رئيس مجلس البترول العالمي لـ«الشرق الأوسط»: السعودية محور التوازن الاقتصادي بين قوى العالم

قال أن النفط سيظل المصدر الأول للطاقة إلى 2050

TT

قال راندي جوسين رئيس مجلس البترول العالمي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن حالة التعافي التي يشهدها الاقتصاد العالمي حاليا من الأزمة المالية العالمية سوف تولد احتياجا أكبر إلى الإمدادات النفطية خلال المرحلة المقبلة، وهو ما سيضع أسواق النفط العالمية في مواجهة قضايا تتعلق بالإمدادات قد يكون النقص إحداها، إلا أنه عاد ليؤكد أن القطاع النفطي بدوره يشهد مزيدا من الاستثمارات، وهو الأمر الذي سيجعله قادرا على مواجهة التحديات.

وحول مستقبل النفط كمصدر للطاقة على المدى الطويل أكد جوسين أن الإحصاءات والتنبؤات تشير إلى أن النفط وبحلول عام 2050 سيظل يهيمن على ما نسبته 80 في المائة من مصادر الطاقة في العالم.

وأشار إلى أن مستقبل النفط آمن حيث إن كثيرا من الاحتياطات النفطية حول العالم لم تصلها يد الاستكشاف والتنقيب، فضلا عن البدء في استخدامها، وهو الأمر الذي سيضمن بقاء النفط إلى جيل الأحفاد على أقل تقدير.

من جانب آخر أكد مسؤول بريطاني سابق أن السعودية تعتبر حاليا هي محور التوازن الاقتصادي بين قوى الشرق والغرب الاقتصادية في العالم، وقال اللورد ديغبي جونز وزير الدولة البريطاني السابق للاستثمار والتجارة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه السوق النامية في آسيا، وخصوصا الصين والهند في مقابل السوق المتقدمة لأميركا ودول الاتحاد الأوروبي تثبت أن الوضع الاقتصادي العالمي يعيش في حالة توازن بين هاتين القوتين، و«هو ما يدفعنا إلى التساؤل: أين هي نقطة التوازن؟ وفي الحقيقة إن السعودية هي نقطة التوازن في الاقتصاد العالمي». مشيرا إلى أن هذه الخاصية التي يحظى بها الاقتصاد السعودي تؤهله لأن يلعب دورا هاما ومؤثرا في المرحلة القادمة.

وبيّن جونز في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن حالة التوازن التي يؤديها الاقتصاد السعودي تؤهله لأن يتولى أدوارا قيادية هامة، منها قيادة الاقتصاد المعرفي في المرحلة القادمة، قائلا: «إذا اعتبرنا أن القرن الفائت كان تحت سيطرة الولايات المتحدة، والقرن الحالي يقع تحت سيطرة آسيا، فإن السعودية وهي نقطة التوازن يمكنها أن تؤدي أدوارا هاما من ضمنها تصدير الأفكار لهاتين القوتين وبناء اقتصاد معرفي».

جاء ذلك على هامش انطلاقة الملتقى والمعرض السعودي الدولي الثاني للغاز والزيت، والذي بدأت أعماله أمس في مدينة الدمام شرق السعودية.

وخلال كلمته أمام الملتقى كرر جونز لفظة «الاستراتيجية» ثلاث مرات وهو يؤكد أن هذا الملتقى يأتي في الوقت الاستراتيجي وفي المكان الاستراتيجي ووسط ظروف استراتيجية هامة.

وكان جوسين قد ذكر في كلمه له أمام الملتقى أن مجلس البترول العالمي يبذل مزيدا من الجهود لاستقطاب الجيل القادم إلى الصناعة النفطية كأحد خيارات المحافظة على هذه الطاقة، وهو الأمر الذي يعززه وجود لجنة شبابية أنشأها المجلس لتشجيع الشباب على تقديم أفكارهم وآرائهم حول مستقبل الصناعة النفطية ويرأسها حاليا شاب من المملكة العربية السعودية هو الدكتور وائل موسى رئيس لجنة الشباب في مجلس البترول العالمي. تجدر الإشارة إلى أن المعرض والملتقى السعودي الدولي الثاني للنفط والغاز يستمر ثلاثة أيام، وبمشاركة قادة قطاع النفط والغاز في إحدى وثلاثين دولة حول العالم، حيث يستضيف المعرض 273 شركة، من بينها جناحان مستقلان للصين وإيطاليا بزيادة تقدر بـ30 في المائة عن الجهات المشاركة في الملتقى الأول العام الفائت.

ويناقش المشاركون في الملتقى قضايا عدة، من ضمنها الطاقة البديلة والاستدامة وإمكانيات التنقيب والفرص المستقبلية ودور التكنولوجيا. كما يوفر فرصة لطلاب الجامعات السعودية للالتقاء بقادة القطاع النفطي في العالم، حيث يشارك مائة طالب من جامعتي الملك فيصل والملك فهد للبترول والمعادن في مقابلات مع قادة النفط والغاز العالميين.

شرح الصورة: جانب من المعرض (تصوير: عمران حيدر)