السعودية تطلق برنامجا مشتركا لحماية 4.5 مليون طالب من المخدرات

يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط.. ويستهدف 8300 مبتعث

TT

تطلق السعودية، خلال الأيام القليلة المقبلة، برنامجا مشتركا لحماية طلابها وطالبتها من المخدرات، في الوقت الذي تتسع فيه رقعة استهداف المجتمع السعودي بالمواد المخدرة، وسط تأكيدات رسمية بأن المملكة تعد أكثر دولة مستهدفة من عصابات تهريب المخدرات.

وتدشن وزارتا التعليم العالي والتربية والتعليم برامج توعوية، تستهدف 8300 مبتعث ومبتعثة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، و4,5 مليون طالب وطالبة من التعليم العام، وذلك في برنامج سيتم إطلاقه بالتعاون مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات من أجل التوعية بمخاطر المخدرات والحد من انتشارها وتعاطيها بين صفوف الطلبة والطالبات.

ويأتي هذا التحالف الأول من نوعه بين جهتين حكوميتين من أجل الترصد لآفة المخدرات التي تستهدف صغار السن، والحد من ظاهرة وطرق انتشارها.

ويوجد في السعودية، طبقا لإحصاءات عالمية، 150 ألف مدمن، من أصل 400 ألف موزعين على دول العالم العربي، فيما يصل أعداد المدمنين حول العالم لـ213 مليون مدمن.

ويهدف البرنامج المزمع إطلاقه خلال أيام، بين وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم والمديرية العامة لمكافحة المخدرات إلى خلق شباب واع بأخطار المخدرات، وإيجاد القناعة التامة لرفض قبول تعاطي المخدرات وتكوين وعى صحي واجتماعي ضد مخاطر المخدرات لدى الطلاب والطالبات.

ويستهدف هذا البرنامج التوعوي، تعريف الطلاب والطالبات بالمخاطر المحدقة بهم من المخدرات، وتحذيرهم من التغرير بهم وإكسابهم مهارات الرفض لقبول التعاطي، وذلك ضمن برامج مختلفة ومتنوعة في المدن الثلاث الرئيسية بالسعودية «الرياض، جدة، والدمام».

وتأتي آلية تطبيق تلك البرامج التوعوية الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، مع طلبة المرحلة الجامعية عبر 3 ملتقيات للطلاب، و3 ملتقيات للطالبات، لمدة أسبوع في نفس المدن الثلاث.

وستقام إلى جانب تلك الملتقيات 6 دورات تثقيفية أسبوعية للطلاب والطالبات في 6 مدن، هي:«الرياض، جدة، الخبر، بريدة، أبها، والمدينة المنورة»، مستخدمين فيها المحاضرات الحية والعرض الالكتروني والمناقشات العامة مع توزيع كتب ومطبوعات إرشادية عن أضرار المخدرات، ويشارك في تلك الملتقيات متخصصون في المجال الأمني، الشرعي، الاجتماعي، التربوي, والصحي.

وخصص البرنامج عدد 6 متخصصات من الإدارة العامة لمكافحة المخدرات للإشراف على البرنامج في الجانب النسائي.

وسيعمل المشرفون على البرنامج من الجانبين على التنسيق بين مسؤولي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والمديرية العامة لمكافحة المخدرات على تحديد الزمان والمكان لتنفيذ البرامج الموضوعة في خطة التوعية، كما تم الاتفاق بين الجهتين على أن يتكفل برنامج خادم الحرمين الشريفين بطباعة كتب إرشادية حول قضية المخدرات وصرف المكافآت المادية ومصروفات السفر للمشاركين والمشاركات في البرنامج.

وأبلغ «الشرق الأوسط» عبد الإله الشريف مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية بأن البرامج الموضوعة لوزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم، قد أقرت بعد دراسات مستفيضة استمرت لمدة عام كامل وذلك لإدراك جميع الجهات بخطورة المخدرات، وخطرها المحدق على الشباب، وبعد دراسة المشكلة من جميع جوانبها.

وقال الشريف إن برنامج وزارة التربية والتعليم، سيستهدف 25 الف مدرسة للبنات والبنين من المراحل الدراسية من الابتدائي إلى الثانوي، قد بدأ الإعداد له وسينفذ خلال 3 اشهر، وذلك فى جميع مناطق السعودية وسيكون بعنوان غدا حياتنا وسيستمر لمدة خمس سنوات يقيم خلالها البرنامج سنويا من قبل مختصين اجتماعيين ونفسيين لتطوير البرنامج حسب الحاجة، مشيرا إلى أن هذا البرنامج هو اول برنامج ينفذ بهذا الحجم في الوطن العربي.

وتنطلق رؤية البرنامج من الحاجة الماسة لخفض الطلب والحد من انتشار وتعاطي آفة المخدرات بين الفئة العمرية من 12-25 عاما.

وتهدف هذه الرؤية إلى ترسيخ الانتماء الوطني، باعتبار أن قضية المخدرات قضية وطنية، وتعزيز القيم الاجتماعية، بهدف رفض قبول أو تعاطي المخدرات، وتكوين وعي صحي واجتماعي بأضرارها وتعريف وتثقيف الطلاب والطالبات بالآثار السلبية والسيئة الناتجة عن تعاطي المخدرات وتعزيز المشاركة الجماعية داخل البيئة المدرسية لتحصين الطلاب والطالبات وتوعيتهم بأضرار المخدرات ومخاطرها امنيا واجتماعيا وصحيا.

وأشار عبد الإله الشريف إلى أن جهود التوعية ستشمل كافة أنواع المخدرات. لكنه قال إنها ستركز على أكثر تلك الأنواع انتشارا بين طلبة المدارس، وهي حبوب الكبتاجون، والتي يكثر تعاطيها خلال فترة الامتحانات، مشيرا إلى أن الإدارة ستستخدم اللوحات التوعوية الجدارية، والعبارات المباشرة وغير المباشرة والرسائل النصية والمسابقات الثقافية التفاعلية، إلى جانب الموقع الالكتروني كوسائل لتطبيق تلك البرامج.

ويعول المشاركون من الجانبين أن يعمل البرنامج على تفعيل الجانب الوقائي لدى طلبة المدارس وحمايتهم من خطر المخدرات قبل وقوعها.