وزير الخارجية الصومالي لـ «الشرق الأوسط»: عناصر تنظيم القاعدة في الصومال باتت أنشط من أي وقت سابق

طلب من المجتمع الدولي تقديم كل الدعم اللازم للسلطة الانتقالية

TT

قال أحمد علي جامع جنجلي وزير الخارجية الصومالي، في حديث مع «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة الصومالية مقديشو، إن تنظيم القاعدة في الصومال بات نشيطا للغاية على مدى الأشهر القليلة الماضية، على نحو يستوجب من المجتمع الدولي تقديم كل الدعم اللازم للسلطة الانتقالية التي يترأسها الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد لمحاربة أنشطة هذا التنظيم في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي.

وأشار جامع إلى أن المعلومات التي نشرتها «الشرق الأوسط» على لسان وزير الخارجية الجيبوتي بشأن تغيير قيادة حركة الشباب لقيادتها وتعيين القمري فضيل عبد الله أحد كبار عناصر «القاعدة» في الصومال أميرا لها خلفا للأمير السابق عبد الرحمن أبو الزبير، هي معلومات صحيحة تماما.

وكشف جامع النقاب عن أن فضيل يعيش في الصومال متخفيا منذ فترة طويلة، وأنه أحد أخطر 3 من تنظيم القاعدة المسؤولين عن أنشطة هذا التنظيم داخل الأراضي الصومالية. ورفض جامع الربط بين الاقتتال الداخلي في الصومال وما يحدث من تمرد للحوثيين في اليمن، معتبرا أن الوضع الصومالي فريد من نوعه ويختلف عن غيره في أي منطقة أخرى من العالم.

وأضاف: «هنا الوضع مختلف، لدينا تنظيمات متشددة كحركة الشباب، إنهم يستدعون مقاتلين أجانب من كافة أنحاء العالم لمقاتلة السلطة الشرعية في البلاد».

ولفت إلى أن الشباب تستخدم أساليب إرهابية شبيهة بما تستخدمه تنظيمات مماثلة خارج الصومال، معتبرا أن هذا يعزز من قدرات هذه الحركة ويثير تحديات كبيرة أمام الحكومة الصومالية.

ويعتقد جامع أن تنظيم القاعدة قد غير تكتيكاته العسكرية داخل الصومال عبر الدفع بفضيل المتخصص في العمليات الانتحارية، وسط معلومات عن تدريب طيارين وتسلل عناصر إرهابية ترتدي الزي العسكري للقوات الحكومية للقيام بعمليات انتحارية ضد أهداف تابعة للسلطة الصومالية وللقوات الأفريقية.

وكان محمود علي يوسف وزير الخارجية الجيبوتي، قد كشف لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن حركة الشباب المتشددة والمناوئة للسلطة الانتقالية ولتواجد قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) قد غيرت أخيرا وبشكل سرى قيادتها، وأن القمري فضيل عبد الله محمد، هو رئيسها حاليا وأنه مسؤول عن تصاعد العمليات الانتحارية ضد السلطة الانتقالية والقوات الأفريقية في الصومال. وأوضح يوسف أنه طبقا للمعلومات الاستخباراتية، فإن فضيل معروف بانتمائه لتنظيم القاعدة وبراعته في تنفيذ الهجمات الانتحارية.

ويعتقد أن فضيل واحد من أخطر عناصر «القاعدة» في الصومال، والذي يقف وراء معظم العمليات الإرهابية التي استهدفت المصالح الأميركية والإسرائيلية في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي على مدى السنوات الماضية. من جهة أخرى، كشف وزير الخارجية الصومالي جنجلي لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن الاجتماع الأخير لوزراء خارجية دول الإيقاد في جيبوتي، قد وافق على ميزانية الحكومة الصومالية للعام المقبل والمقدرة بنحو 100 مليون دولار أميركي. وأوضح أن الاجتماع خلص إلى تقديم كل الدعم المالي اللازم للحكومة حتى تتمكن من الوفاء بمسؤوليتها ومساعدتها على توفير المخصصات المالية لها في هذا الإطار.

إلى ذلك، شكا الناطق باسم قوات الدفاع الوطني البوروندية الجنرال لازار ندوايو أول من أمس، من عدم صرف الرواتب منذ خمسة أشهر لجنود الوحدة العسكرية الموجودة بالصومال والتي أُرسلت قبل عامين في إطار بعثة حفظ السلام تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.