الألماني يقطع 10 كلم كمعدل كي يبلغ مكان عمله

الطريق الطويل إلى العمل

TT

لا شيء يوازي حب الألماني لسيارته، كما هو معروف، إلا أن هذا الحب يتحوّل أحيانا إلى حقد دفين بسبب فترات الزحام في أثناء العمل وشح المواقف وكثرة الغرامات الناجمة عن التجاوزات. مع هذا تبقى السيارة وسيلة النقل الأثيرة بالنسبة لمعظم الألمان، وخصوصا في الذهاب إلى والمجيء من العمل. وتشير معلومات الدائرة المركزية للإحصاء، في مدينة فيسبادن عاصمة ولاية هيسه، إلى أن 60% من الألمان يستخدمون سيارتهم في الذهاب إلى العمل، ويتلقى 29% منهم غرامة مرة واحدة في الشهر على الأقل، بسبب المخالفات في أثناء ركن السيارة قرب البيت أو قرب موقع العمل.

كانت هذه النتائج مفاجئة لدائرة الإحصاء المركزية التي اعتمدت المعطيات حول الموظفين والمستخدمين خلال السنوات الـ12 الماضية، إذ توقعت الدائرة انخفاض عدد مستخدمي السيارات في الذهاب إلى العمل بسبب تضاعف حالات الزحام وارتفاع أسعار الوقود وازدياد دقة المواصلات العامة.

وكانت النتائج مفاجئة أيضا في المدن الكبيرة التي فرضت طوقا بيئيا على السيارات في مراكزها فصارت تمنع السيارات القديمة وذات المحركات غير المفلترة (غير المزودة بالمرشح). وكمثال فقد زادت نسبة استخدامات السيارات الشخصية في مدينة كولون رغم الحلقة البيئية التي تطوّقها. وظهر من تحليل النتائج أن عدد سكان المدينة يرتفع من مليون إلى 1.7 مليون خلال النهار بسبب الوافدين للعمل من خارجها، ويستخدم 90% من هؤلاء سياراتهم الشخصية في التنقل بين البيت والمدينة.

وعموما، يقطع الألماني أكثر من 10 كلم كمعدل يومي كي يصل إلى موقع عمله. وبلغت نسبة من يقطع أقل من 10 كلم يوميا كمعدل 45.8% مقارنة بـ52.4% عام 1996. وقال 68.2% من الألمان إنهم يحتاجون اليوم إلى 30 دقيقة فقط لبلوغ موقع العمل مقارنة بـ72.8 دقيقة عام 1996. وحار خبراء دائرة الإحصاء المركزية في تفسير هذه الحالة بالنظر إلى حالات الاختناق المروري المتزايدة. وعلى أي حال فإن نسبة الذين يستخدمون طرق المواصلات العامة في الذهاب إلى العمل كانت 10.8% مقارنة بـ11.5% قبل 12 سنة.