الصومال: مسلحون يطلقون سراح صحافيين أجنبيين بعد احتجاز دام 15 شهرا

قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي فيه تعاني من تأخر رواتبها منذ مارس

TT

أفرجت ميليشيات صومالية مسلحة أمس (الخميس) عن صحافيين أجنبيين كانا محتجزين في الصومال لأكثر من 15 شهرا. وكان الصحافيان الأجنبيان اللذان تم الإفراج عنهما قد اختطفا في العاصمة مقديشو في أغسطس (آب) 2008، وهما في طريقهما إلى مخيمات النازحين خارج العاصمة مقديشو، حيث يوجد نحو 600 ألف نازح صومالي، وهي مخيمات نصبت علي عجل في الطريق الرابط بين مقديشو وأفجوي. والصحافيان المفرج عنهما هما الصحافية الكندية، أماندا ليندهوت، والمصور الأسترالي نايجل برنان. وتحدث الصحافيان عن وضعهما خلال فترة الاحتجاز، وقالا إنهما تعرضا للتعذيب والضرب والتهديد بالقتل أثناء تلك الفترة. وذكر المصور الأسترالي، أن «الخاطفين أحسنوا معاملتهما في البداية، لكن الأوضاع تغيرت فيما بعد مع مرور الوقت، بسبب غضب الخاطفين جراء تأخر الفدية التي حددوها للإفراج عنا».

وأضاف برنان، «إنه كان يضرب كل يوم بمسدس، وأنه ظل مقيدا خلال الشهور الخمسة عشر الماضية، وأنه وزميلته ليندهوت حاولا الهرب عدة مرات، بيد أنهما لم يتمكنا من ذلك بسبب الحراسة المشددة المفروضة عليهما، «وذكر أيضا أنه تم فصلهما بعد أن حاولا الهرب». من جهتها، قالت الصحافية الكندية، وهي تبكي «لقد ضربت وعذبت، كان وضعا في غاية الصعوبة، لكنني سعيدة جدا حاليا لمجرد أنني على قيد الحياة».

وزادت قائلة: «أنا سعيدة لأنني حية، وسأتمكن من رؤية أسرتي». ونفت ليندهوت، أيضا الأنباء التي ترددت خلال فترة احتجازها، من أنها تعرضت للاغتصاب من قبل الميليشيات الخاطفة.

وأدلي الصحافيان بهذه التصريحات أثناء مغادرتهما مطار مقديشو صباح أمس، حيث نقلا إلي نيروبي تمهيدا للعودة إلى بلديهما. وعن كيفية الإفراج عنهما، قال المصور برنان أيضا «لم تكن لدينا فكرة عما يدور، أخرجنا بالقوة من الغرفة التي كنا محتجزين فيها، وتم تجريدنا من كل شيء، وطلب منا ارتداء ملابس جديدة، وبعدها نقلونا إلى سيارة التاي سرعان ما انطلقت بنا، وبعد ساعات وصلنا إلى نقطة تفتيش حكومية، وحينها سلمونا لأفراد حكوميين». علي صعيد آخر، قال المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي إلي الصومال، نيكولاس بواكيرا، إن قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي التي تعمل في الصومال تعاني من تأخر رواتبها. وأوضح بواكير أمس أن قوات الاتحاد الأفريقي، وقوامها 5100 جندي من أوغندا وبوروندي، لم تحصل على رواتبها منذ مارس (آذار) الماضي. وأضاف بوكيرا أن هذه العملية تقوض مهمة حفظ السلام في الصومال، وهناك شعور بالإحباط وخيبة الأمل من جانب الاتحاد الأفريقي، وبعثة الاتحاد في الصومال، على حد سواء، بسبب بطء دفع هذه الالتزامات.