ظهور جواز سفر أحد أبرز مطلوبي هجمات سبتمبر بوزيرستان

في معاقل طالبان جوازات سفر ألمانية وإسبانية وشعر مستعار وأجهزة تواصل بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية

جوازات سفر ووثائق عثر عليها في معاقل طالبان بجنوب وزيرستان «رويترز»
TT

كشفت مصادر أمنية باكستانية أن القوات التي اقتحمت معاقل حركة طالبان في جنوب وزيرستان، عثرت على جواز سفر خاص بأحد أبرز المطلوبين للاشتباه بكونهم على صلة بمنفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001، على نيويورك وواشنطن. وأفادت المصادر الباكستانية أن جواز السفر الخاص بسعيد بهاجي، وهو ألماني من أصل مغربي، كانت ضمن مضبوطات صادرتها أجهزة الأمن الباكستانية في وزيرستان، ويحمل الجواز تأشيرة دخول تعود إلى أغسطس (آب) 2001، وقد ظهر وكأنه جديد، وغابت آثار السنوات عليه. ويعتقد أن بهاجي فرّ من ألمانيا إلى باكستان في الثالث من سبتمبر (أيلول) 2001، بعد تلقيه معلومات مؤكدة عن قرب حصول الهجمات على الولايات المتحدة. وضبط الجيش الباكستاني في معاقل طالبان جوازات سفر ألمانية وإسبانية وأجهزة كومبيوتر محمولة وبنادق قديمة ورشاشات مضادة للجو وشعر مستعار. وفي اليوم الثالث عشر من الهجوم البري على طالبان في مقاطعة وزيرستان الجنوبية القبلية استغرب أحد الجنود أن «يكون الإرهابيون مجهزين بأحدث المستلزمات لتضليل الاتصالات والتواصل بالانترنت عبر الأقمار الصناعية». وسيطر الجيش على شروانجي تور التي تبدو قرية بشتونية عادية بمنازلها المحاطة بجدران عالية من الطوب وتبدو كالأبراج المحصنة. ووسط كثافة البنادق والمدافع والقذائف عثر على وثائق منها جواز سفر سعيد بهاجي الألماني المطلوب لتورطه في «خلية هامبورغ» التي أعدت اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 والإسبانية، راكيل غرسيا بورغوس، التي اتهم زوجها بالمشاركة في اعتداءات 11 مارس (آذار) 2004 في مدريد. وتأتي هذه الوثائق في الوقت المناسب ليثبت الجيش الباكستاني أن مقاتلين أجانب ينشطون إلى جانب طالبان. وأعلن الجنرال، خالد رباني، قائد الفرقة التاسعة في القوات البرية «أن شروانغي كان مركزا مهما للإرهابيين الأجانب، لا سيما الاوزبك منهم، الذين خاضوا معركة شرسة، وقتلنا كذلك شيشاناً وعرباً».

وأضاف «أنهم عجزوا عن إيقافنا، لأن لا مقارنة البتة بين الإرهابيين حتى وإن كانوا مدربين ومحنكين وجنوداً محترفين. إننا نتفوق عليهم». ويستفيد الثلاثون ألف جندي ميدانيا من دعم الطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية والمدفعية الثقيلة. وأفاد الجيش في حصيلة يستحيل التأكد منها من مصدر مستقل عن سقوط 31 جنديا و275 مقاتلا. وعلى الأرض تبدو المنطقة مهجورة... وقد فر سكانها المائتي ألف من المعارك. واعتبر اللفتنانت كولونيل كاشف خان، قائد كتيبة مشاة خفيفة، أطلق عليها اسم «نمور الثلوج» «أن العدو دفع بالمدنيين إلى الهروب، وذلك يسهل مهمتنا وإلا لكان من الصعب جدا أن نفرق بين الصديق والعدو». وأكد الجنرال رباني أنه «لم يقتل أو يصب أي مدني»، في حين تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر استنادا إلى شهادات، إن عدد الضحايا المدنيين يتزايد بشكل مقلق. ويستحيل الوصول إلى مناطق المعارك، حيث يقوم الجيش بتعطيل الاتصالات. وفي منطقة جبلية وعرة المسالك، حيث تتجاوز أعلى قمة 3500 متر، تعد السيطرة على قمم التلال أمرا حيويا، كما وقع في 24 أكتوبر (تشرين الأول) خلال السيطرة على قرية كوتكاي مسقط رأس قائد حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود. وأعلن الجنرال محمد شفيق «تعين علينا أول الأمر أن نسيطر على القمم التي تطل على القرية. كان يدافع عن كل قرية موقع محصن، لكننا بعد مهاجمتها دخلنا إلى الوادي من دون قتال». إلا أن باكستان التي تقاتل المتمردين في وزيرستان الجنوبية كانت أبرمت اتفاقات مع مقاتلي وزيرستان الشمالية المجاورة، الموالين لطالبان الأفغانية وينتمي معظمهم على جانبي الحدود إلى البشتون، وينشطون ضد القوات الدولية في أفغانستان. ولم يستطع أي جيش في العالم التغلب على قبائل وزيرستان في عقر دارها، حيث تعتبر حتى الجنود الباكستانيين ومعظمهم من سهول البنجاب، محتلين. وقال أحد السكان «بالنسبة لنا كل الذين يأتون من وراء جندولا (حدود وزيرستان الجنوبية) أجانب».