كلينتون: على إيران قبول الاتفاق كما هو مطروح ولن نعدله.. والمستوطنات الإسرائيلية غير شرعية

قالت بشأن دعم واشنطن للموقف المغربي إزاء نزاع الصحراء: موقفنا لا يتغير

وزراء خارجية الدول المشاركة في «منتدى المستقبل» بمراكش، في صورة جماعية (أ.ب)
TT

بينما أكدت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، أن موقف بلادها من المستوطنات لم يتغير، وقالت: «لا نعتقد أن المستوطنات شرعية، وقد أوضحنا ذلك للإسرائيليين والفلسطينيين والعالم»، أوضحت قائلة في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني: «علينا أن نستمر في حث الإيرانيين على القبول التام بكل ما وافقوا عليه من حيث المبدأ، وأن تستمر الوكالة الدولية للطاقة في تعاملها معهم للحصول على أجوبة بشأن كل الأسئلة المتعلقة بالموضوع».

وشددت كلينتون، في مؤتمر صحافي مشترك مع الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، جرى الليلة قبل الماضية في مراكش، على هامش أشغال الدورة السادسة لمنتدى المستقبل، على القول إنها «لحظة محورية بالنسبة لإيران لقبول هذا الاقتراح، الذي نحن متحدون خلفه، ونحن نحث إيران على قبول الاتفاق كما هو مطروح، ولن نعدله». وفي ما يتعلق بنزاع الصحراء، جددت كلينتون دعم الولايات المتحدة للموقف المغربي بشأن نزاع الصحراء، وقالت: «سياستنا لم تتغير، ومن المهم أن أعيد التأكيد أن ما من تغيير في هذا الموضوع»، في إشارة إلى دعم الإدارة الأميركية لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء، الذي اقترحه المغرب، كحلّ لأطول نزاع في القارة الأفريقية.

وأضافت كلينتون مخاطبة الصحافيين: «أشكركم على طرحكم هذا السؤال لأنني كنت أود أن أؤكد مجددا هنا بالمغرب أنه لا تغيير في سياستنا». ووصفت وزيرة الخارجية الأميركية وجودها في المغرب بـ«الإيجابي»، وقالت إنها دشنت مع العاهل المغربي الملك محمد السادس مشروعا للطاقة المتجددة في مدينة ورزازات، جنوب المغرب، بدعم فني وتقني أميركي.

وأشادت وزيرة الخارجية الأميركية بالملك محمد السادس، وعبرت عن إعجابها بالتقدم الذي حققه المغرب، والإصلاحات التي انخرط فيها، وخصوصا على صعيد توسيع هامش المشاركة في الحياة السياسية والانفتاح الاقتصادي، ومنح مزيد من الحريات للنساء، وتوسيع نطاق مشاركة المجتمع المدني، وهي كلها أشياء تتم في مناخ من التسامح الديني. وزادت كلينتون قائلة: «المغرب حقق تقدما في نواحٍ كثيرة، وهناك عمل ينبغي فعله وتحديات ينبغي مواجهتها، وهناك التزام بتحسين حياة الشعب المغربي». وأكدت «عزم إدارة الرئيس باراك أوباما إعطاء دفعة جديدة لعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين البلدين منذ أكثر من قرنين». وأضافت: «يسعدني أن أعود إلى المغرب، الذي يتميز بتاريخ وثقافة رائعين، المغرب الذي كان أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة، والذي ارتبط معنا بمعاهدة صداقة منذ 1787، وهي صداقة مستمرة ومتواصلة، وهي الأطول في تاريخ بلدي، وشعبي فخور وممتن لما حققته هذه الشراكة على مدى قرنين».

من جهته قال الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، إن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة «مبنية على الصداقة والتفاهم».

وبخصوص الصراع العربي ـ الإسرائيلي، قال الفاسي الفهري: «سنواصل عملنا من أجل الإسهام، مع كل الأطراف، في إقامة سلام بين إسرائيل والدول العربية». ودعا الفاسي الفهري إيران إلى «احترام المعاهدات الدولية، حتى تعيش المنطقة في سلام»، وقال إن «إيران دولة عريقة وكبيرة، لها أهمية على المستوى الإقليمي، ونريدها أن تحترم الآخر، وتحترم المعاهدات الدولية حتى تعيش المنطقة في سلام». وخلص إلى القول: «ينبغي أن نعطي إيران الفرصة لتنمية منطقة الشرق الأوسط ذات الحساسية الكبرى».

إلى ذلك، أجرت كلينتون الليلة قبل الماضية في مراكش مباحثات مع ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وقطر)، بحضور وزير الخارجية المغربي، كما حضرها ممثلون عن مصر والأردن والعراق. وتناولت المباحثات، بشكل أساسي، الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية.

وبالعودة إلى منتدى المستقبل، قال وزير خارجية المغرب إن من شأن الدينامية الجديدة، التي يعرفها الحوار داخل المنتدى، أن تساهم بشكل إيجابي في مواكبة الجهود المبذولة لإعادة إحياء المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، وفق مبادئ الشرعية الدولية وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية، باعتبارها خيارا واقعيا ومتوازنا، وذلك من أجل التوصل إلى حل دائم وعادل وشامل للصراع في الشرق الأوسط، حل يكفل إقامة دولة فلسطينية مستقلة، قابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشريف، تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، في أمن وسلام ووئام.

ومن جهته توقف فرانكو فراتيني، وزير الخارجية الإيطالي، عند مضمون أشغال الورشات الثلاث، التي عقدت في الرباط والدوحة وبيروت، وانتهت إلى بلورة أفكار ومقترحات رفعت إلى المجلس الوزاري. وثمن فراتيني الدور الذي يقوم به المجتمع المدني في المنطقة، وخصوصا على مستوى الدفع بآفاق المشاركة السياسية والحقوق الاجتماعية وأوضاع المرأة والحكامة، ضمن احترام خصوصيات كل بلد.

وتحدث فراتيني عن الشباب وقال: «علينا أن نقدم له أفضل الفرص». واستعرض مجموعة أفكار تناولت آفاق العمل على مستوى التعليم، مقترحا خلق شبكة للتعليم بين المجموعات المكونة لمنتدى المستقبل، يكون هدفها النهوض بالتعاون والتبادل العلمي بين الجامعات. ودعا فراتيني إلى التفكير في منتدى من أجل التعليم في المنطقة بين مختلف الفاعلين، بما في ذلك تيسير الحصول على التأشيرات بالنسبة للطلبة.

إلى ذلك، ذكّرت وزيرة الخارجية الأميركية بالخطاب الذي ألقاه الرئيس أوباما في القاهرة، في يونيو (حزيران) الماضي، وقالت إنه خطاب يقترح إقامة علاقة شاملة مع دول المنطقة، لا ترتكز على قضية من القضايا الاقتصادية والسياسية والأمنية، دون غيرها. وشددت على القول إن «التقدم الحقيقي يأتي من داخل المجتمعات لا من خارجها»، وإن «التغيير لا يتم بين عشية وضحاها».

ورأت كلينتون أنه «رغم الفروقات الموجودة بين الدول فإن هناك أشياء كثيرة تجمعنا، ضمنها السلام وخلق المزيد من فرص العمل».

وجددت كلينتون التزام بلادها بسلام شامل في الشرق الأوسط، يقوم على أساس حل الدولتين. وقالت إن الوضع يبقى «مصدر قلق» بالنسبة لبلادها، مشددة على أن الوضع «يستلزم من جميع الأطراف توخي الحذر في ما يقولونه أو يصرحون به، والعمل ضمن روح بناءة لتحقيق السلام الشامل».

وختمت كلينتون كلمتها قائلة: «الماضي وراءنا، ويمكننا العمل معا لتعقب رؤية الرئيس أوباما نحو مستقبل أفضل لأطفال الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني».

من جهته تحدث الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، عن التطلع لحوار منسجم مع ما أسماه " روح مراكش"، بنوايا طيبة، لتطوير المشاركة وتوسيع التعاون في مجالات التنمية البشرية، وإعطاء العناية لأمن الإنسان في مختلف المجالات، سواء تعلق الأمر بحماية البيئة أو تعزيز حكم القانون أو النهوض بالصحة، والقضاء على الجوع وحماية حقوق الفئات الضعيفة، وتعزيز الجهود لإدماج المرأة أو غيرها. كما دعا، في نفس الوقت، إلى استلهام «روح مراكش» في ما يتعلق بالحوار والحل السلمي للنزاعات، وفتح آفاق أوسع للسلام، ضمن خيار يروم مواجهة خيار اليأس والإحباط، الذي يدفع بالأمور إلى المتاهات وركوب طواحين الهواء.

إلى ذلك، أوصى «منتدى المستقبل»، في ختام فعالياته، بضرورة مواصلة الجهود، بما يضمن قيام سلام شامل وعادل، في الشرق الأوسط، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي 67، اعتمادا على حل الدولتين، الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة.

ودعا المنتدى الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الالتزام بخارطة الطريق، والعودة إلى طاولة المفاوضات. وأكد ضرورة تقوية الحوار بين الثقافات والتعددية والمساواة، مع تأييد الشراكات بين المجتمعات ومبادرة حوار الأديان، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، مع الدعوة إلى التركيز على المحاور المرتبطة بالثقافة والتقاليد والتاريخ. ولتفعيل هذا الحوار، دعا المشاركون إلى دعم السياحة الثقافية.

ودعا المنتدى إلى تقوية وتوطيد كم ونوعية الحوار السياسي والاجتماعي والسياسي بين الدول المشاركة، وأثنوا على روح الحوار البناء بين الحكومات وفعاليات المجتمع المدني، ورحبوا بالجهود المبذولة على صعيد التنمية البشرية، وتخوفوا من تداعيات الأزمة الاقتصادية، كما أبدوا انشغالهم من قضية التغيرات المناخية.

وأعلن وزير الخارجية المغربي أن الدورة المقبلة للمنتدى ستنعقد في نهاية 2010 بدولة قطر التي ستتولى رئاسة هذه الدورة إلى جانب كندا.