أعلنت وزارة الزراعة المغربية عن انطلاق برنامج جديد لغرس 13.3 ألف هكتار من أشجار الزيتون في مناطق سيدي قاسم وتونات وتازة وبني ملال وأزيلال.
وأشارت الوزارة إلى أن البرنامج الجديد، الذي تقدر تكلفته بنحو 256.5 مليون درهم مغربي (33.3 مليون دولار)، يشكل الشطر الأول من مخطط التنمية الزراعية الممولة من طرف برنامج الدعم الأميركي «حساب تحدي الألفية».
ويهدف هذا المخطط إلى غرس 120 ألف هكتار من الأراضي الزراعية في المغرب بالأشجار المثمرة، منها 100 ألف هكتار بأشجار الزيتون. وتقدر الكلفة الاستثمارية لهذا المخطط بنحو 4.7 مليار درهم (610 ملايين دولار)، سيتم تمويلها بنسبة 53 في المائة من طرف حساب تحدي الألفية والباقي من طرف الحكومة المغربية، حسب الاتفاقية المبرمة بين المغرب وحساب الألفية الأميركي في أغسطس (آب) 2007.
ويشكل هذا المخطط أحد الرهانات الاستراتيجية للحكومة المغربية في المجال الزراعي، إذ يهدف إلى تقليص ارتباط الإنتاج الزراعي في المغرب بتقلبات أحوال الطقس عبر تشجيع المزارعين على التخلي من زراعة الحبوب (القمح والشعير) في الأراضي البورية ذات المردودية الضعيفة والمتقلبة، واستبدال غرس الأشجار المثمرة خصوصا الزيتون به.
ويأتي هذا البرنامج على أثر النجاح الذي عرفته خطة مماثلة خلال العشرة الأعوام الأخيرة، والتي أدت إلى غرس 100 ألف هكتار جديدة من الزيتون بدعم من الدولة في إطار صندوق التنمية الزراعية. وبدأ المغرب يجني ثمار هذا المخطط مع بداية جني الثمار الأولى للأشجار المغروسة خلال هذه الفترة. ونتيجة لذلك يترقب المغرب محصولا استثنائيا من الزيتون خلال الموسم الحالي، إذ تتوقع وزارة الزراعة أن يبلغ محصول المغرب من الزيتون هذه السنة 1.5 مليون طن، بزيادة 76 في المائة مقارنة مع السنة الماضية، وبزيادة 102 في المائة مقارنة مع متوسط محصولات الخمسة الأعوام الأخيرة.
ويُرتقب أن تعرف مناطق تازة والحسيمة وتاونات في الشمال زيادة في محصولاتها من الزيتون بنسبة تفوق 100 في المائة مقارنة بالسنة الماضية. كما ستعرف مناطق مراكش وتانسيفت والحوز في الجنوب زيادة بنسبة 80 في المائة حسب تقديرات وزارة الزراعة.
ويُرتقب أن يبلغ حجم إنتاج المغرب من زيت الزيتون خلال السنة الحالية 160 ألف طن، وأن يبلغ إنتاجه من زيتون المائدة 90 ألف طن. وتشير تقديرات وزارة الزراعة إلى أن رقم الأعمال المرتقب هذه السنة لقطاع إنتاج وتصنيع وتسويق الزيتون سيناهز 5 مليارات درهم (650 مليون دولار).
ويحظى الاستثمار في قطاع الزيتون في المغرب باهتمام خاص من طرف المستثمرين المحليين والأجانب، خصوصا مع فرص التصدير نحو أميركا في إطار اتفاقية التجارة الحرة بين المغرب والولايات المتحدة. ومن أبرز المبادرات المواكبة لهذا التوجه إطلاق صندوق استثمار متخصص، تحت اسم «أوليا كابتل»، بقيمة 1.2 مليار درهم (156 مليون دولار) من طرف مصرف «القرض الفلاحي المغربي» ومجموعة «سوسيتيه جنرال» المصرفية الفرنسية.