البدء بأعمال ترميم خانات دمشق التاريخية

بالتعاون مع وكالةالتعاون الدولي الألمانية والمجتمع المحلي

صورتان لأحد خانات دمشق التاريخية («الشرق الأوسط»)
TT

يجري حالياً الإعداد لتنفيذ أعمال ترميم وصيانة متعددة في بعض حارات دمشق القديمة ومنها حارات النقاشات والسكرية والفنانين (حي الأمين) وسيتم المباشرة في هذه المشاريع قريبا وسينجز خلالها أعمال تأهيل بنى تحتية كاملة وواجهات الأبنية، كما تعمل المديرية على إعادة إحياء المهن الدمشقية المنقرضة وعددها 33 مهنة، كما قال أمجد الرز مدير مدينة دمشق القديمة لـ«الشرق الأوسط».

وأضاف الرز أنه «سيتم افتتاح مدرسة لتعليم هذه المهن داخل المدينة القديمة في حارة مئذنة الشحم إذ يوجد مبنى يخضع حالياً للترميم لافتتاحه قريباً ونتوقع أن تلقى المدرسة اهتماماً من الحرفيين ليدرسوا فيها خاصة دراسة المهن النادرة مثل فن الأبلق والباروك حيث من يجيد هذه المهنة ويعمل بها تدر عليه دخلا جيدا وهناك حرفيون سوريون ذهبوا إلى فينيسيا ليدرسوا هذه الفنون».

ومن المشاريع التي ما زالت قيد الدراسة أيضاً هناك خطة لترميم خانات دمشق القديمة حيث يوجد عشرون خان واحد منها مستملك لصالح محافظة دمشق والثاني لصالح وزارة السياحة وثالث لوزارة الثقافة، وهي خانات سليمان باشا والرز وأسعد باشا، أما بقية الخانات السبعة عشر فسيتم إعادة تأهيلها بالتعاون مع وكالة التعاون الدولي الألمانية ومع المجتمع المحلي.

وتم انتخاب لجنة لكل خان من الأهالي وستقوم محافظة دمشق بتقديم خدمات البنية التحتية بالكامل للخانات بالتعاون مع الألمان لإنجاز دراسات ترميم واجهات الخانات وكيف سينظف الحجر وستقوم فيما بعد الفعاليات الاقتصادية الأهلية الموجودة في الخان بإنجاز تأهيل الخان وفق دراسات تم إعدادها ليعود كما كان في السابق وليعود لوظيفته الاقتصادية.

حيث ستبقى المهن التي تحتضن الفعاليات التجارية كما هي وسيتحول المكان إلى موقع سياحي يتمكن السياح من الدخول لهذه الخانات ومشاهدة عمارتها التاريخية.

وفي جولة على بعض خانات دمشق التاريخية يؤكد الباحثون أن دمشق كانت تضم نحو 83 خاناً يعود أقدمها للقرن الثامن الميلادي ومعظمها بني في العهد المملوكي والعثماني ولم يتبق منها سوى 20 خاناً والتي تتميز بعمارتها التراثية الجميلة حيث أن معظم هذه الخانات تقع في طابقين حيث كان الطابق العلوي من الخان مكاناً لنوم التجار القادمين من المدن والبلدان الأخرى في حين كان الطابق السفلي عبارة عن مكان لعرض البيع وتبادل البضائع بين التجار القادمين لدمشق وتجار دمشق.

ومن الخانات التي ما زالت قائمة في دمشق هناك (خان الدكة) في سوق مدحت باشا القديم وتسميته تعود إلى منصة حجرية فيه كانت تعرض عليها الجواري والأقنان لبيعها ولذلك أطلق عليه خان الجواري وهو مؤلف من باحة مكشوفة محاطة بثماني غرف وقاعة كبيرة، وهناك خان جقمق والذي يعود للعصر المملوكي ويقع في سوق مدحت باشا وله بوابة كبيرة مزخرفة تنتهي بدهليز مسقوف وباحة مكشوفة مستطيلة ويضم 22 غرفة كانت مقببة قبل حادث حريق عام 1925 ثم أعيد بناؤها مسطحة.

ومن خانات دمشق أيضاً هناك خان الخياطين ويضم 24 غرفة في طابقين وخان الحرير وخان المرادية وكان موقوفاً على فقراء الحرمين الشريفين ويقع غربي الجامع الأموي وله خمسة أبواب وبناؤه مربع مع باحة مربعة محاطة بأربعة وعشرين مخزناً وهناك 23 مخزناً خارجياً في الخان. وهناك أيضا خان الجمرك في سوق الحميدية ويستخدم حالياً كسوق تجاري صغير، وخان سليمان باشا وهو من أجمل خانات دمشق من حيث الطراز المعماري حيث بني بمداميك بيضاء وسوداء بالتناوب وله باحة مستطيلة كانت مغطاة بقبتين زالتا، وما زالت آثارهما باقية وحول الباحة تقوم سبع عشرة غرفة ومخزن وإسطبل ودورتان للمياه.