عمر الشريف قبطان لسفينة غرقت تحت مياه الإسكندرية خلال الحرب العالمية الأولى

فيلم يخرجه الأميركي ستيفن سبيلبرغ مأخوذ عن كتاب «الظلال الرمادية»

صورة لبعض المعروضات الموجودة في كتاب «الظلال الرمادية»
TT

الفنان المصري عمر الشريف سيقوم ببطولة فيلم عالمي جديد للمخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ والمأخوذ عن كتاب «الظلال الرمادية» الذي يروي قصة حب رومانسية حقيقية دارت أحداثها في الإسكندرية على متن السفينة «أراغون» حاملة الجنود العملاقة إبان الحرب العالمية الأولى. كتاب «الظلال الرمادية» من تأليف الدكتور أشرف صبري مدرب الغوص الدولي وصاحب أول مركز غوص للتنقيب عن الآثار الغارقة في مصر، والذي أعلن مشروع الفيلم خلال معرضه الذي أقيم بالمركز الثقافي الفرنسي بالإسكندرية ويضم ما جمعه خلال أعمال الغوص التي بدأها منذ 14 عاما في مياه الإسكندرية من بقايا السفن ومقتنيات الجيوش التي شاركت في الحرب العالمية الأولى والتي غرقت في قاع الميناء الشرقي بالإسكندرية.

تقدر ميزانية الفيلم المأخوذ عن كتابه بالملايين وسينتمي لأفلام «الأكشن الرومانسية» وسيتم تصويره بالإسكندرية، يلعب الممثل عمر الشريف دور قبطان السفينة «أراغون» التي غرقت على عمق 40 مترا تحت مياه الإسكندرية بسبب طوربيد أطلقته عليها سفينة ألمانية فشطرتها لنصفين، وشهدت قصة حب رومانسية بين نيللي الممرضة الإنجليزية التي لا تزال على قيد الحياة وضابط على متن السفينة في وقت الحرب.

ويضم كتاب «الظلال الرمادية» اكتشافات جديدة لم يُفصح عنها من قبل، ويوزع حاليا في إنجلترا وفرنسا وأميركا، ويعتبر أول مرجع عن السفن الغارقة بالبحر المتوسط، حيث قام الدكتور أشرف صبري وفريقه من الغواصين المحترفين بالتنقيب عن السفن الغارقة في مياه الإسكندرية، عثر خلالها على بقايا 13 سفينة غارقة من أصل 88 مسجلة في الوثائق البحرية البريطانية والألمانية والإيطالية وشركة اللويد العالمية. وكتب عمر الشريف مقدمة «الظلال الرمادية» باللغة الفرنسية مشيرا إلى أنه يتحدث عن الإسكندرية التي ولد بها وأحبها وعاصر عهدها الذهبي. ويروي هانك كوليس أحد أبناء قائد الطائرة «بوفوت» الذي شارك في الحرب العالمية الثانية لـ «الشرق الأوسط» أن طائرة والده سقطت في الميناء الشرقي بعد أن أنقذ رفاقه وسكان المنطقة من كارثة، بعد حدوث عطل في محرك الطائرة وكادت تصطدم بفندق سيسيل بمحطة الرمل، وفي آخر لحظة استطاع أن يدور بها في اتجاه مائل نحو البحر، ليهبط هو ومن معه بالمظلات، تاركا طائرته غارقة في الميناء. وأضاف كوليس ضاحكا أن والده سقطت منه 3 طائرات بعد ذلك، لكنه كان يتذكر الإسكندرية ويحكي له عن عظمتها وجمالها وكيف كان يحبها حيث أقام بها منذ عام 1941 وحتى 1943، وهو الأمر الذي شجعه على أن يأتي للإسكندرية ليزورها ويبحث عن بقايا الطائرة الغارقة والتي لا تزال قابعة تحت الماء وتم انتشال قناع والده وبعض المعدات منها. وما زال كوليس الابن يحتفظ بملاحظات والده الجوية، ومراسلات والده لوالدته في إنجلترا التي كان يبث عبرها حبه لها خلال الحرب.

ويقول صبري في حديثه لـ «الشرق الأوسط» «قمنا بالبحث في المواقع الإلكترونية والتعرف على تفاصيل إنشاء السفن وأسماء طاقمها والضحايا الذين دفنوا في مقابر الكومنولث في منطقة الحضرة والشاطبي بالإسكندرية، وهو الأمر الذي شجعنا على الذهاب للمقابر والحصول على عناوين مراسلاتهم في إنجلترا من خلال دفتر الزيارات، ومن خلال مراسلة عائلات الضحايا، حصلنا على الصور والوثائق والخطابات والقصص الإنسانية التي شهدتها هذه السفن قبل غرقها». ويشير صبري إلى أن هناك 22 جنديا بريطانيا دفنوا في مقابر الكومنولث ولهم نصب تذكاري، إلا أنه بالبحث التاريخي وجد أن هناك أكثر من 27 ألف جندي وضابط مصري من سلاح الهجانة استعان بهم الجيش الإنجليزي في الدفاع عن الدول الأوروبية ضد الألمان، وذهبوا إلى فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وبلغاريا واليونان، وسقطوا شهداء خلال الحرب العالمية الأولى ولا يوجد لهم نصب تذكاري واحد إلى الآن. ويكشف صبري عن مفاجأة، وهي أن مصر تستحق استرداد مبلغ 28.8 مليار جنيه استرليني من بريطانيا اليوم، وفقا لوثائق رسمية تثبت حق مصر في أنها أقرضت بريطانيا 3 ملايين جنيه استرليني أثناء الحرب العالمية الأولى، وقع عليها اللورد ملنر وزير المستعمرات البريطانية والجنرال ماكسويل والجنرال سير أودين توماس عضو البرلمان البريطاني والسير سيسل هيرست من وزارة الخارجية البريطانية، والذين أقروا بما فيها من حقائق والتي يحق لمصر المطالبة بها حيث إن الدين لا يسقط بالتقادم خاصة أن البرلمان لم يتنازل عن هذا المبلغ الذي وصلت قيمته الآن بعد الفوائد 28.8 مليار جنيه استرليني.

ولفت إلى أن ليبيا حصلت على تعويض من الاستعمار الإيطالي لها ولم تحصل مصر على أي تعويض عن أموالها أو جنودها ومواردها وما حل بها من دمار خلال الحرب العالمية الأولى، في حين أن الوثائق الموجودة في دار الكتب والأرشيف الملكي البريطاني تثبت ذلك.