العميد في أزمة

مصطفى الآغا

TT

عندما تفوز على فريق بحجم ناغويا الياباني بستة أهداف لهدفين، ثم تكرر فوزك خارج أرضك بهدفين لهدف، ومتى وأين؟ في نصف نهائي دوري أبطال آسيا، فهذا يعني الكثير.. وعندما أطنبنا وأغدقنا في مديح الاتحاد لم يشتك أحد يومها لا من إدارته ولا من محبيه.

وربما يكون الخطأ القاتل أن هناك من ظن أن مسألة التتويج باللقب هي تحصيل حاصل.. ولكن الاتحاد لم يتوج ولم يشارك في كأس العالم للأندية.. فعاد إلى دياره وفاز على نجران (3/1)، أي أنه لم يكن مصدوما من خسارة بوهانغ الكوري.. ولكنه صُدم من الخسارة أمام الشباب، ثم جاءت القشة في مباراة الاتفاق الشهيرة التي خرج فيها قائده عن «النص» مهما كانت الأعذار التي سيقت له من محبيه، وهي أن الحكم أو الطاقم التحكيمي قد ساهم في استفزازه، وهنا بيت القصيد.. فكل لاعب كبير في الدنيا يعرف أنه سيتم استفزازه، والشاطر من يعرف كيف يحول الأمر إلى صالحه لا أن يتلاسن مع الحكم ويضرب الآخرين من دون كرة «وهنا لو أراد الحكم تصيده لطرده بالحمراء، ولكنه اكتفى بالصفراء».. ومهما قلنا عن عدم شرعية البطاقة الحمراء، وهو ما أتفق مع الآلاف فيه، إلا أن نور كان قد مهد لطرده بيده، وبالتالي غيابه عن مباراتي الأهلي والهلال وما بعدهما.

والنتيجة كانت خماسية الهلال التاريخية، والتي أعلنت بلا نقاش ولا جدال أن الاتحاد كناد في أزمة حقيقية، وليس صحيحا أن يعيش ارتدادات هزة كوريا الجنوبية أو موقعة الدمام.

كل من يحبون العميد «وما أكثرهم» قالوا إن الخلل يكمن في كل المستويات، وربما يكون المدرب هو آخر هذه المستويات وليس أولها، لأن الأرجنتيني كالديرون حقق للاتحاد ومعه الكثير من الإنجازات وآخرها بطولة الدوري والوصول لنهائي أبطال آسيا، وقدم وجوها رائعة، وحتما قد لا يكون الخلل في إدارة الصديق الدكتور الطيب والخلوق خالد المرزوقي ولا في اللاعبين.. إذن وبعيدا عن نظريات المؤامرات على من سنضع لوم هذه الخسائر والنتائج القاسية؟

البعض «من محبي النظريات» يضعها على لجنة الانضباط، وأنا أقول وإن افترضنا جدلا أن الأمر صحيح، إلا أن غياب أي لاعب مهما كان كبيرا يجب ألا يحدث انهيارا في فريقه، خاصة إذا كانت لهذا الفريق شخصية البطل.

أعتقد أن المشكلة تكمن في الأجواء الاتحادية، ولا ننسى أن منصور البلوي له محبوه وله بصماته، وهو سبق ووقف مع ناديه عندما كان خارج الدائرة وكعضو شرف فقط، وهو قادر على أن يعيد بعضا من التماسك للكيان الاتحادي أيضا من خلال تواجده خارج الدائرة شرط أن يكون هناك تنسيق وتوافق وليس هيمنة وضغطا من أي فريق على آخر، لأن توافق الجميع على الخيار الاتحادي هو وحده الكفيل بانتشال النمر الجريح من أزمته.. أما من لا يعترف بأن الاتحاد في أزمة فأعتقد أنه هو بلا شك سبب من أسباب هذه الأزمة.