اختيار القيروان لتنفيذ مشاريع تأهيل ثقافي ضمن مشروع «منتدى»

تشارك فيه كل من فرنسا وإسبانيا والجزائر والمغرب وتونس

جامع عقبة بن نافع بالقيروان («الشرق الأوسط»)
TT

تم اختيار مدينة القيروان التونسية لاحتضان جزء مهم من المشروع الأورومتوسطي الهادف إلى تثمين التراث التقليدي وتنشيطه والتعريف به وإدماجه لدى النخب والمواطنين كعامل مهم للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وتشارك في المشروع الأورومتوسطي الجديد، الذي يحمل اسم «منتدى»، خمس دول، وتضم القائمة كلا من: فرنسا، وإسبانيا، والجزائر، والمغرب، وتونس.

وتقدر التكلفة الإجمالية لهذا المشروع بقرابة 3.5 مليون دينار تونسي (نحو 1.8 مليون يورو)، 80 في المائة من المبلغ عبارة عن تمويل أوروبي، والبقية، أي 20 في المائة، ستتكفل بها الحكومة الإسبانية. وستحصل تونس على مبلغ 400 ألف دينار تونسي توزع مناصفة بين مدينة القيروان ومدينة سوسة الواقعة على الساحل الشرقي لتونس، وسيمتد المشروع على ثلاث سنوات بداية من شهر فبراير (شباط) 2010، وتتواصل الأشغال إلى نهاية شهر فبراير من عام 2012، وتنفذ المشروع جمعية «صيانة المدينة» بالقيروان.

حول هذا المشروع قال مراد الرماح، رئيس جمعية «صيانة المدينة» بالقيروان، لقد وقع الاختيار على مدينتين من كل بلد متوسطي مشارك في هذا المشروع. وفي تونس تم اختيار القيروان وسوسة، وهما مدينتان بهما الكثير من المعالم الأثرية المميزة.

وبالنسبة للقيروان قال الرماح إن الجمعية تطرح مشاريع كبرى تتطلب تمويلات مهمة لتأهيلها وإدخالها ضمن الدورة الاقتصادية بشكل أفضل... فمشروع تأهيل حي سيدي عمر عبادة وتهيئة فسقية الأغالبة قد تكون من بين المشاريع الأثرية المهمة التي تساهم في فتح المدينة على عشاق التراث. وأشار الرماح، كذلك، إلى أهمية المسالك السياحية ذات الطابع الثقافي والحضاري التي تطرحها مدينة القيروان على زوارها، بدءا من جامع عقبة بن نافع ومعماره الفريد، إلى مقام الصحابي أبو زمعة البلوي، ومقام سيدي سلامة، ومتحف الفنون الشعبية، وبئر بروطة، وفسقية الأغالبة، وهي كلها، بالإضافة إلى الجوانب الروحية الصميمة التي تعرفها القيروان، تعطي للمكان أكثر من معنى. وهذا ما جعل هياكل التمويل الأوروبي تهتم بالمدينة وما تزخر به من مكونات.

الرماح أضاف بأن المشروع يتضمن كذلك ندوات وملتقيات حول صيانة المدينة، إلى جانب بعث منتديات وتنظيم فضاءات حوار من أجل ترسيخ ثقافة حب التراث في المجتمع. وسيتولى الفريق الدولي لخبراء المتوسط تأمين البعد العلمي للمشروع وتعميق الرؤية نحو مفهوم الهندسة المعمارية التقليدية.