كلينتون تطالب زعماء قبائل البشتون بفتح صفحة جديدة من العلاقات

قالت إن واشنطن لن تخسر الحرب في أفغانستان والوجود الأميركي لن يبقى هناك إلى الأبد

وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال لقائها أمس مع مجموعة من شيوخ القبائل البشتون في اليوم الأخير من زيارتها إلى العاصمة إسلام آباد أمس «ا.ب»
TT

عقدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امس اول اجتماع وجها لوجه مع زعماء القبائل من مناطق شمال غرب بالبلاد التى تشهد اعمال عنف، وذلك بعد مرور يوم على مناشدتها اسلام اباد اجتثاث تنظيم القاعدة من المنطقة. وكان الاجتماع جزءا من «سياسة التواصل» المدروسة مع قطاع عريض من الشعب للخروج بانطباعات مباشرة عن التشدد من الاشخاص المتأثرين به على نحو مباشر وللتعامل مع المشاعر المعادية المتصاعدة للولايات المتحدة. وعقد الاجتماع بشكل غير رسمي يطلق عليه محليا جيرجا في المجلس الوطني الباكستاني للفنون، حيث جلست كلينتون في حلقة مع شيوخ قبائل الباشتون في فناء مفتوح مشيد بالطوب مغطى بالسجاد الاحمر القبلي التقليدي. وبدأت كلينتون الاجتماع بتقديم العزاء في مقتل نحو 119 شخصا في الانفجار المروع الاخير في بيشاور والذي وقع في سوق مزدحم الأربعاء، وذلك بعد ساعات من وصولها الى اسلام اباد في زيارة حسن نوايا تستغرق ثلاثة ايام. وتعهدت بمساعدة الاشخاص الذين يعانون جراء الارهاب والتشدد. وطالبت كلينتون زعماء القبائل بإلقاء الماضي وراء ظهورهم وفتح صفحة جديدة، في العلاقات المتبادلة والعمل مثل الاصدقاء، وهذه اشارة واضحة الى استياء محلي من الولايات المتحدة بسبب تخليها عن المنطقة بعدما انسحب الاتحاد السوفياتي السابق من افغانستان في عام1989. وقالت «الرئيس اوباما وانا علينا التزام تجاه باكستان، لدينا الكثير من الأصدقاء هنا، وهذه زيارتي الخامسة لباكستان». وهاجم احد المشاركين في الاجتماع السياسة الاميركية وسخر من الاستخدام السافر للقوة لدفع المنطقة «الى العصر الحجري». وقال مولاي كفاية الله، وهو محام باكستاني من المنطقة القبلية «الله منحكم القوة وإذا أمكن اضافة الحكمة إلى ذلك، فإننا نستطيع ان نحول هذا العالم الى جنة والخروج من العصر الحجري ونبدأ مفاوضات في افغانستان ثم في باكستان». ورحبت كلينتون باحتمال اجراء حوار. وقالت «بالتأكيد، اننى آمل في ان تكون هناك فرصة لإجراء مفاوضات حتي ينتهي العنف». وجاء الاجتماع بعد مرور يوم على تصريح ادلى به دبلوماسي اميركي كبير لمجموعة من رؤساء تحرير الصحف الباكستانية في مدينة لاهور الشرقية مفادها ان قيادة القاعدة لها مخابئ في باكستان منذ عام 2002.

وقالت كلينتون «اننى اجد صعوبة في ان اصدق انه لا يعرف اى شخص في حكومتكم مكانهم ولا يستطيع القبض عليهم اذا كانوا يرغبون حقيقة في ذلك». واردفت «هناك اهتمام في العالم بأن يتم اعتقال وقتل مدبري هذه الزمرة الارهابية. وحسب معلوماتنا، فإنهم في باكستان». واكدت كلينتون في مقابلة بثتها شبكة «اي بي سي» امس ان الولايات المتحدة ليست بصدد خسارة الحرب في افغانستان. وسأل الصحافي في الشبكة الاميركية كلينتون «بكلمة واحدة، هل الولايات المتحدة بصدد خسارة الحرب في افغانستان؟»، فأجابت «لا اظن ذلك»، مضيفة «ولكن، كما قال الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الاميركية والدولية في افغانستان وآخرون فإن حركة طالبان ماضية في القتال». وفي مقابلة اخرى مع شبكة «ان بي سي» اكدت كلينتون ان التدخل العسكري الاميركي في افغانستان لن يستمر «الى الابد». واعتبرت كلينتون التي رفضت التطرق الى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الافغانية المقررة في 7 نوفمبر(تشرين الثاني) ان سياسة واشنطن السابقة «قد تكون ركزت جهودها على الحكومة المركزية و(راهنت) على امكانية تحويل افغانستان الى بلد عصري بين ليلة وضحاها». واعتبرت كلينتون ان على الولايات المتحدة العمل مع «المسؤولين المحليين» وليس فقط مع «الرئيس (الافغاني) وحكومة كابل»، في ما يحدد اطارا للعلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة وشركائها في افغانستان.

ومن المتوقع ان يقرر الرئيس الاميركي باراك اوباما في الاسابيع المقبلة ارسال تعزيزات عسكرية من عدمه الى افغانستان، حيث ينتشر حوالى 68 الف جندي اميركي. وتكبدت القوات الاميركية في اكتوبر (تشرين الاول) خسائرها الاكبر منذ بداية النزاع في 2001. وبدأت باكستان في السابع عشر من الشهر الحالي هجوما كبيرا ضد المتمردين الاسلاميين في وزيرستان الجنوبية معقل طالبان. وقتل 190 مسلحا و34 جنديا في الهجوم المكثف. وفي اجتماع منفصل ابلغت كلينتون مذيعات تليفزيون باكستانيات ان القاعدة «هى رابطة لاشخاص يهاجمون باكستان». ولكنها رفضت ان تجيب عن سؤال عن الغضب الشعبي في باكستان من هجمات صاروخية منتظمة تشنها طائرات اميركية بدون طيار قتلت اكثر من 500 شخص بحسب البيانات الرسمية. وقالت «لن اعلق على هذا الموضوع بعينه» مضيفة «ان الانتصار في هذه الحرب يصب في مصلحة الامن القومى الباكستاني واننا سوف نبذل قصاري جهدنا لمساعدتهم». الى ذلك قال الجيش الباكستاني امس انه قتل 14 مسلحا من طالبان في العملية الامنية الجارية في منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية القريبة من الحدود الافغانية وقال بيان عسكري ان جنديين لقيا حتفهما أيضا جراء اطلاق نيران مدافع الهاون من جانب«الارهابيين»، واصيب ثلاثة في تفجير قنبلة زرعت بجانب احد الطرق. واضاف البيان ان قوات الامن تضيق الخناق على قاعدة ساراروجا الهامة التابعة للمسلحين، والتي كانت مقر العمليات لقائد طالبان الراحل بيعة الله محسود.