أوباما يحتفل بعام على انتخابه وسط مخاوف من تراجع شعبية الديمقراطيين

انتخابات محلية أميركية تدل على ثقه الرأي العام بالحزبين

TT

قبل عام تحديدا شهدت الولايات المتحدة فتح صفحة جديدة في تاريخها مع انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة. وبينما لم يستلم الرئيس المنتخب منصبه رسميا حتى يناير (كانون الثاني)، فإن الكثير من سياساته وعمله انطلق من يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 عندما حصل على تأييد 52.5 في المائة من الناخبين الأميركيين. وقد شهد العام الماضي ارتفاع شعبية أوباما وتراجعها في فترات مختلفة، لتقف اليوم بنسبة 53 في المائة، بعدما كانت قد وصلت إلى 69 في المائة. وبينما يحتفل أوباما بالعام الأول منذ انتخابه يواجه في الوقت نفسه تحديات كبيرة، فهناك تحديات داخلية، على رأسها العمل على إصلاح نظام الرعاية الصحية، بالإضافة إلى تحديات خارجية، وخصوصا في الحرب في أفغانستان. وعلى الرغم من وصول أوباما إلى البيت الأبيض بأجندة تغيير واسعة، فإن الكثير من سياسات التغيير ما زالت بحاجة إلى التطبيق.

وردا على سؤال حول فعالية التغييرات التي شهدتها الولايات المتحدة منذ انتخاب أوباما بوعد «التغيير»، قال الناطق باسمه روبرت غيبس: «لقد رأينا، في ما يخص الرعاية الصحية، التغيير ليس سهلا، خصوصا عندما تتدخل المصالح الخاصة وبشكل أخص بالطريقة التي رأيناها في الأسابيع القليلة الأخيرة في ما يخص صناعة التأمين، في مجال الصحة». وأضاف: «أعتقد أن هذه إشارة إلى أن التغيير ليس أمرا مؤكدا، علينا العمل عليه، وسيكون صعبا، وهذا ما يعمل من أجله الرئيس كل يوم».

وبالطبع كان لانتخاب رئيس من أصول أفريقية أهمية خاصة للانتخابات الأميركية السابقة. وقد صوت 95 في المائة من الناخبين الأميركيين من أصول أفريقية له، ولكنهم يشكلون فقط نسبة 13 في المائة من الناخبين الأميركيين، بينما جاءت أغلبية أوباما من ناخبين أميركيين بيض بالإضافة إلى ناخبين من أقليات أصولها عربية ومكسيكية صوتت له. وبموجب استطلاع للرأي نشره معهد «غالوب»، فإن 47 في المائة من الأميركيين من أول أفريقية اليوم يقولون إنهم مرتاحون من الأوضاع في بلادهم، وهذا شكل تضاعفا كبيرا بعد أن كانت النسبة 10 في المائة منتصف عام 2008. وكان 66 في المائة من الناخبين دون سن الـ30 صوتوا لأوباما، وما زال الشباب من أكثر مؤيديه اليوم في الإدارة، وما زالوا يشكلون الفئة الأكثر دعما للرئيس الأميركي الذي احتفل بعيده الـ48 الصيف الماضي. وتنتظر واشنطن قياس رأي الناخبين الأميركيين في عدد من الانتخابات المحلية التي جرت يوم أمس ومن المرتقب الإعلان عن نتائجها فجر اليوم. فالانتخابات المحلية في ولايات فيرجينيا ونيويورك ونيوجيرسي هي الأولى منذ تولي أوباما الرئاسة، وفي حال صدقت التكهنات الأولية وشهدت الانتخابات خسارة مرشحي الحزب الديمقراطي، سينعكس ذلك على أوباما نفسه. وعلى الرغم من أن غيبس صرح بأن «التصور بأن هذه (الانتخابات) تشكل استفتاء على الرئيس أوباما ليست واقعية»، فإن رئيس الحزب الجمهوري مايكل ستيل قال لصحيفة «نيويورك تايمز» إن «هذه السباقات ليست فقط استفتاء على هذه الإدارة، بل على حزبنا أيضا».

ويصوت المقيمون في فيرجينيا ونيوجيرسي على محافظين، بينما يصوت أهالي نيويورك لعضو كونغرس جديد. وتظهر استطلاعات رأي أولية أن الديمقراطيين سيخسرون في الانتخابات المحلية، مما يجعلهم يقللون من أهمية نتائج الانتخابات، بينما الجمهوريون يشددون على أهميتها مع إظهار استطلاعات الرأي تقدمهم. ويبدو أن مرشح الجمهوريين بوب ماكدونال سيحصل على ثقة ولاية فيرجينيا الجارة للعاصمة واشنطن، مما يعني أن خسارة المرشح الديمقراطي كري ديدز تعكس تراجع الديمقراطيين الذين كان ممثلهم المحافظ الحالي تيم كاين محافظا للولاية منذ عام 2006. وقد عمل أوباما نفسه على جلب التأييد لديدز ومرشح الديمقراطيين في نيوجيرسي، وحضر اجتماعات ولقاءات انتخابية للرجلين ولدعم حملاتهما، كما أن نائبه جو بايدن حضر الكثير من الفعاليات لدعم جهود الديمقراطيين في الانتخابات المحلية. وتأتي هذه الانتخابات بالضبط قبل عام من انتخابات الكونغرس المقبلة، والتي قد تعني تراجع الأغلبية القوية للديمقراطيين فيه، إذا لم يستطع الحزب إعادة الحماس الذي شهدته الولايات المتحدة قبيل انتخاب أوباما العام الماضي.