نتنياهو يرحب بمسودة وكالة الطاقة لاتفاق الوقود النووي مع إيران «كخطوة أولى»

بعد تقارير عن استياء أميركي من تصريحات إسرائيلية تشي بعدم الرضا عن الاتفاق

TT

أثنت إسرائيل بحذر أمس على اقتراح صاغته وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة وأيدته الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا للتعامل مع اليورانيوم الإيراني المخصب ووصفته بأنه «خطوة أولى إيجابية». وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المسألة بوضوح قبل محادثاته أمس مع جورج ميتشل مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما الخاص للشرق الأوسط الذي لا يتعامل عادة مع ملف إيران، في أعقاب تصريحات أكثر تشككا أدلى بها مسؤولون عسكريون إسرائيليون.

وقال نتنياهو في تسجيل فيديو موجز صور لجلسة الترحيب وزعه مكتبه: «أود أيضا اغتنام هذه الفرصة للتعبير عن تقديري لجهود الرئيس المستمرة لمنع إيران من امتلاك قدرة عسكرية نووية». وأضاف: «أعتقد أن الاقتراح الذي قدم في جنيف لدفع إيران إلى إرسال ما لديها من يورانيوم مخصب ـ جزء منه ـ للخارج خطوة إيجابية أولى في ذلك الاتجاه». وجاء التصريح في وقت يشهد خلافات بين إيران والولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى حول شروط أي اتفاق نهائي. وبموجب الاقتراح الذي وضع مسودته محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترسل إيران نحو 75 في المائة من مخزونها المعروف من اليورانيوم منخفض التخصيب والذي تبلغ كميته 5.1 طن لتحويله في الخارج إلى وقود يستخدم في مفاعل بحثي في طهران.

وتخشى إسرائيل من أن أي اتفاق لا ينطوي على وقف كامل لتخصيب اليورانيوم سيترك احتمال تصنيع إيران مواد صالحة للاستخدام في إنتاج القنابل قائما مثلما أكد وزير الدفاع إيهود باراك في كلمة ألقاها في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي تطرقت للمحادثات الدولية التي جرت في جنيف وفيينا. وقال باراك: «ينبغي ألا يتم الاكتفاء بإزالة المواد المخصبة فحسب، بل يجب وقف التخصيب في إيران». وأضاف أنه يجب منح الدبلوماسية وقتا «قصيرا ومحددا» قبل فرض عقوبات «جادة وفورية» على إيران. وكرر نائب باراك الشكاوى نفسها، وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أكبر صحيفة إسرائيلية، أن هذا أثار حفيظة الولايات المتحدة. وقالت الصحيفة يوم الأربعاء: «أقل ما يقال، إن الأميركيين لم تعجبهم البيانات الصادرة عن المؤسسة السياسية الأمنية الإسرائيلية ضد الاتفاق النووي الذي اقترحته الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا على إيران». ولدى سؤاله عن تقرير صحيفة «يديعوت أحرونوت» قال متحدث باسم نتنياهو إنه ليس لديه علم بوجود ضغط أو اتهامات من هذا النوع من قبل واشنطن. وتقول إيران إن طموحاتها النووية سلمية، لكن السرية المحيطة بالبرنامج وتصريحات طهران المناهضة للدولة اليهودية أثارتا مخاوف من نشوب حرب إقليمية.

ولمحت إسرائيل، التي يعتقد أنها تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، إلى احتمال مهاجمة منشآت إيرانية إذا رأت أن الدبلوماسية طريق مسدود. وعارضت الولايات المتحدة علنا فكرة شن هجمات إسرائيلية وقائية. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أول من أمس أن طهران سلمت طلبات لإدخال تعديلات على اقتراح البرادعي. وينظر إلى هذا على نطاق واسع في إسرائيل على أنه تكتيك للمماطلة. وقال تساحي هنجبي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان إن التعامل مع طهران سيكشف عن «رفض إيراني مغلف بالنفاق».