أوباما يستقبل رئيس وزراء الهند اليوم.. في أول زيارة دولة منذ توليه الحكم

يجريان مباحثات في كافة المجالات وسط قلق هندي من اهتمام واشنطن بأولوية العلاقة مع الصين

TT

يستقبل الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم في البيت الأبيض، رئيس وزراء الهند مانموهان سينغ، وذلك في أول زيارة دولة يقوم بها زعيم أجنبي إلى الولايات المتحدة منذ تولي اوباما الرئاسة بداية العام الجاري. ويشير مسؤولون أميركيون إلى أهمية العلاقات الأميركية ـ الهندية، معتبرين أن اختيار سينغ ليكون ضيف زيارة الدولة الأولى للبلاد، يعد دلالة على أهمية العلاقات بين البلدين، التي تشمل جوانب أمنية واقتصادية عدة. وتأتي زيارة سينغ، التي تستمر أربعة أيام، في وقت تركز فيه الإدارة الأميركية على العلاقات مع آسيا وخاصة الدول العملاقة فيها، مثل الصين والهند. وبينما اختتم اوباما الأسبوع الماضي جولة آسيوية قادته إلى الصين ودول أخرى لم تكن بينها الهند، تسلط واشنطن أنظارها على الهند هذا الأسبوع. وتتصدر أجندة زيارة سينغ قضايا عدة على رأسها الوضع الأمني في جنوب آسيا، خصوصاً في باكستان، والملف النووي الهندي ومكافحة التغيير المناخي وتوسيع التعاون الاقتصادي والتعليمي بين البلدين. وهناك أيضاً تركيز على الجانب الاقتصادي في العلاقات بين البلدين، إذ إن التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى 43 مليار دولار في السنة. وشارك سينغ أمس في ندوة نظمت في غرفة التجارة الأميركية، وتطرقت إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وفرص التعاون في مجال التكنولوجيات المتقدمة وخلق فرص العمل. وصرح وكيل وزيرة الخارجية للشؤون السياسية ويليام برنز أن سينغ يصل إلى واشنطن «في لحظة تشكل فرصة عظيمة»، موضحا أن الهند «قوة عالمية صاعدة وقريبا ستكون الدولة الأكبر من حيث التعداد السكاني». وأضاف: «بما أن الهند أكبر ديمقراطية في العالم، فإنها تمثل نموذجا قويا لديمقراطيات صاعدة أخرى (في مجالي) التسامح وقوة في التنوع». وأشار برنز الذي يتحدث في معهد «كارنغي للسلام الدولي»، إلى أهمية توقيع اتفاق التعاون المدني النووي مع الهند الذي حول «مصدر توتر بين بلدينا إلى فرص للتعاون في التجارة وخلق فرص العمل، ومساعدة الهند على معالجة احتياجات الطاقة بالإضافة إلى فتح فرص للتعاون معا لتقوية نظام منع الانتشار النووي».

وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين الأميركيين على أهمية العلاقات الثنائية، تأتي زيارة سينغ إلى واشنطن في وقت عبرت فيه أوساط هندية عن مخاوف من تجاهل واشنطن لنيودلهي من خلال تركيزها على العلاقات مع باكستان والصين. وبينما تعد باكستان شريكاً أساسياً للولايات المتحدة، في الحرب بأفغانستان، أصبحت الصين مصدر الاهتمام الأول بالنسبة للاقتصاد الأميركي بعد أن أصبحت المالك الأجنبي الأول للأصول الحكومية الأميركية. واعتبر الخبير في الشؤون الآسيوية باتريك كرونيون أن «العلاقة مع الهند تأتي في المرتبة الثانية» مقارنة مع الصين، خاصة بعد إصدار اوباما ونظيره الصيني جيناتو هو بيانا جاء فيه أنهما «جاهزان لتقوية التواصل والحوار والتعاون في القضايا المتعلقة بجنوب آسيا والعمل على تطوير السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة». وشكلت هذه العبارة مصدر إزعاج للهند التي تخشى من تدخل صيني متصاعد في المنطقة. لكن أوباما كان قد عبر في وقت سابق عن اهتمامه بتطوير «محاور تعاون» عبر آسيا، إذ لا تعتبر الإدارة الأميركية أن علاقاتها مع دولة آسيوية معينة تأتي على حساب دولة أخرى. ومن المرتقب أن تكون تهدئة المخاوف الهندية على رأس أولويات اوباما عند لقائه سينغ لإجراء مشاورات في البيت الأبيض صباح اليوم، بينما يلتقيه مجددا في أول عشاء رسمي خلال زيارة دولة يقيمه اوباما وزوجته ميشيل في البيت الأبيض.

وعند زيارتها إلى الهند في يوليو (تموز) الماضي، أطلقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «الحوار الاستراتيجي» مع الهند لتوسيع التعاون بين البلدين. وتأتي زيارة سينغ كخطوة مهمة في تقدم هذا الحوار الذي يركز أيضا على تقوية الترابط بين الشعبين الأميركي والهندي. ويذكر أن هناك حوالي 3 ملايين أميركي من أصول هندية، بالإضافة إلى وجود 100 ألف طالب هندي في الجامعات الأميركية، وهو العدد الأكبر من أي دولة أخرى.