قائد الجيش الألماني يستقيل بسبب غارة مثيرة للجدل في أفغانستان

أوباما يطالب حلفاءه بإرسال 10 آلاف جندي إضافي

TT

ذكرت تقارير أميركية أن الولايات المتحدة تسعى بشكل مكثف حاليا إلى إقناع حلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) بإرسال 10 آلاف جندي إضافي إلى أفغانستان. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في عددها أمس، استنادا إلى مصادر حكومية أميركية ومصادر في «الناتو»، أن الدول الأوروبية تبدو مستعدة فقط لإرسال 5 آلاف جندي إضافي. وجاء في التقرير أن ألمانيا وفرنسا تخشيان إرسال المزيد من الجنود إلى حرب لا تلقى إلا دعما قليلا من شعبهما. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الدعم تراجع أيضا بين المواطنين في بريطانيا خلال الأشهر الماضية، مضيفة أن هولندا وكندا بدأتا بالفعل في مناقشة خطط انسحاب قواتهما من أفغانستان.

ويعتزم أوباما الإعلان عن استراتيجيته الجديدة في أفغانستان مساء الثلاثاء المقبل خلال خطاب أمام طلاب الأكاديمية العسكرية الأميركية الشهيرة في منطقة ويست بوينت بولاية نيويورك. وذكرت تقارير إعلامية أن أوباما يعتزم إرسال ما يصل إلى 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، ليبلغ عدد القوات الأميركية هناك 98 ألف جندي. كما يطالب الرئيس الأميركي الحلفاء بتعزيز وجودهم في أفغانستان. إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع الألمانية إن قائد الجيش الألماني قدم استقالته من منصبه بسبب الغارة الجوية التي شنتها طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) والتي يعتقد أنها تسببت في مقتل العديد من المدنيين. وتتعلق استقالة الجنرال فولفغانغ شيندرهان بالغارة الجوية التي شنت في الرابع من سبتمبر (أيلول) الماضي في إقليم قندوز على صهريجي وقود خطفهما مسلحون من تنظيم طالبان الأفغاني، وتخلوا عنهما لاحقا. وأوضحت الوزارة أن القائد العسكري الألماني اتخذ قراره عقب أنباء تحدثت عن أن معلومات حول الغارة، التي أمر هو بتنفيذها، قد تم التكتم عليها. وقال وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسو غوتنبرغ إن قائد القوات المسلحة الألمانية فولفغانغ شيندرهان استقال من منصبه بعد اتهامات بأن الجيش حجب معلومات بشأن غارة جوية في أفغانستان. وكانت الضربة الجوية التي وقعت في الرابع من سبتمبر (أيلول) الماضي أكبر عملية دموية يشارك فيها جنود ألمان منذ الحرب العالمية الثانية وفيها قتل 69 من مقاتلي طالبان و30 مدنيا، حسبما أعلنت الحكومة الأفغانية. وخلال الأيام التي أعقبت الهجوم نفى فرانز جوزيف يونغ وزير الدفاع الألماني آنذاك ووزير العمل الحالي، سقوط أي ضحايا من المدنيين. وقالت صحيفة «بيلد» الألمانية أمس إن تسجيلات فيديو وتقريرا عسكريا سريا أشارا بوضوح إلى ضحايا مدنيين رغم نفي الحكومة والجيش. ونشرت الصحيفة تقريرها قبيل جلسة برلمانية لبحث تمديد مهمة القوات الألمانية البالغ قوامها 4500 جندي في أفغانستان.

واعترف كارل تيودور تسو غوتنبرغ أمس أمام البرلمان الألماني (البوندستاج) بحجب الجيش الألماني معلومات هامة حول الغارة الجوية التي شنتها قوات التحالف في شمال أفغانستان في الرابع من سبتمبر (أيلول) الماضي وأسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين. وقال الوزير إن مفتش عام الجيش (رئيس الأركان)، الجنرال فولفغانغ شيندرهان، وبيتر فيشرت وكيل وزارة الدفاع، طلبا إعفاءهما من منصبيهما لتورطهما في حجب المعلومات حول الغارة الجوية التي تمت في عهد وزير الدفاع السابق فرانس جوزيف يونغ الذي يشغل حاليا منصب وزير العمل. يذكر أن بيانات حلف شمال الأطلسي (ناتو) تشير إلى مقتل وإصابة نحو 142 شخصا في الغارة الجوية بالقرب من مدينة قندز من بينهم 30 إلى 40 مدنيا. ومن جانبه، أكد فرانس جوزيف يونغ أنه لم يخف معلومات حول عدد الضحايا المدنيين وأشار إلى عدم استبعاده في تصريحاته وجود ضحايا مدنيين في الغارة التي أثارت جدلا واسعا. وأوضح يونغ أنه حصل على تأكيدات رسمية من الجانب الأفغاني بأن جميع ضحايا الغارة كانوا من مقاتلي طالبان والقوات المتحالفة معهم، مضيفا أن مصادره هي حاكم ولاية قندز ورئيس الشرطة ورئيس مجلس الولاية وهو ما دفعه للتصريح في السادس من سبتمبر (أيلول) أن جميع قتلى الغارة من طالبان.

وناقش البرلمان الألماني (البوندستاج) أمس مسألة تمديد المهام الخارجية للقوات الألمانية، وفي مقدمتها تمديد التفويض الممنوح للقوات في أفغانستان لمدة عام مقبل وحتى منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2010. وناقش البرلمان استمرار عمل القوات الألمانية في إطار عملية «الحرية الدائمة» لمكافحة الإرهاب، والتي تقودها الولايات المتحدة، وكذلك مشاركة البحرية الألمانية في مراقبة السواحل اللبنانية في إطار مهمة اليونيفيل. ومن المنتظر أن يقترع البرلمان الألماني الأسبوع المقبل على مهام الجيش الخارجية وسط توقعات بموافقة الأغلبية على تمديد المهام دون زيادة عدد القوات الألمانية في الخارج. من جهة أخرى قال السفير الأفغاني لدى الولايات المتحدة إنه واثق من أن القوات الأميركية الإضافية والموارد التي ستعلن الأسبوع القادم ستمكن بلاده من تسلم المسؤولية الأمنية خلال ما يتراوح بين ثلاث وخمس سنوات. ومن المتوقع أن يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الثلاثاء القادم عن استراتيجيته الجديدة في الحرب الأفغانية التي لا تلقى تأييدا من الرأي العام الأميركي ومن المنتظر إرسال ما لا يقل عن 30 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان. ورفض سعيد جواد السفير الأفغاني في واشنطن التكهن بحجم القوات الإضافية لكنه قال إنها ستسرع من عملية تسليم المسؤولية الأمنية للأفغا ن. وقال جواد لـ«رويترز» في مقابلة «هذه المساعدة ستمكننا تماما من تولي المسؤولية الأمنية خلال ما يتراوح بين ثلاث وخمس سنوات». وصرح بأنه لا يعرف ما إذا كان الرئيس الأميركي سيشير إلى جدول زمني مثل هذا في خطابه، لكنه قال إن الجانبين بحثا هذا الجدول الزمني وأن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أعرب عن ثقته في تحقيق هذا الهدف خلال خمس سنوات. لكن جواد أوضح أن سرعة تقليص وانسحاب القوات الأميركية تعتمد رغم ذلك على عدد من العوامل الإقليمية منها مدى تعاون باكستان مع بلاده في التصدي لطالبان. وذكر أن تعقيدات أخرى مثل تصاعد التوتر الأميركي ـ الإيراني قد تؤثر أيضا على أي جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية. وقال هناك العديد من العوامل التي تحدد المدة الزمنية لمهمة الولايات المتحدة. وصرح بأن جزءا هاما من الاستراتيجية الأميركية الجديدة سيعتمد على زيادة عدد مدربي الجيش الأميركي. وقال جواد إن هناك أيضا مناقشات حول سبل زيادة أعداد المجندين الأفغان في الجيش والشرطة بما في ذلك رفع المرتبات لجذب المرشحين للتجنيد.