أحمدي نجاد: تهديدات أعداء إيران مثل «بعوضة» وطهران تتفاوض «نوويا» من موقع قوة

اتساع جبهة المعارضين في طهران للاتفاق النووي الدولي.. وبان كي مون يدعو إيران لاغتنام الفرصة

TT

وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس، قوة أعداء إيران، بأنها مثل «بعوضة»، قائلا إن بلاده باتت تتعامل الآن مع الغرب بشأن أنشطتها النووية من موقع القوة، في مواصلة لانتقاداته شبه اليومية للغرب. واتسعت أمس جبهة المعارضة الإيرانية للاتفاق النووي الدولي، في وقت أعرب فيه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس عن الأمل في أن «تغتنم إيران الفرصة» وتقبل بمشروع الاتفاق الذي اقترحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بينما رأت روسيا الحليف الأكبر لطهران أن مشروع الاتفاق الدولي في «مصلحة» إيران.

وقال نجاد في تعليق بثه الموقع الرسمي للحكومة الإيرانية على الإنترنت صباح أمس: «بينما يستخدم أعداء إيران كل طاقاتهم وقدراتهم ضدنا، يقف الشعب الإيراني بقوة. إنهم مثل بعوضة». وأشار إلى أن إيران لا تثق في الغرب عندما يجلسون لإجراء محادثات، «بالنظر إلى السجل السلبي للقوى الغربية». وأضاف أن «الواقع المعيش هو الذي يملي عليهم التفاعل مع الأمة الإيرانية». من جهته قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي إن بعض محاوري إيران في الملف النووي يؤيدون مواصلة المفاوضات مع طهران حول مشروع الاتفاق المتعلق باليورانيوم. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن متقي الموجود في ماليزيا للمشاركة في اجتماع ثماني دول إسلامية قوله إن «بعض الدول أجرت اتصالات معنا وأكدت أن المقترحات والنقاط التي أشارت إليها إيران تستلزم جولة جديدة من المباحثات الفنية». وأضاف لدى وصوله إلى ماليزيا ردا على سؤال للوكالة الإيرانية أن إيران «ستقدم مقترحاتها خلال المباحثات الجديدة» التي لم يحدد موعدها.

ويقول دبلوماسيون غربيون، إن مشروع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ينص على أن تقوم إيران من الآن وحتى نهاية العام 2009 بنقل 1200 كلغ من أصل 1500 كلغ من اليورانيوم المنخفض التخصيب لديها (دون 5%) لتخصيبه في روسيا بنسبة 19.75% قبل أن تصنع منه فرنسا «قضبانا نووية» لمفاعل طهران للأبحاث الذي يعمل تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وطلبت إيران التي كان يفترض أن تعطي ردها على مشروع الاتفاق الخميس، مواصلة المفاوضات مع روسيا والولايات المتحدة وفرنسا للتوصل إلى اتفاق. من جهة ثانية ازدادت المعارضة الداخلية الإيرانية للاتفاق النووي الدولي، وأعرب مسؤولان إيرانيان كبيران أمس، عن معارضتهما لنقل اليورانيوم الإيراني إلى الخارج. ونقلت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية عن رئيس السلطة القضائية صادق لاريجاني قوله إن «إرسال اليورانيوم المخصب إلى الخارج، لا يبدو في مصلحة بلدنا. وطبقا لمعاهدة الحد من الانتشار النووي على الدول المتطورة أن تؤمّن لنا الوقود» لمفاعل طهران.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن نائب رئيس البرلمان محمد حسن أبو ترابي رأى أنه يجب إمداد إيران أولا بالوقود المخصب قبل أن تسلم اليورانيوم الضعيف التخصيب إلى بلد آخر. وأضاف: «إن كان علينا تسليم اليورانيوم المخصب بنسبة أقل من 5% والحصول على وقود مخصب بنسبة 19.75% يجب أن يتم ذلك بعد الحصول على الوقود وفي إطار وشروط محددة».

وأحد أهداف الدول الغربية هو أن تخرج من إيران 70% من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% والذي يشكل مصدر قلق للغربيين الذين يشتبهون بأن إيران تريد استخدام اليورانيوم لإنتاج السلاح الذري. وأول من أمس، أعلن نائبان محافظان أحدهما علاء الدين بروجردي الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشورى عن معارضته التامة لفكرة تبادل الوقود. وقال بروجردي إن المفاعل البحثي سيتم إغلاقه في القريب العاجل وهو ما يجعل صفقة الوقود النووي مع القوى الكبرى في العالم غير ذات صلة. وتابع لوكالة «إسنا»: «إن مفاعل طهران سيتم استبدال مفاعل أراك 40 ميغاوات به، وبالتالي فإن أي صفقة وقود لن يكون لها معنى وستكون فحسب ذات مدى من الوقت محدود للغاية».

وبدوره قال النائب كاظم جلالي إن «الطلب الذي يُلزِمنا بتسليم كل المواد النووية المخصبة لدينا إلى بلاد أخرى حتى يلبوا حاجات طهران من الوقود مرفوض تماما». كما أعرب زعيم الإصلاحيين مير حسين موسوي عن مفاجأته حيال شروط التبادل مع الغرب. كما أعرب أحد قادة المعارضة مير حسين موسوي عن أنه دهِش حيال شروط التبادل. وقال: «للحصول على كمية قليلة من الوقود بات علينا تسليم كل إنتاجنا (من اليورانيوم). أهذا انتصار أم خداع؟»، بحسب موقعه «كاليمي دوت كوم»، حيث اعتبر أن سياسة الحكومة المتطرفة «أنشأت الظروف لزيادة العقوبات على إيران».

وتترقب واشنطن وموسكو وباريس التي أعطت في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الضوء الأخضر لمشروع اتفاق الوكالة رد إيران الرسمي. وحذرت الولايات المتحدة من أن إيران ليس لديها مهلة «مفتوحة». وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون السبت أن «الوقت حان لكي توفي إيران بالتزاماتها»، وأن «للصبر حدودا». وأضافت أن «موافقتها على هذا الاتفاق ستكون بداية جيدة». وأعلنت الولايات المتحدة وفرنسا أنهما تتوقعان ردا رسميا من إيران بشأن مشروع الاتفاق.

من جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، عن الأمل، في أن «تغتنم إيران الفرصة» وتقبل بمشروع الاتفاق الدولي الذي اقترحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول اليورانيوم، وذلك في مقابلة نشرتها صحيفة «كاثيميريني» اليونانية أمس. وقال بان كي مون قبل ثلاثة أيام من زيارته الرسمية لليونان في الرابع والخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إن «الوكالة الدولية تعمل بكد لصياغة مشروع اتفاق، وآمل في أن يغتنم الإيرانيون الفرصة».

وأعلن السفير الروسي في طهران أمس أن مشروع الاتفاق الذي عرضته الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج «في مصلحة إيران» وليس «خدعة» لإخراج الوقود النووي من هذا البلد. وقال السفير الروسي في طهران ألكسندر سادوفنيكوف في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية: «إن هذا الاقتراح ليس خدعة لسحب اليورانيوم المخفض التخصيب من بين يدي إيران».

وأضاف: «نعتقد أن هذا المشروع والتوقيع على اتفاق تقني لتصنيع الوقود لمفاعل الأبحاث في طهران هما في مصلحة إيران وسيساعدان على حل المسألة النووية الإيرانية». وقال السفير الروسي أيضا إن روسيا تعتبر أن «العقوبات والتهديدات بفرض عقوبات (جديدة) لن تؤدي إلا إلى تعقيد الوضع وستقود إلى مأزق».