الصومال: حركة أهل السنة والجماعة تمنع ارتداء النقاب

قالت إن منعه فريضة أمنية بعد أن أصبح الانتحاريون يرتدونه لتنفيذ عملياتهم

TT

أصدرت جماعة أهل السنة والجماعة، وهي اتحاد الطرق الصوفية في الصومال، وإحدى الحركات الإسلامية المسلحة، أمس قرارا هو الأول من نوعه في البلاد، وهو منع النساء من ارتداء النقاب وأي شيء يغطي الوجه. وقالت الحركة إنها أخذت هذا القرار لدواعٍ أمنية، ومنع حدوث تفجيرات انتحارية تنفذ بواسطة انتحاريين يرتدون النقاب على غرار التفجير الانتحاري الذي حدث في العاصمة مقديشو وأدى إلى مقتل 23 شخصا بينهم 3 من وزراء الحكومة.

وقال بيان لحركة أهل السنة: «من الآن لا نسمح بارتداء النقاب في المناطق التي تسيطر عليها حركة أهل السنة والجماعة، وإنه تم اتخاذ هذا القرار من أجل تشديد الأمن في المناطق التي تسيطر عليها الحركة، ولتفادي وقوع تفجيرات انتحارية مماثلة لتفجير فندق (شامو) بمقديشو. النقاب ليس فريضة شرعية، ومنعه فريضة أمنية في الوقت الراهن، لا سيما بعد ظهور عناصر تختفي بالنقاب لتنفيذ عمليات انتحارية مثل ما يحدث في مقديشو». وترتدي معظم النساء في الصومال وبمختلف أعمارهن النقاب بشكل واسع، بناء على رغبة شخصية، وأعرب الكثير منهن عن استيائهن لهذه القرار.

وظهر الجناح المسلح لحركة أهل السنة والجماعة في الصومال نهاية العام الماضي عندما اشتبكت ميليشياتها مع مقاتلي حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي في مناطق من وسط وجنوب الصومال الذي تسيطر عليه الحركتان، وتمكنت حركة أهل السنة منذ ذلك الحين من السيطرة على عدة مدن في جنوب ووسط البلاد. وتعد «أهل السنة والجماعة» الحركة المسلحة الوحيدة التي تؤيد الحكومة الانتقالية، حيث تتعاونان في محاربة الجماعات المعارضة.

ولم يكن لجماعة أهل السنة المعتدلة (وهي اتحاد الطرق الصوفية) حضور سياسي أو عسكري يذكر في أثناء الحرب الأهلية في الصومال، وينتشر أتباعها الذين يقدرون بالملايين في جميع أنحاء الصومال، وأثار قيام الفصائل الإسلامية المسلحة بهدم أضرحة ومزارات كثيرة في جنوب ووسط الصومال حفيظة أتباع الطرق الصوفية، وتطور الأمر فيما بعد إلى حمل السلاح من قبل الجماعات الصوفية لمقاتلة حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي.

ميدانيا تتواصل الاشتباكات العنيفة في العاصمة مقديشو بين قوات الحكومة الصومالية التي تدعمها قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام من جهة، والمقاتلين الإسلاميين المعارضين من جهة ثانية، وبدأ القتال عندما شن المقاتلون الإسلاميون هجوما على قواعد تابعة للقوات الحكومية وقوات الاتحاد الأفريقي بالقرب من تقاطع كيلو 4، وأكاديمية سياد التي تتمركز فيها وحدات من قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام. وشهدت أحياء مختلفة بجنوب العاصمة مواجهات دامية بين الطرفين، وكان الطرفان يتبادلان إطلاق مختلف الأسلحة الخفيفة والمدافع الثقيلة، حيث كانت أصوات الرصاص ودوي المدافع الثقيلة تسمع في الأحياء الجنوبية من مقديشو، فيما تعرضت أحياء أخرى بعيدة عن مناطق القتال لصف مدفعي كان يأتي من قبل قواعد القوات الحكومية والأفريقية. وانفجر القتال مساء أول من أمس، واستمر حتى صباح أمس، وأسفر القتال عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، كلهم من المدنيين. كما هاجم مسلحون مجهولون مقرا تابعا لمنظمات الأمم المتحدة في العاصمة مقديشو، وألقى المهاجمون قنابل يدوية على مقر الـ«يو إن دي بي» القريب من مطار مقديشو. ويأتي هذا الهجوم في الوقت الذي وصلت فيه المباحثات التي كانت تجري خلال الأسبوعين الأخيرين بين الحكومة الصومالية والأمم المتحدة بشأن إعادة فتح الأمم المتحدة مكاتبها في العاصمة الصومالية مقديشو إلى مرحلتها النهائية. وعلمت «الشرق الأوسط» أن فتح مكاتب المنظمة الدولية سيتم قريبا.