أصبت يا رئيس الهلال في الجدولة وأخطأت في المشاركة الخارجية

موفق النويصر

TT

تابعت كغيري من المهتمين بالشأن الرياضي، الحديث الذي أدلى به، قبل أيام، الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس نادي الهلال السعودي، لبرنامج صدى الملاعب على قناة (إم بي سي)، والذي تضمن العديد من النقاط الجديرة بالتمعن والأخذ بها.

لكن ما استوقفني في حديث الأمير عبد الرحمن، تطرقه لقضية جدولة المباريات في البطولات المحلية وتداخلها مع بعضها. وطلبه تقليص مشاركة الأندية السعودية في البطولات الخارجية وتحديداً العربية والخليجية منها، لعدم جدواها له.

ففي الأولى أتفق معه بأننا عجزنا، حتى الآن، عن وضع جدولة تمنع تداخل مباريات البطولات المختلفة، كما يحدث هذه الأيام بين دوري «زين» للمحترفين السعوديين، وبطولة الأمير فيصل بن فهد، وليس أدل من ذلك ما حصل الأسبوع قبل الماضي، حينما التقى يوم الجمعة 23/10/2009 فريقا الهلال والفتح في بطولة دوري «زين»، وفي اليوم التالي التقى فريقا الهلال والشباب في بطولة الأمير فيصل.

ولا يخفى على الجميع أن معظم الأندية السعودية، عدد كبير من لاعبيها أعمارهم تؤهلهم للمشاركة في البطولتين، فتجد أن الأسماء المشاركة في بطولة «زين» هي ذاتها المشاركة في بطولة الأمير فيصل، إذا ما استبعدنا اللاعبين الأجانب، بموجب نظام البطولة، وأضفنا 5 لاعبين من ذوي الخبرة لهم.

و«ديربي» الوسطى بين الهلال والنصر في بطولة الأمير فيصل، الذي أقيم يوم 11/10/2009، ليس ببعيد عنا، حيث شارك الفريق النصراوي بمعظم عناصره الرئيسية المشاركة في دوري «زين»، وهذا بلا شك يتسبب في إرهاق وإجهاد اللاعبين، ويعرضهم للإصابة من كثرة المشاركات، وتداخل البرامج اللياقية بعضها ببعض.

الأمر الآخر، إشكالية توقف اللاعبين عن اللعب لفترات طويلة، إما بسبب أيام «الفيفا» أو لوجود مناسبات دينية يمنع فيها النشاط الرياضي، أو لمشاركة بعض الأندية في بطولات خارجية، وبالتالي نلاحظ تذبذب مستوى الأندية واللاعبين بين مباراة وأخرى، فلا يمكن للأندية أو اللاعبين الدخول في اتجاه تصاعدي بعد أدائهم لمباراتين أو ثلاثاً، حتى يتوقف النشاط الرياضي لفترات طويلة، وبالتالي فقدانهم لحساسية المباريات، ومن ثم العودة إلى نقطة الانطلاق من جديد.

وإن كنت أتفق مع ما ذهب إليه رئيس الهلال في اقتراحه عن الجدولة، فإنني أجد نفسي مختلفا معه في موضوع عدم مشاركة الأندية السعودية في البطولات العربية والخليجية، والاكتفاء بالبطولات القارية.

والسبب من وجهة نظري أن البطولات العربية والخليجية وإن لم تصبح مطمحاً للأندية الكبيرة كالهلال والاتحاد والشباب، فإنها خيار مهم لأندية الوسط، كالأهلي والنصر والاتفاق والوحدة، والأخير مثل الأندية السعودية العام الماضي في البطولة العربية، بعد غياب سنوات طويلة عن التمثيل الخارجي.

وهذه الأندية عطفاً على مستوياتها المتذبذبة وبقائها سنوياً في منطقة الوسط، فإن تطورها رهن بتوفر الرعاية المالية الكبيرة لها، لضمان جلب لاعبين (أجانب ومحليين) ومدربين على مستوى عالي، وبالتالي يسهموا في انتشال الفريق من دائرة الوسط إلى المقدمة، أو مشاركتها في بطولات خارجية ستكسبها الاحتكاك والخبرة اللازمة لتأهيلهم لياقيا وفنيا، لمقارعة أندية الصف الأول.

ولا يستطيع أحد إنكار أن البطولات الخليجية والعربية (رغم ضعفها النسبي سابقا ولاحقا)، كان لها فضل في تطوير قدرات العديد من اللاعبين السعوديين الذين شاركوا فيها، قبل أن تكتفي انديتهم حالياً بالمشاركات القارية.

وأعتقد أن النهج المتبع حالياً بعدم ارباك الفائزين في البطولات المحلية بالمشاركة في أكثر من بطولة خارجية، فتح الباب لعدد أكبر من الأندية السعودية للمشاركات الخارجية، وبالتالي اكتفاء الأندية الكبيرة بالمشاركة القارية، واستفادة أندية الوسط من البطولات الخليجية والعربية، حتى وإن لم تحقق لقب إحدى البطولات المحلية، لوجودها في المراتب الثانية أو الثالثة أحيانا.