منع جمعيات تحفيظ القرآن من جمع الأموال تحوطا من «سوء الاستغلال»

رئيس جمعية «تحفيظ الشرقية» لـ «الشرق الأوسط»: الشؤون الإسلامية عينت محاسبا رسميا لمراجعة القوائم المالية

TT

أبلغت وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية، جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، بتوجيهات تمنع جمع التبرعات لأنشطة خارجة عن اختصاصات تلك الجمعيات، في إجراء يتوخى منه عدم استغلال تلك الأموال «استغلالا سيئا».

وجاءت تلك التوجيهات، في اجتماع مغلق للمجلس الأعلى لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، رأسه الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية. ويأتي هذا الاجتماع، بعد أيام قليلة، من توقيع وزارة الشؤون الإسلامية عقد مع مكاتب محاسبية لتولي مهمة مراجعة القوائم المالية والحسابات الختامية، لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم.

أمام ذلك، قال لـ«الشرق الأوسط» الشيخ عبد الرحمن الرقيب رئيس محاكم المنطقة الشرقية ورئيس جمعية تحفيظ القرآن فيها الذي شارك في اجتماع الأمس، بأن الوزير آل الشيخ وجههم بـ«الاهتمام بالموارد المالية وكيفية جمعها وعدم تركها لاجتهادات أشخاص».

وبين الرقيب، أن «الاجتماع خلص إلى أهمية وجود تنظيم، بحيث تكون الإيرادات منظمة ومعروفة، وعبر حسابات كيلا تستغل من قبل ضعاف النفوس ومن له أفكار وأهواء أو اتجاهات لاستغلالها». وسبق أن واجهت مؤسسات خيرية من بينها جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في السعودية، اتهامات بدعم الأنشطة الإرهابية، في أعقاب الهجمات الانتحارية التي نفذها تنظيم القاعدة في السعودية بدءا من تفجيرات 12 مايو (آيار) 2003.

وقال رئيس المحاكم الشرقية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك توجها لضبط العملية المالية في جمعيات تحفيظ القرآن الكريم أكثر فأكثر.

وأضاف بأن وزير الشؤون الإسلامية وجه «بتعيين محاسب من قبل الوزارة للمرور على تلك الجمعيات (تحفيظ القرآن)، والتأكد من حساباتها وإيراداتها في المكان الصحيح، بحيث يبنى على ذلك أمور منها دعم تلك الجمعيات التي تحتاج إلى دعم وضبط العملية المالية».

وأشار رئيس جمعية تحفيظ القرآن في المنطقة الشرقية، إلى أن كافة جمعيات تحفيظ القرآن لديها إدارة مالية تتولى الإيرادات والمصروفات، وما يدخل عليها من أوقاف وهبات ووصايا، بما في ذلك جمعها وصرفها عبر حسابات معروفة، كما أن لكل جمعية محاسبا قانونيا يشرف عليها ويضع لها ميزانية كل عام.

ومن ضمن التوجيهات التي نبه وزير الشؤون الإسلامية رؤساء جمعيات تحفيظ القرآن الكريم لها، عدم قيامها بنشاطات خارجة عن اختصاصاتها.

ودلل الرقيب على بعض الأنشطة التي طلب من جمعيات التحفيظ عدم ممارستها، تنظيم برامج للحج، وذلك لعدم استغلالها من بعض ضعاف النفوس لجمع أموال تستغل استغلالا سيئا، طبقا لرئيس جمعية تحفيظ القرآن، الذي قال بأن تقنين الأمر سيعود بالنفع على «الجمعيات والمجتمع».

وأكد وزير الشؤون الإسلامية، لرؤساء جمعيات التحفيظ، على أهمية الالتزام بنشاط تحفيظ القرآن والالتحاق بالحلقات، لما لها من دور كبير في حفظ الشباب وتوجيههم وبعدهم عن الغلو والتطرف.

وناقش المجلس الأعلى لجمعيات تحفيظ القرآن، إنشاء فروع للجمعيات في بعض المحافظات، ودراسة الإعانة التي تصرف من غلال الأوقاف بنسب معينة.