معرض تصوير إسباني يقدم بانوراما لمكتشفات أثرية على ضفاف الفرات

أحجيات تحت الرمال

صورة من المعرض («الشرق الأوسط»)
TT

تحتضن حالياً قاعة المعارض في المركز الثقافي الاسباني بالعاصمة السورية دمشق معرضا للمصور الإسباني جوسيب سوبيرانس موليست تحت عنوان: (أحجيات تحت الرمال) حول مكتشفات البعثة الأثرية الاسبانية السورية العاملة في موقع تل حالولة في وادي نهر الفرات. يقدم المعرض بانوراما لأحدث المكتشفات التي تمت في مواسم التنقيب الأثري للعام الحالي 2009، كما ضم المعرض صورا لمكتشفات في واحة دمشق وجبال طوروس. وقالت الجهة المنظمة للمعرض إن أهمية المعرض تأتي من أهمية الموقع الجاري فيه أعمال التنقيب الأثري فتل حالولة الذي يقع على الضفة اليمنى من نهر الفرات بالقرب من مدينة حلب عبارة عن قرية قديمة للمزارعين الأوائل وهو موقع أثري ممتاز من حيث دراسة وفهم نشوء الزراعة والرعي، ويقوم معهد علم آثار ما قبل التاريخ في الشرق الأوسط التابع لجامعة برشلونة في اسبانيا بدراسة هذا الموقع منذ 18سنة حيث تعد طبقات البقايا الأثرية الرسوبية فيه إحدى روائع إرث الإنسانية العظيم وتعكس الصور التي يضمها المعرض الحياة اليومية في موقع الحفريات التنقيبية وظروف العمل بالإضافة لما تم العثور عليه في موقع تل حالولة.

ويؤكد مدير البعثة الاسبانية العاملة في تل حالولة الدكتور ميكيل موليست أن مشروع التنقيب في تل حالولة في الفرات الأوسط متعدد المهام نتيجة تعاون علماء آثار وجغرافيا فعملية الحفر كانت أشبه بقراءة كتاب من حيث إزالة الطبقات العليا وتم التوصل إلى إيجاد أشياء مهمة مثل البيوت القديمة والرسومات على أرضية بعض البيوت حيث كانت هذه الرسومات بمثابة ديكورات في البيوت ذات أشكال أنثوية تمثل مشاهد رقص وهذا يعطي فكرة واضحة عن الحياة الاجتماعية في تلك الفترة. وكان قد رافق افتتاح المعرض عرض فيلم على شريط مدمج بعنوان (هواء الصحراء) للمخرجين والباحثين الموسيقيين الاسبانيين المتخصصين بالموسيقى العربية نورما بيلا وميتشيل غاسكور، وقد تم إنتاجه بدعم من الوكالة الاسبانية للتعاون الدولي وتم تصويره في أماكن مختلفة من سورية خلال عام تقريباً، حيث تضمن الفيلم بحثاً قام به الاسبانيان حول الموسيقى العربية الشرقية بشكل عام والسورية بشكل خاص كما ضم مقابلات ومقاطع موسيقية وغنائية مع فنانين وباحثين سوريين وعرب.