لاريجاني في بغداد.. ونواب لـ«الشرق الأوسط» احتجاجا: بلاده أرسلت سلاحا وقطعت المياه

رئيس البرلمان الإيراني يوقع مذكرة تفاهم تتضمن حل المشكلات العالقة بين البلدين

علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني (الأول من اليمين) وإياد السامرائي رئيس البرلمان العراقي (الثاني من اليمين) قبيل مؤتمرهما الصحافي المشترك في بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

أعرب رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، بعد وصوله إلى بغداد أمس في زيارة رسمية تستغرق أربعة أيام، عن دعمه للعملية الديمقراطية في العراق. وقال لاريجاني خلال لقائه هيئة رئاسة البرلمان وعددا من النواب العراقيين، إن «البرلمان العراقي يحظى بدعم واسع من الشعب العراقي لأنه منتخب وإيران تدعم العملية الديمقراطية بشكل جدي وقوي».

وأضاف لاريجاني، الذي استقبل بحفاوة من رئيس مجلس النواب إياد السامرائي ونائبيه في مجلس النواب، إن «الشعب العراقي وجد طريقه في تكريس الديمقراطية». وأضاف لاريجاني، الذي زار العراق في مارس (آذار) الماضي، إن البرلمان العراقي يضم «شخصيات ممتازة» مؤكدا أن «البرلمان سابقا كان ينتخب أو يعين من قبل صدام حسين كما هو الحال في برلمانات المنطقة»، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية. وأعرب لاريجاني عن أسفه للأعمال «الإرهابية» التي حدثت أخيرا في بغداد، وانتقد «بعض البلدان» التي «اتجهت لدعم الإرهاب وتوجيه ضربات لهذا البلد بحجة محاربة الأميركيين والإرهاب، لكنهم في الباطن يحبون الأميركيين»، على حد تعبيره.

من جانبه، أكد السامرائي أن «هناك مشتركات كثيرة بين البلدين وهي أكبر من إحصائها». وأضاف «يجب تجاوز المرحلة السابقة بفتح التعاون بمختلف الصعد». وتابع «هناك مشتركات ثقافية واسعة وعميقة خصوصا أن هناك زوارا عراقيين وإيرانيين بين البلدين».

إلى ذلك، رفض النائب أسامة النجيفي رئيس تجمع «عراقيون» الزيارة. وقال في تصريح للصحافيين «نرفض الزيارة لأن دولته أرسلت السلاح وقطعت المياه». ويتهم قادة عسكريون عراقيون وأميركيون إيران تزويد الجماعات الخاصة بالسلاح والتدريب، الأمر الذي تنفيه طهران. كما اتهم نواب عراقيون إيران بقطع روافد نهر الكارون الذي يصب في شط العرب جنوب البلاد وبتحويل مساره. وقال النجيفي «إنها زيارة غير مرغوب بها، زيارته جاءت لترسيخ التكتلات الطائفية، والضغط على كتل معينة دخول الانتخابات». وانضمت إلى النجيفي الجبهة العراقية للحوار الوطني الذي يتزعمها صالح المطلك، والكتلة العربية المستقلة التي يتزعمها النائب عبد مطلك الجبوري.

ويرافق لاريجاني في زيارته، التي تستمر أربعة أيام، نائب وزير الخارجية الإيراني وعدد من النواب، وفقا للمسؤول. ويعتزم لاريجاني زيارة المراجع الشيعية في النجف (جنوب) أثناء وجوده في العراق. وكان لاريجاني زار النجف في مارس الماضي والتقى المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني.

وقالت مصادر برلمانية مطلعة إن لاريجاني سيوقع مذكرة تفاهم بين العراق وإيران تتضمن حل المشكلات العالقة بين البلدين ومنها قضية شط العرب والحدود المشتركة وقضايا الأسرى والمفقودين وتفعيل عمل جمعية الصداقة العراقية الإيرانية. وأشارت المصادر المشاركة في صياغة الاتفاقية في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الاتفاقية تضم أيضا تنسيق المواقف في المحافل الدولية بين البرلمانيين وتوقيع معاهدة للتعاون القضائي بين البلدين ومباحثات حول أن يكون السجناء العراقيون في إيران يقضون محكوميتهم في العراق والعكس أيضا حسب نوع المحكوميات والسجناء. وأكدت المصادر أن الاتفاقية تتضمن دعم سياسة العراق وأمنه والتعاون المشترك في مكافحة الإرهاب ومنع الدخول غير المشروع لكلا البلدين والتعاون في إطار الوضع الملاحي في شط العرب والبحث في قضية الأنهار الحدودية المشتركة.