مسؤولون في وكالة الطاقة الذرية يتحفظون على طبيعة رد إيران على مسودة الوكالة

مصدر غربي: مقترح طهران عدم شحن اليورانيوم دفعة واحدة يعكس عدم ثقتها في الغرب

TT

تحفظ مسؤولون بوكالة الطاقة الذرية على الحديث حول الرد الإيراني على مسودة الاتفاق التي عرضتها وكالة الطاقة الذرية على إيران وأميركا وفرنسا وروسيا للتوصل لحل وسط حول الملف النووي الإيراني.

ونأى موظفون بالوكالة، تحدثت إليهم «الشرق الأوسط» بأنفسهم عن الحديث، مكتفين بـ«لا تعليق»، مشيرين إلى أن البيان الرسمي الذي أصدرته الوكالة، أول من أمس، يذكر أن مديرها قد بدأ فعلا اتصالات بين الأطراف كافة لتحقيق اتفاق في أقرب وقت.

من جانبه، اكتفى دبلوماسي بالقول إن الوكالة في كل أمورها وقضاياها لا تتعامل بتفاؤل أو تشاؤم، وإنما وفقا للحقائق، مضيفا أن الرد الإيراني الأولي حتى وإن لم يماثل الحماس الغربي لمسودة الاتفاق، فإن إيران حقيقة لم تقفل الباب ولا تزال الكرة في ملعبها، مستبعدا أن يستدعي ما تقدمت به إيران من مقترحات أن تتجمع الأطراف مرة أخرى بفيينا لعقد اجتماعات وذلك لإمكانية الوصول لاتفاق بإجراء مشاورات واتصالات بين العواصم المختصة والرئاسة.

وشهد مصدر غربي بأن كل ما تقدمت به إيران من مقترحات، حتى لا تشحن اليورانيوم دفعة واحدة وترسله متزامنا مع استلام شحنات الوقود، يعكس إحساس إيران المتعاظم بعدم ثقة في الغرب، منبها بأن إيران سبق أن لدغت من هذه الدول مسبقا، مذكرا بالمجادلات القانونية المشهودة بين إيران وفرنسا حول الأموال الإيرانية التي تزيد على مليار دولار التي سلفها شاه إيران 1974 للهيئة الفرنسية للطاقة النووية المشرفة على مفاعل يوروديف الذي تمتلك إيران بعض أسهمه ثم عملت فرنسا على مماطلة إيران في رد تلك الأموال بعد الثورة الإسلامية.

وأضاف المصدر أن إيران لا تزال تطالب بشحنة حمولتها 50 طنا من غاز «يو إف 6» لم تصلها من فرنسا. هذا فيما تسكت إيران من جانب آخر (وعلى مضض) عن عدم اكتمال تعاون قام بينها وبين روسيا حول مفاعل بوشهر الذي بناه الروس مقابل 800 مليون دولار ولا يزال متوقفا عن العمل لعدم اتفاق الجانبين حول تغذيته بوقود روسي. أضف إلى كل ذلك أن الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الأميركية يسعى لتجريد إيران بالحصول على شحنة تصل إلى 1200 كيلوغرام مما خصبته من يورانيوم وفقا لمسودة الاتفاق موضع النقاش وذلك في ظل عقوبات دولية مفروضة على إيران لا تزال تحظر التعاون معها في كل ما يختص ببرنامجها النووي. لكل ذلك ولا شك فإن إيران تطالب وتفاصل للحصول على مزيد من التعهدات حتى تتأكد أنها لن تلدغ مرة أخرى. ولهذا فإن إيران تسعى لمزيد من الضمانات حتى تتيقن أن ما ستشحنه من يورانيوم لن يحبس بالخارج وسيعود إليها وقودا. ولمزيد من ذلك الضمان فإنها تطالب بشحنات متزامنة، أي أن ترسل شحنة من اليورانيوم وتنتظر حتى تصلها شحنة مقابلة من الوقود.

وتفسيرا لما رمى إليه مندوب إيران وسفيرها لدى الوكالة علي أصغر سلطانية في أحاديث صحافية عقب تسليمه لرد بلاده أول من أمس بأن إيران تطالب بمراعاة ما تبديه من ملاحظات اقتصادية وتقنية، أرجعت بعض المصادر ذلك لانشغال إيران بتفاصيل تكلفة العملية من شحن ونقل وتخصيب، بالإضافة للتفاصيل التقنية والقانونية حتى وإن كان الاتفاق ليس مجرد عملية بيع وشراء بل عملية ستتم مشاركة بين كل تلك الأطراف والوكالة.