نتيجة للاستثمار العشوائي في الاستراحات الزراعية التي أخذت تغزو المدن والقرى في الأحساء، حيث تحولت أغلب المزارع إلى صالات للحفلات ومناسبات الأفراح، أنذرت أمانة الأحساء أمس أصحاب الاستراحات التي تفتقر لاشتراطات السلامة بإغلاقها ما لم يتم التقيد بالشروط والتعليمات التي حددتها الأمانة.
وأوضح أمين الأحساء المهندس فهد بن محمد الجبير أن أمانته أمهلت أصحاب الاستراحات التي يتم استئجارها لإقامة مناسبات الزواج والخطوبة وتفتقر لشروط السلامة نهاية شهر ذي الحجة من العام الحالي 1430هـ (منتصف ديسمبر المقبل) للتقيد والالتزام بتطبيق الاشتراطات والضوابط العامة للاستراحات المحددة مسبقا من قبل الأمانة بالتنسيق مع جهات الاختصاص في هذا الجانب.
واشار إلى أن الأمانة قامت مسبقا بتوزيع اشعارات إغلاق للاستراحات المخالفة للشروط المحددة، موضحا أن هذه الشروط، هي:«وجود صك الملكية أو عقد الإيجار ووجود كروكي معتمد من مكتب هندسي يوضح الموقع العام والحدود والأبعاد والمساحة وكروكي آخر يوضح المباني القائمة ومساحتها واستخدامها، وتقرير من مكتب هندسي معتمد يتضمن سلامة المباني القائمة إنشائيا.
وقال إن الشروط تتضمن كذلك ألا تقل مساحة العقار المخصص للاستراحة عن 3 آلاف متر مربع، وتجهيز مواقف بالاستراحة وإنشاء صندوق خرساني مصب «بيارة» في حالة عدم وجوده داخل الاستراحة لتجميع مخرجات مياه الصرف الصحي، وعدم تصريف المياه الملوثة إلى مصارف هيئة الري والصرف، وذلك بتغطية المصرف المقابل للاستراحة حسب المواصفات الفنية.
وأضاف الجبير أن من بين الشروط تطبيق واستخدام الفلترة لبرك السباحة، وتطبيق نظام الري الحديث على جميع المزروعات داخل الاستراحة، والمحافظة على نظافة وسلامة مرافق المشروع مع تكليف أحد المقاولين لنقل المخلفات مع توفير حاويات خاصة والتعاقد على نقلها، وكذلك التعهد بعدم الاعتراض على أي مشاريع حيوانية أو زراعية قريبة من الاستراحة مع عدم إنشاء مشروع حيواني في الاستراحة على نطاق تجاري.
كما شدد الجبير على اشتراط عدم رمي مخلفات الاستراحة خارجها بشكل عشوائي والالتزام بوضع حاويات خاصة لجمع مخلفات الاستراحة، وذلك في المخططات المعتمدة من وزارة الزراعة، بالإضافة إلى عدم المطالبة بفرز الجزء المقام عليه الاستراحة بصك مستقل مستقبلا ووضع عداد على بئر الماء وعمل إحداثيات للبئر ووجود عقد مبرم مع إحدى الشركات للقيام بعملية شفط البيارة بالموقع، وعمل مخطط سلامة يُوضح فيه وسائل السلامة والإطفاء ومخارج الطوارئ على أن يتم دراسته واعتماده من قبل إدارة الدفاع المدني.
وقد انتشرت الاستراحات الزراعية في السنوات الأخيرة بشكل مبالغ فيه، مسببة بذلك اختناقات وحوادث مرورية على طريق المزارع، وجاء هذا الانتشار بعد أن أصبحت هذه الاستراحات مشروعا تجاريا للربح السريع نتيجة الطلب المتزايد على استئجارها لإقامة الحفلات ومناسبات الأفراح، وساهم في ذلك إقامة مناسبات الزواج الجماعي، حيث تشهد الأحساء في فصل الصيف تزويج ما لا يقل عن 1700 شاب وشابة في 18 قرية تقيم مهرجانات الزواج الجماعي.
ويصل قيمة استئجار الاستراحة بين 8 آلاف إلى 15 ألف ريال، كما أن الاستراحات تشهد انتعاشا كبيرا في ايام الإجازة لإقبال زوار الأحساء من مدن السعودية ودول الخليج، حيث يفضل البعض الإقامة في وسط المزارع لجوها الجميل وسعرها المنافس للفنادق والشقق المفروشة بتوفر عدد من المجالس والغرف وبركة السباحة، ويساعد عدد سكان الأحساء الذي يتجاوز مليونا و250 الف نسمة إلى تزايد مناسبات الزواج.