«سابك» السعودية و«ساينوبك» الصينية يدشنان مشروع «تيانجين» باستثمارات تصل إلى 2.7 مليار دولار

ينتج 3.2 مليون طن من المنتجات البتروكيماوية ويستهدف سوق الصين

TT

أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» عن أن تدشين شركة «ساينوبك سابك تيانجين» المحدودة للبتروكيماويات سيسهم في تعزيز حضورها في الأسواق العالمية، مشيرة إلى أنها تدرس عددا من الفرص الاستثمارية في الصين بالتعاون مع «ساينوبك» الصينية والذي اعتبرته الثمرة الأولى في التعاون بين الشركتين.

وقال الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس مجلس إدارة سابك إلى أن دخول شركته في مشروع «تيانجين» يعتبر خطوة إيجابية في تحقيق الاستراتيجية التي تسعى لها «سابك» والمسماة بـ2020، وذلك من خلال الاستفادة من إنتاج المشروع والوصول إلى مبيعات تقدر بنحو 100 مليار دولار.

في حين أشار محمد الماضي إلى أن الدخول في مشروع تيانجين هو الإعلان بدخول سابك إلى الأسواق الصينية، والذي يُعتبر إحدى كبرى أسواق العالم، وبالتالي فإن ذلك سيسهم في تسويق منتجات المصنع إضافة إلى منتجات عدد من مصانع «سابك» العالمية كوحدة البلاستيك العالمية في السوق الصينية، والتي تسجل نموا جيدا بشكل سنوي على حد تعبيره.

وكانت «سابك» السعودية و«ساينوبك» الصينية دشنتا أمس في بكين شركة «ساينوبك سابك تيانجين» المحدودة للبتروكيماويات، التي يقدر حجم استثماراتها بنحو 2.7 مليار دولار، بطاقة إنتاجية تصل إلى 3.2 مليون طن سنويا من المنتجات البتروكيماوية المختلفة.

وبحسب مسؤولي الشركة فإن بدء إنتاج المشروع الجديد في مدينة «تيانجين» الصينية والذي يملك مناصفة بين الشركتين السعودية والصينية، سيكون في الربع الأول من العام المقبل 2010، حيث سيسهم المشروع في زيادة الإنتاج المحلي من المواد البتروكيماوية التي ينتجها، إضافة إلى دوره في تعزيز مشروعات التنمية الاقتصادية بمنطقة بنهاي الجديدة وبلدية تيانجين.

وأضاف المسؤولون أن التقديرات الأولية تشير إلى إسهام المشروع في زيادة الناتج المحلي في تيانجين في موقع المشروع بنسبة تتجاوز 4 في المائة، إضافة إلى تحفيز عمليات الاستثمار في مجال الصناعة التحويلية وغيرها من الصناعات ذات الصلة بنحو 14.8 مليار دولار.

من جانبه ذكر مطلق المريشد نائب الرئيس التنفيذي في شركة سابك أن المشروع تم تمويله بموارد ذاتية، إضافة إلى تمويلات من قبل البنوك الصينية.

وعاد الأمير سعود ليؤكد أن المبادرات الطموحة التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أسهمت كثيرا في نمو الاقتصاد السعودي وصموده في وجه الأزمة العالمية، مشيدا بمعدلات النمو العالية التي يحققها الاقتصاد الصيني، وقدرته على اجتياز تحديات الأزمة المالية العالمية.

وأشار إلى أن الاتفاق بين «سابك» و«ساينوبك» يشكل حافزا قويا لشركته، ويشجعها على حضورها في السوق الصينية سواء على صعيد الاستثمارات الصناعية أو توسيع نطاق مكاتبها التسويقية ومكاتبها الخدمية.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة «سابك» إن اللقاء بين العملاقين الصناعيين يعد لقاء تاريخيا، آملا أن يكون هذا الاتفاق هو النقطة الأولى في محيط التعاون لقيام العديد من المشروعات المشتركة بينهما.

وأكد أن التكامل بين الشركتين سينعكس على جميع الصناعات سواء داخل أو خارج المملكة، مشيرا إلى أن أي شريك يملك خبرات وتقنيات تشترك معه «سابك» سيفيدها من خلال امتلاك التقنية، وبالتالي ستكون هناك إضافة تلك التقنيات في المشروعات الجديد مما سيقلل التكلفة في المشروعات المستقبلية.

في الوقت ذاته بيّن الماضي أن «ساينوبك» اختارت «سابك» لامتلاكها تقنيات ذات قيمة مضافة، مما عزّز حضور «سابك» في دخولها ضمن المشروع الجديد.

إلى ذلك بيّن خالد المانع رئيس مجلس إدارة شركة «ساينوبك سابك تيانجين للبتروكيماويات المحدودة» أن إنجاز العمل يمثل عزم الجانبين على تجسيد طموحات سابقة إلى واقع حاضر، عبر مشروع متكامل يسهم في سوق البتروكيماويات.

من جهته قال سو شو لين رئيس مجلس إدارة «ساينوبك» إن المشروع المشترك في تيانجين جاء ثمرة التعاون المتواصل بين الشركتين العالميتين خلال السنوات الأخيرة، ويشكل أساسا لتفعيل وتطوير العمل المشترك، وبناء مشاركة استراتيجية طويلة الأجل.

إلى ذلك قال وان ينان بو رئيس شركة «ساينوبك» الصينية إن إنتاج مشروع «سابك ساينوبك» سيخصَّص للسوق المحلية في الوقت الحالي، ولم يستبعد رئيس الشركة الصينية أن يخصص للسوق العالمية، متى ما رأت الشركة إمكانية ذلك.

وحول فرض رسوم على الشركات السعودية من قبل الحكومة الصينية بسبب الإغراق، أكد الماضي الذي كان يتحدث أمام صحافيين على هامش حفل تدشين الشركة الجديدة، أن وفدا من الحكومة الصينية حضر لـ«سابك» وتعرف على عملياتها وصناعتها، مشيرا إلى أن الوفد أعجب بعمليات «سابك»، وفي انتظار نتائج تلك الزيارة.

وعن تأثير إنتاج الشركة الجديد على قوائم شركة «سابك»، أشار الماضي إلى أن ذلك سيكون بعد بدء التشغيل التجاري، مشيرا إلى أنه من الصعوبة تحديد التشغيل التجاري قبل بدء الإنتاج الطبيعي.

من جهة أخرى بحث الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة «سابك»، مع وزير الطاقة الصيني جانق قوا باو، زيادة التعاون في مجال الطاقة والبتروكيماويات، وذلك في مكتب وزير الطاقة الصيني، بحضور المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لـ«سابك»، وسفير خادم الحرمين الشريفين في بكين المهندس يحيى بن عبد الكريم الزيد.

وذكر رئيس مجلس الإدارة أن سابك تعتز بعلاقاتها المميزة مع شركة «ساينوبك» الصينية، حيث يشارك بعض مهندسيها في تشييد مجمع شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات «ينساب» في مدينة ينبع الصناعية بالمملكة.

وتشكل المشاركة التي أثمرها توقيع الاتفاق رافدا جديدا لتعزيز العلاقات بين الشركتين، وإقامة العديد من المشروعات المشتركة، والتوسع المطرد في السوق الصينية الواعدة.

وأوضح المهندس الماضي أن هذه الموافقة تأتي بناء على التعاون الاستراتيجي في أعقاب الاتفاق الذي وقّعه الطرفان في السعودية في يونيو (حزيران) 2008، حيث ينص الاتفاق على مشاركة الطرفين مناصفة في مجمع «تيانجين» الصناعي، ودراسة إمكانية إضافة منتجات جديدة (بولي كربونات) تستخدم بعض المواد الخام المنتجة في المجمع والتي تعتمد على إحدى تقنيات «سابك».

وقد أكد الرئيس التنفيذي لـ«سابك» الأهمية البالغة التي تشكلها السوق الصينية في إطار استراتيجيات الشركة للتوسع والنمو عالميا، وطموحها لبلوغ رؤيتها أن تصبح شركة عالمية في مجال البتروكيماويات، مشيرا إلى أن توقيع الاتفاقية مع شركة «ساينوبك» خطوة مهمة لتحقيق مساعي «سابك» لإنشاء مركز تصنيعي في قارة آسيا، التي تشهد اقتصادياتها معدلات نمو عالية، وتعد من أكبر مستهلكي المنتجات البتروكيماوية.