مستشار للمالكي لـ«الشرق الأوسط» : أدلتنا للمحقق الدولي مخابراتية وأمنية.. وإعلامية

تارانكو يواصل عمله في بغداد.. ومتحدث أممي: زيارته ستنتهي خلال يومين

TT

في الوقت الذي يواصل فيه مبعوث الأمم المتحدة في العراق، أوسكار فرنانديز تارانكو، تحقيقاته بشأن التفجيرات الأخيرة في بغداد، قال مقرب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن هناك معلومات أمنية ستوفرها له الأجهزة الأمنية، وفي الوقت ذاته وقع العراق أمس مذكرة تفاهم مع مصر في مجال مكافحة الإرهاب. وشهدت بغداد تفجيرات دامية في أغسطس (آب) الماضي أطلق عليها تفجيرات الأربعاء التي استهدفت وزارتي المالية والخارجية ثم تفجيرات مماثلة الأسبوع الماضي عرفت بـ«تفجيرات الأحد» التي استهدفت أيضا مؤسسات حكومية. وأسفر التفجيران عن مقتل وإصابة المئات. ودعا العراق المجتمع الدولي إلى مساندته في تشكيل فريق دولي لتقصي الحقائق في الهجمات. وكانت الحكومة العراقية قد اتهمت سورية بإيواء العناصر التي خططت لتفجيرات الأربعاء.

وقال علي الموسوي، المستشار الإعلامي للمالكي، إن «العراق سيقدم للمبعوث الدولي كل ما يمكن أن يسهل عمله والتوصل إلى الأهداف المرجوة والمتلخصة بإنهاء الإرهاب في العراق، وكذلك إنهاء الملاذات الآمنة التي تقدمها حكومات دول أخرى لهم».

وكان تارانكو، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، قد وصل بغداد الأحد الماضي وأجرى مباحثات مع المالكي أول من أمس، وقال الموسوي إن اللقاء تناول طبيعة عمل المبعوث والأدلة الموجودة ووضع آلية مناسبة لمتابعة التحقيق. وحول المدة الزمنية التي سيعمل بها تارانكو، قال الموسوي إن «مثل هذه المهام لا تحدد عادة بسقوف زمنية، بل الأمر يتعلق بما يحتاجه التحقيق وجمع الأدلة من وقت والوصول إلى نتائج قطعية»، مشيرا إلى أن «التحقيق لو تطلب إجراء زيارات داخل أو خارج العراق مثل زيارة سورية، فهذا يحدده المحقق نفسه ومن جانبنا سنقوم بتقديم كافة التسهيلات له».

وبشان الأدلة التي قدمت للمحقق الدولي، قال الموسوي إن «كل جهة ستقدم ما لديها من أدلة، وهناك معلومات تملكها أجهزة أمنية أو استخباراتية، ستضعها تحت تصرف المحقق الدولي، وهناك أدلة ستقدمها جهات غير أمنية، ومثال ذلك الجميع يعلم أن برامج تلفزيونية قدمتها فضائيات عربية ومحلية أيضا أشارت بوضوح إلى كيفية دخول متسللين من الحدود السورية للعراق، لا بل صورتهم أثناء دخولهم والتقت بهم وكيف يذهبون لأوكار لهم على الحدود، وما سمتهم هذه الفضائيات بالمقاتلين أو المجاهدين، هم إرهابيون جاءوا لقتل العراقيين، واعترف هؤلاء الإرهابيون من على شاشات التلفزة بكيفية سفرهم من دولهم لسورية ومن ثم الدخول للعراق، والسؤال هنا إذا كان العراق يمر بوضع أمني صعب وغير قادر على حماية أو متابعة حدوده، فهل سورية وهي الدولة المستقرة تعاني ذات المشكلة؟ الجواب كلا، فالأجهزة الاستخباراتية السورية تعلم بكل صغيرة وكبيرة داخل أراضيها، فهل يجوز أن تسلل الآلاف وبشكل مستمر يحدث دون علمها؟ فلم يدخلوا الحدود بشكل سري بل تم بسماح من المخابرات السورية».

وأضاف الموسوي أن «وسائل إعلام أخرى نقلت لقاءات مع قيادات عسكرية وبعثية وهم يحثون المواطنين على العنف»، وأضاف أن «الأزمة الحقيقية في هذا الأمر هو عدم توفر الجدية من الجانب السوري، لو توفر هذا الأمر يمكن القول ستحل القضية بسهولة». وأضاف الموسوي أن «المحقق الدولي لن يحقق في موضوع أدلة ضد سورية فقط بل سيبحث ملف الإرهاب في العراق، والعراق، بدوره، سيتخذ إجراءات قانونية دولية بحق أي جهة دولية سواء سورية أو غيرها متورطة بدعم الإرهاب في العراق أو تقديم ملاذات آمنة للإرهابيين، والعراق حتى يضع حدا لمعاناته دعا جهة دولية لتعمل دون أي ضغوط ومفاوضات وهذا يعبر عن جدية العراق بمتابعة الموضوع مهما كانت الجهة التي تقف وراءه». مصادر أمنية رفيعة المستوى كشفت من جانبها عن أن الأدلة التي قدمها العراق لمبعوث الأمم المتحدة «تستند إلى قضايا حسمت في القضاء العراقي، وذلك لأن القانون الدولي لن يقبل بغير القضايا التي تستند إلى قضايا محسومة أصلا في القضاء».

إلى ذلك، أكد سعيد عريقات، الناطق باسم بعثة الأمم المتحدة في العراق، أن مهمة المبعوث الأممي ليس لها علاقة بالبعثة في العراق لأن تارانكو مبعوث للأمين العام بان كي مون. وقال عريقات في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة المبعوث الأممي ربما تنتهي خلال يومين وسيصدر بيانا عند نهايتها، وذكر أن مهمة المبعوث أولية ترمي إلى الاطلاع على الأدلة وتقديمها إلى الأمين العام.