الموت يغيب الأميرة فريال كبرى بنات فاروق ملك مصر السابق

ستدفن غدا في مقابر العائلة المالكة إلى جوار والدها وجدها وباقي أفراد الأسرة الملكية

TT

غيب الموت أمس الأميرة فريال كبرى بنات الملك فاروق ملك مصر الراحل عن عمر يناهز 71 عاما بعد صراع مع مرض سرطان المعدة استمر نحو 7 سنوات. وقضت الأميرة الراحلة أيامها الأخيرة في إحدى مستشفيات سويسرا حيث تقيم هناك.

ومن المقرر أن يتم نقل جثمان الأميرة إلى مصر ودفنها غدا الثلاثاء في مقابر العائلة المالكة بمسجد الرفاعي في منطقة مصر القديمة (جنوب القاهرة)، إلى جوار والدها وجدها وباقي الأسرة الملكية، إضافة إلى شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي. وبحسب الدكتور ماجد فرج، الباحث المتخصص في تاريخ أسرة محمد علي فمن المقرر أن يحضر شقيق الراحلة الأمير أحمد فؤاد المقيم في سويسرا إلى مصر لتشييع الجنازة وحضور مراسم الدفن مع ابنتها ياسمين، وبعض أفراد العائلة وأصهارها.

وبين ميلاد الأميرة ورحيلها تباينت الأحوال وتقلبت الأوضاع. وتوقفت في عدة محطات بعضها داخل مصر وأغلبها خارج البلاد عقب سقوط حكم والدها. فحين استقبل رجال الملك فاروق ملك مصر الراحل، مولد ابنته الأميرة فريال في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 1938 بواحد وأربعين طلقة، احتفاءً بقدومها، وُزعت على 1700 أسرة عطايا ملكية قيمة لأنهم رُزِقُوا بمواليد في اليوم نفسه. في قصر المنتزه بالإسكندرية كانت صيحاتها الأولى في الحياة كابنة أولى للملك السابق من زوجته الأولى صافيناز ذو الفقار المعروفة باسم الملكة فريدة، المقربة من قلوب المصريين. ثم أنجب فاروق شقيقتيها فوزية وفادية، ولأسباب عديدة بينها رغبته في إنجاب ولي للعهد، انفصل الملك عن زوجته وتزوج من ناريمان صادق في مايو (أيار) من عام 1951، وأنجبت له ولي العهد أحمد فؤاد الثاني في 16 يناير (كانون الثاني) من عام 1952. وهو الابن الوحيد الباقي على قيد الحياة من أبناء الملك فاروق.

وقد عاصرت فريال عددا من المحطات المؤلمة، منها رحيلها عن مصر برفقة والدها بعد قيام ثورة 23 يوليو (تموز) عام 1952، وكان عمرها آنذاك 13 عاما. ومن قصر المنتزه بالإسكندرية انتقلت معه على يخت المحروسة إلى إيطاليا حيث استقرت الأسرة هناك بمدينة نابولي، وبعد فترة عصيبة ذاقت فيها مرارة الغربة والعوز انتقلت إلى سويسرا، لتدرس في مدرسة داخلية، وتستقر هناك بقية حياتها، وتتزوج من السويسري جان بيير، ثم تنفصل عنه قبل أن ينتحر عام 1968، وتعمل في مهن عديدة منها السكرتارية للإنفاق على معيشتها.

ورافقت فريال، رفاة والدها أثناء نقلها إلى قبره الحالي في مسجد الرفاعي بمنطقة مصر القديمة (جنوب القاهرة).. وذلك في عصر الرئيس المصري الراحل أنور السادات. وللأميرة الراحلة ابنة واحدة هي ياسمين (بيير) شعراوي، كريمة جان بيير، التي اتخذت من اسم زوجها لقبا لها بحسب التقاليد الأوروبية، وهو علي شعراوي حفيد رائدة الحركة النسائية الشهيرة هدى شعراوي.

وأجرت الأميرة الراحلة سلسلة من اللقاءات والمقابلات الإعلامية خلال الفترة الأخيرة أكدت فيها تشويه سيرة والدها من قبل مسؤولي النظام الناصري، عبر ترويج شائعات عن فساده الأخلاقي، كما فندت ما قيل عن هروب الملك وأسرته بأموال ومجوهرات طائلة، لافتة إلى شظف العيش الذي عانوه كأسرة ملكية في الغربة، للدرجة التي دفعت المملكة العربية السعودية للتكفل بدفع مصروفات مدارسهن في سويسرا.

والتمست فريال الذرائع لوالدها في بعض أخطائه أثناء حكم مصر وقالت في حديث سابق مع الإعلامي ريكاردو كرم: «لا ننسى أن والدي تولى حكم مصر وسنه 16 عاما، وترك الحكم قبل أن يتجاوز عمره 32 سنة، كما كانت بريطانيا تفرض سلطاتها عليه أيام الحرب العالمية الثانية، واضطر لتعيين حكومة غير راض عنها، بعد الضغط البريطاني عام 1942 ـ في إشارة لحصار القوات البريطانية لقصر عابدين لإجباره على تعيين حكومة برئاسة النحاس باشا زعيم حزب الوفد آنذاك ـ كما شددت على تعرض والدها لمحاولة تصفية من قبل الإنجليز عام 1943، وهو الحادث الذي كسرت فيه قدمه وأجرى على أثره جراحة لازمته آثارها طوال حياته. ولفتت الأميرة الراحلة إلى تعرض والدها للقتل في إيطاليا، كما كشفت عن تتبع بعض الطائرات لهم وهم في عرض البحر على متن اليخت (المحروسة) في طريقهم للمنفى بإيطاليا، لكن كفاءة قائد اليخت ومهارته في المناورة أنقذتهم.

وخلال الأيام القليلة الماضية تفاعل محبو الأميرة الراحلة مع آلامها وشاركوا بالابتهال والدعاء لها بالشفاء عبر الغروب الرسمي لها على موقع «فيس بوك» وضم 502 عضو.