتف النقالة.

من جهة اخرى، اضطرت وزيرة الخارجية الاميركية لتقديم توضيحات عن قانون كيلي لوغار بيرمان الذي اعتمد اخيرا. وينص هذا القانون على زيادة المساعدة الاميركية لباكستان ثلاثة اضعاف ورفعها الى 5،7 مليار دولار على مدى خمس سنوات. لكن المعارضة ومعظم وسائل الاعلام يرون فيه وسيلة من واشنطن لإملاء ما تريده على الباكستانيين. واعترفت كلينتون ان «بالتأكيد لم نكن جيدين جدا في توضيحاتنا» قبل ان تكرر ان «الولايات المتحدة لا تنوي المساس بسيادة باكستان». واكدت امام حوالى مائتي شاب اجتمعوا وسط اجراءات امنية مشددة في مدرج جامعة «غوفرنمنت كوليدج» في لاهور ان «الولايات المتحدة لا تريد علاقة باتجاه واحد مع بلدكم ويجب ان نكون شركاء حقيقيين». وبررت كلينتون ايضا بحزم التحالف بين واشنطن واسلام اباد في مواجهة التطرف الاصولي.