مقترح أممي يدعو السعودية لفرض الحماية الفكرية على أسماء مدنها المقدسة

قدمه خبير دولي بعد اكتشاف حمل بعض أماكن اللهو والقمار في دول غربية لاسم مكة

TT

اقترح مسؤول أممي، في أحد الأجهزة التابعة للأمم المتحدة، على السعودية، أن تقوم بفرض الحماية الفكرية على أسماء مدنها، وخصوصا المقدسة منها، وذلك بعد تسجيل تجاوزات في بعض الدول الغربية على تلك الأسماء.

وبرر طلال أبو غزالة رئيس الائتلاف العالمي لتقنية المعلومات والاتصالات والتنمية التابع للأمم المتحدة، تقديمه هذا الاقتراح للتطاول على أسماء الأماكن المقدسة في بعض الدول الغربية.

وكشف أبو غزالة عن مساوئ كثيرة في استخدام مسميات المدن والمناطق وضرورة حمايتها، معيدا السبب في ذلك إلى أنه وجد في بعض الدول الغربية مسمى مكة المقدسة على أماكن للهو والقمار ما جعله يقدم مقترحا للمسؤولين السعوديين بضرورة أن يكون هناك حماية فكرية لأسماء المدن والمناطق بحيث يكون التعدي على أي اسم جريمة تعاقب عليها القوانين والأعراف الدولية.

وسلط الخبير الحقوقي خلال محاضرة أقيمت في الرياض، الضوء على قضية الملكية الفكرية وحقوقها في الوطن العربي والعالم، والجهود الدولية الرامية إلى وضع حد للتعدي على حقوق المؤلف وحقوق براءات الاختراع.

وقال رئيس الائتلاف العالمي لتقنية المعلومات والاتصالات والتنمية التابع للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، إن هناك تحركا دوليا لمواجهة القرصنة والحقوق الفكرية، وبخاصة في مجال الانترنت والتي أصبحت تواجه قرصنة كبيرة.

واستعرض أبو غزالة الذي كان يتحدث في أمسية الدكتور سعود المصيبيح الإعلامي والأكاديمي الذي سبق وأن أدار العلاقات العامة بوزارة الداخلية أمس الأول، تاريخ الملكية الفكرية والتي كانت تسمى في بداياتها قبل نحو 50 عاما بالملكية الصناعية على اعتبار أن الصناعة في ذلك الوقت بحاجة إلى حماية مبتكراتها، مشيرا إلى أن هناك تقبلا عالميا للتوجه نحو حماية الحقوق الفكرية غير أن هناك معارضة من بعض الأميركان الذين يرون أن الإنترنت حق مشاع للجميع لا يجوز منع الاستفادة منه.

واعتبر أبو غزالة وهو خبير عالمي في مجال الحقوق الفكرية، رفض الأميركيين للتوجه نحو حماية الحقوق الفكرية طبيعيا لأنهم هم من قدموا الانترنت هدية للبشرية بعد أن كانت محصورة لدى الفرنسيين الذين كانوا قد حصروها فقط داخل فرنسا.

وخلال المحاضرة كان هناك مداخلات من بعض الحضور حول أهمية إيجاد هيئة وطنية سعودية لحماية الحقوق الفكرية وتحديدا حماية حقوق المؤلفين السعوديين. وبرز تساؤل حول مدى استيعاب بعض القضاة للحقوق الفكرية وحقوق الاختراع وآلية تسجيل براءات الاختراع.

وفيما يتعلق بالعلامات التجارية أكد ابو غزالة أن الاعتماد كثيرا لدى كبريات الشركات هو على العلامة التجارية، مشيرا إلى أن علامة كوكا كولا العالمية تصل قيمتها نحو90 مليار دولار، بغض النظر عما تنتجه هذه الشركة.

كما تطرق أبو غزالة إلى البرامج الكبيرة التي تبذلها بعض الدول والمنظمات في محاولة اكتشاف العلامات المزورة، موضحا الفرق بين التقليد وبين الحقوق الفكرية والتي تعتبر هي الأهم وعليها تكثر المشاكل والقضايا العالمية حولها.

وفيما يتعلق بالفرق بين العلامة التجارية والاختراع أو الاكتشاف قال طلال ابو غزالة أن الاختراع في العرف الدولي مدته 20 عاما، فيما العلامة التجارية المسجلة رسميا فهي لصاحبها للأبد، مشيدا بجهود السعودية في مجال مكافحة القرصنة وحماية الحقوق الفكرية، والتي تسعى جاهدة وزارة الثقافة والإعلام إلى التقليل منها.

وخلال الأمسية تطرق البعض لتجارب مريرة للتعدي على حقوق التأليف في السعودية، خاصة من دور نشر عربية باتت تقتات على حقوق الآخرين من التأليف وإعادة الطباعة وتغيير مسميات الكتب والتحريف في بعضها، مشيرين إلى أن بعض الدور تستغل غياب القوانين الواضحة في الحقوق الفكرية وبالتالي يتم سرقة الكثير من عناوين الكتب.