قائد القوات الأميركية في العراق ينفي لقاء قائد فيلق القدس الإيراني

الجنرال راي أوديرنو حذر من مخاطر الأخبار الزائفة

TT

نفى قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي أوديرنو ادعاءات بأنه والسفير الأميركي في بغداد كريستوفر هيل قد التقيا بقائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني. وجاء النفي في رسالة شديدة اللهجة من أوديرنو إلى مجلة «ذا إيكونومست» التي كانت قد نشرت خبرا الأسبوع الماضي مفاده أن أوديرنو وهيل التقيا بسليماني، على الرغم من نفيهما ذلك مسبقا.

وفي رسالة إلى مدير تحرير شؤون الشرق الأوسط وأفريقيا لـ«ذا إيكونومست»، قال أوديرنو إن المقال المنشور يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري «مبني على خطأ في المعلومة يزداد خطأ بناء على ادعاءات خاطئة وسوء وصف للأوضاع، مما يجعل من الضروري أن أعدله». وأضاف أوديرنو أنه «لا أنا ولا السفير الأميركي كريس هيل التقينا مع الجنرال قاسم سليماني من فيلق القدس الإيراني». ويذكر أن «ذا إيكونومست» أقرت في المقال الذي نشرته بأن أوديرنو وهيل ينفيان إجراء مثل هذا اللقاء، ولكن نشرت معلومات «مسربة» حوله. وقال أوديرنو في رسالته الموجهة إلى المجلة: «على الرغم من جهودنا المكررة لتزويد الكاتب بمعلومات صحيحة بأن مثل هذا اللقاء لم يعقد مطلقا، فإن مؤسستكم قررت أن تنشر المقال الذي يحمل أخطاء في الحقائق».

ومن اللافت أن المجلة سحبت المقال من موقعها الإلكتروني منذ نشر رسالة أوديرنو. وحذر الجنرال الأميركي من أن على الإعلام أن يكن حذرا «لمنع مجموعات أو أشخاص من استغلال الإعلام لأجنداتهم الخاصة»، مضيفا: «أعتقد أن الكاتب قد يكون قد استغل من قبل آخرين، وأن مثل هذه التغطية الخاطئة قد يكون لديها القدرة على التأثير السلبي للأمن البعيد الأمد والاستقرار». واعتبر أوديرنو أن الأخبار غير الدقيقة قد «تزيد بشكل ملحوظ المخاطر للتقدم» في العراق.

ويعتبر سليماني من أبرز المسؤولين الإيرانيين المشرفين على السياسة الإيرانية في العراق، بالإضافة إلى ارتباطه بمجموعات سياسية ومسلحة في البلاد. ويطالب مسؤولون عراقيون وأميركيون بعدم تدخل إيران في الشؤون العراقية. وفي السابق كان السفير الأميركي السابق في العراق ريان كروكر قد التقى بالسفير الإيراني في بغداد حسن قمي لبحث التطورات في العراق بوجود مسؤولين عراقيين، إلا أن هذه التشاورات الثلاثية قد توقفت منذ أشهر ولم تعقد منذ تغيير الإدارة الأميركية في يناير (كانون الثاني) الماضي.

ويأتي النفي الأميركي في وقت تشهد العلاقات الأميركية ـ الإيرانية فترة غموض بعد لقاء وكيل وزير الخارجية الأميركي ويليام برنز بمسؤولين إيرانيين في 1 أكتوبر (تشرين الثاني) لبحث الملف النووي الإيراني وقضايا أخرى عالقة بين البلدين، لكن من دون تقدم يذكر في العلاقات منذ ذلك الحين. وتعتبر التطورات في العراق ودور إيران فيها من القضايا البارزة التي ستحدد العلاقات بين البلدين المتخاصمين.