جدة: أربعينيات يواجهن الحرائق

اجتزن دورتين في الإطفاء والسلامة والإسعافات الأولية

إحدى السيدات خلال التدريبات («الشرق الأوسط«)
TT

«موازنة»، « دش»، «تبريد»، «خنق» و«تجويع»، «إخماد» بهذه المصطلحات الفنية بدأت عفاف جداوي البالغة 42 عاما، كلماتها لـ«الشرق الأوسط» وهي تستعرض فنون إطفاء الحرائق واستخدام أدوات السلامة التي تعلمتها من خلال الدورات التي تنظمها جامعة عفت لكافة منسوباتها ضمن خطتها «الوقاية هي الغاية» لنحو 32 سيدة عاملة في الجامعة تراوحت أعمارهن بين 30 إلى 40 عاما لمواجهة الأخطار في الجامعة والمنزل.

فبعيدا عن تقليعات الموضة والجمال، ارتدت نحو 32 سيدة أزياء رجال الإطفاء وأمسكن خراطيم المياه وطفايات الحريق وواجهن ألسنة النيران، وتمكن من السيطرة عليها في وقت قصير وبكفاءة عالية بشهادة مدرباتهن.

إذ شارك منسوبات جامعة عفت ضمن خطة الجامعة لتدريب كافة منسوباتها على تلك المهمات، وهو ما أكدته لـ«الشرق الأوسط» الدكتورة هيفاء جمل الليل عميدة الجامعة.

وأضافت جمل الليل «إننا في جامعة عفت نحرص على أن تتقن كافة منسوبات الجامعة وفي كل المواقع جميع الدورات المفيدة في سبيل العمل لتحقيق مفهوم الوقاية هي الغاية، ولعل خير دليل على ذلك توقيعنا اتفاقية مع مركز الأمن والسلامة بجدة للقيام بكافة مهام الأمن والسلامة في الجامعة من ضمن مهامه تدريب العاملات». من جانبهن لم تخف المتدربات سعادتهن باجتياز الدورات وارتداء أزياء الإطفاء، والأهم من ذلك كسر الخوف ومواجهة النيران. فقالت عفاف جداوي الأم لثلاثة أبناء «أنا من اسعد الناس كنت أخشى النيران، وأهاب المخاطر كسرت هذا الحاجز، وأصبح بمقدوري مواجهة مخاطر النيران في أي مكان».

من جهتها أشارت مي ملاسي موظفة سنترال في الجامعة ان موقعها يحتم عليها التدرب على تلك الفنون. وأضافت «كان الخوف العلامة الأبرز خلال التنفيذ العملي للدورات، لكن مع مرور الوقت أصبح بمقدورنا مواجهة الصعاب، وقبل ذلك التصرف عند حدوث أي مشكلة من هذا النوع في المنزل أو أي مكان آخر». في ذات السياق، كشفت سحر فتحي الزغبي المدير التنفيذي لمؤسسة الحماية المدنية القائمة بالتدريب في الجامعة انه منذ عام 2004 تجاوزت نحو 5 آلاف سيدة سعودية في جدة مثل هذه الدورات، وأصبح بمقدورهن التصرف ومواجهة المخاطر.

وحول ما تتم دراسته تقول الزغبي «المتدربات تعلمن برامج الإنقاذ والإسعاف إضافة إلى الإخلاء ومكافحة الحرائق وذلك لحماية أنفسهن وأسرهن ومجتمعهن النسائي».

شعارنا في ذلك، المرأة في خدمة المرأة، علماً بأن التدريب لدينا مراحل تخصصي وتأهيلي، ولو نظرنا في لباسهن الخاص بالتدريب فهو أستر وأشمل من العباءة، فمعطف الحريق واسع وفضفاض لا يظهر أي مفاتن ومضاد للنار، بجانب أن الحذاء طويل وساتر يصل تحت المعطف لحماية الأرجل من النار أثناء التدريب، والتدريب حسب مقاييس ومواصفات السلامة».