حقوق الإنسان تطلب إدراج موافقة ولي الأمر في جواز سفر السعوديات

مشرفة «الشرقية»: رفعنا للجهات المختصة بشأن مانعي بناتهم من الدراسة

TT

في لقاء حقوقي صاخب احتضنته غرفة الشرقية مساء أول من أمس، كشفت شريفة الشملان، مشرفة الفرع النسائي لهيئة حقوق الإنسان بالمنطقة الشرقية، عن توجه الهيئة للمطالبة بضم تصريح موافقة ولي الأمر على السفر داخل جواز النساء السعوديات، مضيفة «بما أنه لا مفر من موافقة المحرم، وبما أن الجوازات أصبحت ممغنطة، فبالإمكان إرفاق الموافقة داخل الجواز»، وأشارت إلى أن ذلك من شأنه إعفاء السيدات المأذون لهن بالسفر بمفردهن من حرج إبراز تصريح موافقة ولي الأمر.

وأفصحت الشملان أن معظم المشاكل التي تعمل الهيئة على حلها تستقيها من الصحف والرصد اليومي لما يُنشر، قائلة «قبل فترة كان لدينا حالة لأب يمنع ابنته من الذهاب للمدرسة»، متسائلة «نحن نعلم أن التعليم لدينا إلزامي، لكن ما فائدة الإلزامية إن لم تكن هناك عقوبة؟»، وطرحت المفارقة بين تغريم السائق الذي يقطع الإشارة وبين عدم معاقبة أولياء الأمور الذين يمنعون بناتهم من الدراسة، واصفة ذلك بأنه «قضاء على مستقبل الفتاة»، وتابعت «نحن كتبنا حول ذلك، ورُفع الأمر للبت فيه».

وكشفت الشملان عن لقاء كبير تحضر له الهيئة حاليا يحمل اسم «الأمان للمرأة»، سيضم ورش عمل وندوات من قسمي الرجال والنساء، وذلك في الـ13 من شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وقد وَجهت الدعوة العامة للراغبات بالمشاركة بهذا اللقاء، قائلة «يسعدنا استقبال متطوعات بحيث تتلاقح أفكارنا مع أفكارهن»، مؤكدة فتح المجال لكل من ترغب بدعم عمل الهيئة، وأضافت «نحن الآن في فرصة قد لا تتكرر، فمساحة الحرية زادت عن السابق».

وفي سؤال طرحته هند الزاهد، مديرة مركز سيدات الأعمال التي أدارت اللقاء، عن مدى اهتمام هيئة حقوق الإنسان بتجارب الدول التي حصلت المرأة فيها على حقوقها بشكل جيد، مستشهدة بتجربة تونس ومدى إمكانية تطبيقها على نظام الأحوال الشخصية في السعودية، أكدت الشملان أن الهيئة تهتم بمتابعة وبحث النماذج الحقوقية في عدد من الدول العربية. وحول العقبات التي تواجه المرأة السعودية، كشفت أن حق الهوية يأتي على رأسها، مؤكدة أنه يمثل أبرز أولويات حقوق الإنسان.

وضمن المداخلات، أشارت منيرة الحربي، مديرة جمعية جود النسائية الخيرية في الدمام، لما وصفته بـ«المعاناة من فقدان الهوية»، مستشهدة بقصة لإحدى موظفات الجمعية التي لم تستطع إدخال ابنها المدرسة لعدم توفر أوراق الهوية والإثباتات، قائلة «هذا حق من حقوقه، لكن مع الأسف الأب لا يبالي»، فأجابت الشملان قائلة «أطمئنك أنه أصبح لدينا الآن صلاحية الكتابة للتعليم ليوافقوا على إلحاق الابن للدراسة»، مؤكدة أن ذلك لا يتطلب سوى ورقة من الهيئة وتأكيد عمدة الحي وشهود على وضع المرأة وأن زوجها لا يهتم بحال الأبناء.

فيما عرضت طبيبة سعودية نتائج دراسة حديثة قامت بموجبها بتوزيع استبانة على 3000 سيدة، من عمر 14 إلى 55 سنة، وكشفت بأن النتيجة خلصت لكون 87.8 في المائة من النساء اخترن «أريد القرار المشترك مع ولي الأمر بمحض إرادتي»، معلقة على هذه النتيجة بالقول «المرأة في بلدانا ما زالت تؤمن أن قرارها لا يجب أن يكون منفرداً»، مؤكدة اهتمام المرأة السعودية برأي الرجل، سواء كان أباً أو زوجاً أو أخاً.

وعن سبب عرض نتائج الدراسة، قالت «راعني منذ شهر ونصف تقرير هيئة حقوق الإنسان فيما يخص حقوق المرأة السعودية، في استبانة أجريت على 4 نساء سعوديات فقط ظهرن على شاشة تلفزيون (بي.بي.سي)، وأشهروا أن المرأة مظلومة في السعودية فيما يخص إذن العلاج وتوقيعه بالمستشفيات»، مضيفة «ساءني أن تُعتمد آراء 4 نساء فقط على أنها تمثل كل نساء السعودية!».

وطغت معظم مداخلات الحاضرات اللائي امتلأت بهن قاعة الجزيرة بغرفة الشرقية على الصورة الذهنية للمرأة السعودية، في حين رأت إحدى الحاضرات عدم تركيز معظم وسائل الإعلام على السعوديات المبدعات في مجالاتهن، خلافا لتسليط الضوء على السلبيات، مؤكدة أن ذلك من شأنه تغيير توجه المرأة السعودية بدلا من حالة التشكي والتظلم المستمر.