أمين العاصمة المقدسة: الاستعانة بـ«الأقمار الاصطناعية» و«الأرصاد» و«غوغل إيرث» لرصد الأمطار والسيول

قال لـ «الشرق الأوسط»: تعلمنا من تجربة «سيل الأربعاء» الذي اجتاح مكة المكرمة قبل 42 عاما

الأمطار خلال هطولها على مشعر منى في آخر يوم من حج العام قبل الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

أكد الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدسة لـ«الشرق الأوسط»، الاستعانة بالأقمار الاصطناعية و«غوغل إيرث» إضافة إلى «الأرصاد» لرصد طبوغرافية مكة المكرمة ليساعد ذلك على الرسم الخرائطي لطبيعة مكة ومعرفة السيول التي قد تنبثق من شعابها، مؤكدا أن الأمانة وعت مبكرا دروس الماضي حين اجتاح سيل الأربعاء الحرم المكي وأحياء مكة قبل 42 عاما.

وقال أمين عام العاصمة المقدسة في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إن الأمانة عملت على مدار 4 عقود بغية تأصيل البنية التحتية لمكة المكرمة، وأنها واصلت المشاريع بالمشاريع في جميع الجهات التي نعتقد أنها ممكن أن تهدد مداخل المدينة وبطون الأودية، حيث نقوم برصد لجميع مجاري السيول ونقيم المشاريع لتصريفها، على الرغم من أن مكة تقبع في منطقة مدارية وتعاني من قلة الأمطار والسيول، وهي تتأثر بسطح البحر والجبال المحيطة بها وترتفع عن مستوى سطح البحر 300 متر، حيث تمثل نقطة التقاء سهول تهامة بالجبال التي تحيط مكة من جميع الجهات.

وأضاف أنه «على الرغم من تسوير العاصمة المقدسة بمجموعة من الجبال، فإن ذلك لم يمنع من سن مشاريع فاقت المائتي مليون ريال لحماية العاصمة المقدسة من سيول محتملة»، وزاد «تعرضت مكة لسيل جارف في عام 1389هـ، وكان من نتاجه أن داهم سيل ما يعرف بـ «الأربعاء»، ساحات الحرم والكعبة المشرفة حيث ارتفع منسوب المياه في حينه إلى أكثر من 350 مل في الوقت الذي كان المعدل الطبيعي فيه للارتفاع هو فقط 83 مل، أي ما يعادل هطول أمطار ثلاث سنوات دفعة واحدة وفي وقت واحد.

واستطرد البار «تعلمت العاصمة المقدسة كثيرا من دروس الماضي، فكانت الأوامر الملكية العاجلة في حينها، من قبل الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز، بإمداد العاصمة المقدسة بشبكة متكاملة من أنفاق التصريف حيث تم تعميق مجاري السيول في وادي إبراهيم الخليل، ومشاريع عاجلة انطلقت منذ أكثر من اثنين وأربعين عاما، كانت تهدف في أساسها إلى تكوين قاعدة ضخمة للتصريف، تؤسس من خلاله كل المشاريع التطويرية».

وذكر أمين عام العاصمة المقدسة، أننا نتابع التغيرات الجوية وما قد تفضي إليه من إمكانية هطول أمطار، وانبعاث سيول كبيرة وضخمة لا قدر الله عن طريق الأقمار الاصطناعية، وخرائط «غوغل إيرث»، والتنسيق المباشر مع هيئة الأرصاد وحماية البيئة ونحن على دراية كاملة بجبال مكة وأوديتها وشعابها، وفي أعلى جاهزيتنا تحسبا لأي ظرف كان، وحول أحداث جدة الأخيرة وتداعياتها على بقية المناطق، قال إن طبيعة جدة ساحلية وهي عانت من انقطاع الأمطار منذ فترة طويلة.

إلى ذلك قال عبد المحسن آل الشيخ، رئيس المجلس البلدي، إن بطون الأودية في بعض أنحاء العاصمة المقدسة تحتاج إلى حلول، مستدلا على وادي الحسينية الذي يعاني الضيق بسبب ما وصفه بكثرة المباني التي أقيمت عليه، وهو من الأودية الكبيرة التي تنحدر منها جبال نعمان، داعيا في السياق ذاته إلى حملة شفافية يتم فيها الاعتراف بمكامن المشكلة وتسخير قدرات المختصين لتلافيها وإيجاد الحلول الناجعة لها.

وأوضح آل الشيخ أن جميع مجاري السيول الرئيسية في مكة المكرمة البالغة قيمة تكاليفها أكثر من 400 مليون ريال سيتم الانتهاء منها في الفترة المقبلة، مرجعا سبب التأخير في تنفيذها إلى تعثر المقاول الذي تم كف يده عن العمل بعد أن تم الرفع لوزارة الشؤون البلدية والقروية التي عملت على إحالة المشروع إلى مقاول آخر، موضحا أن حرص المجلس على متابعة مشاريع السيول بشكل رئيسي كان بسبب المشكلات التي جاءت تبعا لعدم اكتمال المشاريع وأثرت في الكليات والمدارس والمباني المتواجدة في مناطق الأودية والجبال.