مؤسسة الشاشة في بيروت تطلق «صندوق الأفلام» و«أكاديميا الشاشة»

دعت إلى أعمال تعكس اهتمامات المجتمعات العربية ووجهة نظرها

جانب من فاعلية إطلاق مشروع «صندوق الأفلام» في بيروت («الشرق الأوسط»)
TT

«صندوق الأفلام» و«أكاديميا الشاشة» مشروعان أعلنت عنهما «مؤسسة الشاشة» في بيروت (SCREEN INSTITUTE BEIRUT) في مؤتمر صحافي عقدته في «مركز بيروت للفن»، وشارك فيه رئيس مجلس إدارتها هينيننغ كامري من الدنمارك، والمخرجون اللبنانيون فيليب عرقتنجي وباسم كريستو وميرنا خياط، والإعلامي بيار أبي صعب، والخبير الإعلامي نبيل قازان والأستاذ الجامعي جورج طربيه، والمدير التنفيذي للمؤسسة بول بابوجيان.

وفتحت المؤسسة أمام اللبنانيين والعرب باب تقديم الطلبات في مهلة أقصاها 30 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لـ«صندوق الأفلام» الذي استحدثته، للحصول على تمويل ودعم تقني لإنتاج أفلام وثائقية، مشيرة إلى أنها ستدعم ما بين 10 و12 فيلما في السنة. على أن يبدأ لاحقا مشروع «أكاديميا السينما».

وأشار كامري في المؤتمر الصحافي إلى أن «التمويل المتوافر حاليا لصندوق الأفلام يكفي سنتين ويوفّر هبات ومنحا تمويلية لمنتجي الأفلام الوثائقية». وقال: «في هاتين السنتين سنعمل على جمع تمويل إضافي وسنحاول أن نثبت أن هذه المبادرة تستحق أن تحظى بالتمويل». وأضاف: «من الصعب جدا للشباب في لبنان والمنطقة أن يؤمّنوا الإمكانات اللازمة لكي ينتجوا أفلاما، ومن هنا انطلقت فكرة المشروع الذي لا يحل المشكلة كليا بالطبع، لكنه يسهم في نقل الأفكار من الورق إلى الشاشة». وأوضح أن الدعم «سيكون من خلال منح مالية لتمويل الإنتاج ومن خلال إتاحة المجال أمام فرق عمل الأفلام المدعومة من الصندوق لاستعمال معدات وتجهيزات تقنية خاصة بالتوليف والتسجيل، وإنتاج الأفلام ذات الموازنات المنخفضة وتوزيعها، كما أن التجهيزات التقنية لإنتاج الأفلام، من كاميرات ووحدات للتوليف، تصبح متوافرة في مقر المؤسسة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وبالتالي نحن جاهزون للانطلاق». وأشار إلى أن «التركيز في المرحلة الأولى سيكون على دعم الإنتاجات الوثائقية، ففي المنطقة العربية قصص كثيرة يجب إنتاج أفلام عنها، ويجب أن تنقل الأفلام أفراح الناس في هذه المنطقة وهمومهم وأحلامهم، وأن توصلها إلى بقية العالم». وأضاف: «ليس المهم فقط أن يتم إنتاج هذه الأفلام، بل من المهم جدا أن يتمكن الجمهور من مشاهدتها، ومن هنا لن نحصر دورنا في الإنتاج فحسب، ولكن سنعمل أيضا على إيصال هذه الأعمال إلى شاشات السينما والتلفزيون والمهرجانات حول العالم». وقال باسم كريستو إن «مكاتب المؤسسة في شارع مونو في بيروت ستضم عددا من الكاميرات ومن وحدات الإنتاج والتوليف المتكاملة، بحيث يمكن أن يتزامن العمل على أكثر من فيلم في وقت واحد». وشرح بول بابوجيان أن «المبلغ المتوقع لتمويل كل فيلم هو ما بين 5 آلاف دولار و15 ألفا، إضافة إلى الإمكانات التقنية التي سيتم توفيرها لفرق العمل». وأضاف: «التركيز على الأفلام الوثائقية هو بداية وخطوة أولى». أما فيليب عرقتنجي فأشار إلى أن «التمويل المالي قد يكون أكبر لمنتجي الأفلام غير اللبنانيين، إذ قد لا يكون في مقدورهم الإفادة من التجهيزات التقنية». وقال: «سنوزع الموازنة المتوافرة لدينا على 10 أو 12 فيلما في السنة، والدعم يقتصر حاليا على الأفلام الوثائقية، ولكن قد نفتح الباب في مرحلة لاحقة لدعم الأفلام الروائية القصيرة، كما أن مقدمي الطلبات إلى الصندوق يجب أن يكونوا عربا».

وقالت ميرنا خياط إن «لجنة من ثلاثة أشخاص ستشكَّل لاختيار الأفلام التي سيدعمها الصندوق في كل مرة يُفتح فيها باب الطلبات، وهذه اللجنة ستضم خبراء من دول عربية عدة، معروفين في مجال الأفلام، وينظمون مهرجانات أو يشاركون فيها».

وأكد بيار أبي صعب أن «المؤسسة تنطلق من بيروت مقرا لها لكنها ذات بعد إقليمي وإطار عملها يشمل العالم العربي».

وبحسب بيان المؤسسة، سيوفر الصندوق «قروضا إنتاجية للسينمائيين الناشئين والصاعدين الذين يملكون ما يكفي من الخبرة لكي يتولوا تنفيذ مشروعاتهم بأنفسهم. وستعطى الأولوية لفرق العمل التي تعمل على تنفيذ رؤية فنية بما يسهم في تشجيع صناعة الأفلام المستقلة في المنطقة».

وعن «أكاديميا الشاشة»، أعلن كامري أنها ستوفر «تدريبا محترفا عالي المستوى في كل الاختصاصات الأساسية في صناعة الأفلام، وستسعى إلى تعزيز بناء القدرات البشرية في مجالات فنون الشاشة وتقنياتها». وأضاف: «سنبني على التدريب الموجود في الجامعات اللبنانية، وسنقدم تدريبا محترفا متخصصا في كل القطاعات الأساسية في مجال إنتاج الأفلام». وبحسب بيان المؤسسة، سيكون الالتحاق بالأكاديميا «مستندا إلى الكفاءة، وسيتم بناء على اختبارات وامتحانات، ولن يكون متاحا إلا للطلاب الراشدين الذين يملكون خبرة سينمائية أو تلفزيونية سابقة أو تابعوا دراسات في هذا المجال. وأشار كامري إلى أن «الأكاديميا لن تبدأ فورا لأنها تحتاج إلى تمويل إضافي». وقال إنها «حاليا في مرحلة وضع منهجها ولا يمكن في الوقت الراهن تحديد موعد لانطلاقها نظرا إلى أن ثمة حاجة إلى مزيد من التمويل لتأمين المزيد من المنح الدراسية». وقال جورج طربيه إن «الأكاديميا يُتوقع أن تطلق دروسها في نهاية 2010 بنحو 25 طالبا»، لكنه أوضح أن «التوقيت النهائي يبقى رهن الحصول على التمويل الذي يؤمّن استدامة البرنامج مدة طويلة». وتحرص «مؤسسة الشاشة في بيروت» على إتاحة فرص تدريب متساوية للنساء في الإعلام وعلى تشجيع إنتاج وتوزيع برامج تعكس وجهات نظر النساء وقضاياهن ودورهن في المجتمع. أما تمويل النشاطات الأولى للمؤسسة فقد تم بواسطة هبات من منظمة الدعم الدولي لوسائل الإعلام (IMS) الدنماركية»، وستعمل على تشجيع ثقافة شاشة عربية تعكس آراء مجتمعات العالم العربي والموضوعات التي تهمه، وستشجع صانعي الأفلام على تناول قصص وموضوعات تتعلق بالعالم العربي، وعلى تناول الموضوعات العالمية من وجهة نظر عربية، ومنها ما يتعلق بالأقليات والمجموعات المهمشة.