فرضت «فوبيا» إنفلونزا الخنازير تداعياتها على السياحة الدينية في مصر، المتمثلة في الحج والعمرة، حيث شهد هذا الموسم تراجعا ملحوظا، نظرا للقيود التي فرضتها السلطات الحكومية على حجاج هذا العام، طبقا لما جاء في قرار وزراء الصحة العرب، والتي أقرها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر.
وعلى الرغم من ذلك بدأت وزارة السياحة استعداداتها مبكرا لموسم الحج، وكان من أهم وأبرز هذه الاستعدادات الالتزام بالاشتراطات التي تم الإعلان عنها من قبل وزارة الصحة السعودية.
وعلى الصعيد ذاته بدأت استعدادات الحجر الصحي بمطار القاهرة الدولي لموسم سفر الحجاج المصريين الذي تقرر أن يبدأ يوم 8 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، حيث تم إعلان حالة الطوارئ وزيادة عدد الأطباء ومساعديهم، وتزويدهم بأحدث أجهزة الفحص وبكاميرات المسح الحراري لقياس درجة حرارة الحجاج، وتوقيع الكشف الطبي لتحديد مدى إمكانية السفر أو المنع، بالإضافة إلى مراجعة الشهادات الصحية التي يحملها الحجاج والتي تفيد تطعيمهم ضد الفيروسات الموسمية والالتهاب السحائي والإنفلونزا الموسمية، وإنفلونزا الخنازير.
واعتمد زهير جرانة، وزير السياحة المصري، عددا من الضوابط والشروط المنظمة للحج السياحي للعام الجاري، جاء في مقدمتها إلغاء نظام التضامن بين الشركات، وقصر الاندماج بين الشركات فقط على توثيق عقود السكن لتصبح كل شركة مسؤولة عن تنفيذ حصتها، إضافة إلى تقديم حجاج السياحة لشهادات صحية لكل حاج تؤكد تطعيمه ضد الحمى الشوكية واللقاح الرباعي والإنفلونزا الموسمية وإنفلونزا الخنازير، في حالة وجود اللقاح الخاص بها، بالإضافة إلى تقديم الحجاج لكشف بجميع الأمراض المزمنة التي يعانون منها. وحددت الضوابط كذلك المسافة الخاصة بمساكن الحجاج، على ألا تبعد على المسجد الحرام بـ 750 مترا لحجاج الطيران و1200 متر للبواخر والبر، كما منعت الضوابط تسكين الحجاج في المطالع والمرتفعات، على أن يخصص لكل حاج 3.5 متر في مكة و4 أمتار في المدينة.
وأكدت الضوابط ضرورة حصول المساكن على تراخيص من السلطات السعودية لتوفير عناصر الأمن والسلامة وتطبيق اشتراطات الدفاع المدني، بالإضافة إلى تجهيز غرف الحجاج تجهيزا فندقيا، على ألا يزيد العدد في الغرفة الواحدة على 4 حجاج للطيران و6 للبر والبواخر، أما في حالة الإقامة بالأجنحة الفندقية فلا يزيد عدد الأفراد بكل جناح على 6 لرحلات الطيران و8 للبر والبواخر.