مصر: ناشطون بالحزب الحاكم يحاورون المعارضة حول حق جمال مبارك في ترشيح نفسه

مع إعلان البرادعي رغبته في الترشح مستقلا

TT

بدأ ناشطون في الحزب الحاكم بمصر تنظيم نقاشات مع معارضين، حول حق جمال مبارك في الترشح لانتخابات الرئاسة، المقرر لها عام 2011، قائلين إن نجل الرئيس المصري هو الأحق بخوض هذه الانتخابات في حال اعتذار الرئيس مبارك عن عدم ترشحه مجددا في الانتخابات المقبلة، التي تحظى في الوقت الحالي بزخم كبير في البلاد. وبالتوازي مع انتقادات أحزاب معارضة للمواد الدستورية المنظمة للانتخابات الرئاسية، وجّه الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الحائز جائزة نوبل للسلام، والذي أبدى رغبته أخيرا في خوض انتخابات الرئاسة بمصر، انتقادات مماثلة، مما عرضه لهجوم لاذع من وسائل إعلام تهيمن عليها الدولة، فيما أعلن بعض الناشطين المعارضين تأييدهم للبرادعي.

وقال الناشط في الحزب الحاكم المصري، مصطفى أحمد بدوي «نقوم بعمل ندوات في بعض الصحف المصرية، وفي عدة قنوات تلفزيونية.. البرادعي رمز من رموز مصر نعتز به، ونحن لا نعلق على ما يقوله بشأن الترشح لانتخابات الرئاسة. هو ابن من أبناء مصر، ومن حقه أن يرشح نفسه، لكن نحن نتمسك بجمال مبارك مرشحا للرئاسة في حالة عدم ترشح الرئيس مبارك».

وينتمي الناشط مصطفى، لمحافظة بني سويف (نحو 119 كلم جنوب القاهرة)، ويشغل رئاسة اللجنة الإلكترونية بأمانة الشباب المركزية بالحزب الحاكم على مستوى الجمهورية. لكنه طلب الإشارة إلى أنه يتحدث فقط بصفته كناشط في الحزب، دون صفته الرسمية، لأنه غير مخول له التعبير عن وجهة النظر الرسمية للحزب الوطني. وتابع موضحا لـ«الشرق الأوسط» أن «ترشيح جمال مبارك للرئاسة مطلب شعبي، لأنه يعرف مشكلات الفقر والغلاء في البلاد، ويتبنى مشروعا لتحسين المعيشة في ألف قرية مصرية، لكن البرادعي كان يعيش خارج مصر منذ سنوات طويلة، وليست لديه خبرة كافية بمثل هذه المشكلات.. البرادعي لم ير أزمة الخبز ولا أزمة الناس الذين ينامون بدون بطاطين، لكن جمال مبارك مغموس في مثل هذه المشكلات ويعمل بشكل حثيث على حلها». وأضاف مصطفى أن عدد المجموعات على «فيسبوك» التي جرى تأسيسها من قبل متطوعين ناشطين وموالين للحزب الحاكم، بلغ 182 مجموعة تضم عشرات الآلاف، وأن عدد المجموعات التي تحمل اسم «مؤيدي جمال مبارك» بلغ 7 مجموعات عدد أعضائها يزيد على 30 ألف عضو، إضافة إلى برلمان إلكتروني على هذا الموقع الاجتماعي الشهير، مشيرا إلى أن «فيسبوك» أصبح أكثر الأماكن التي يتردد المصريون على زيارتها، ويبلغ عدد أعضائه من المصريين فقط نحو 1.5 مليون عضو.

ويعتزم ناشطون من الحزب الحاكم مواصلة ما يسمونه مواجهات مع شباب الأحزاب والحركات المعارضة، بشأن «مَنْ الأجدر بالترشح للرئاسة»، بعد أن عقدوا مواجهات مع عدد من الناشطين المعارضين لترشح جمال مبارك خلفا لوالده.

وبدأ تزايد نشاط الشباب من أنصار الحزب الوطني منذ يونيو (حزيران) الماضي، لكن هذا النشاط بدأ يشهد حركة مكثفة منذ اختتام المؤتمر السنوي السادس للحزب الحاكم بداية الشهر الماضي، والذي أوصى فيه أعضاؤه بضرورة الدفاع عن توجهات الحزب، والرد على منتقدي سياسات الحزب، وتصحيح المفاهيم الخاصة بالطريقة التي يجري بها اختيار رئيس للبلاد، عبر الانتخاب من بين أكثر من مرشح، وليس عن طريق ما يسميه المعارضون توريث الحكم من الرئيس مبارك لنجله جمال. ويعلن هؤلاء الناشطون «مبايعتهم ترشيح جمال مبارك»، قائلين «نبارك ونؤيد ونبايع ترشيح جمال مبارك لانتخابات الرئاسة القادمة في حال عدم ترشح الرئيس محمد حسنى مبارك مرة أخرى، ونؤكد أننا معك قلبا وقالبا، وسنكون مساندين لك، ومدعمين لحملتك الانتخابية». ويقول هؤلاء الناشطون إن موقفهم هو «مبايعة ترشيح جمال مبارك للانتخاب بطريقة شرعية وليست دعوة للتوريث كما يدعي البعض».

لكنّ هؤلاء الناشطين الموالين لترشيح جمال للرئاسة يطالبون نجل الرئيس باتخاذ بعض الخطوات منها أن يعلن نجل الرئيس عن برنامج انتخابي قوي «يتلاءم مع ظروفنا وتسعى من خلاله للارتقاء بمستوى المعيشة، وأن تختار معك مجموعة من المخلصين المحبين لبلدنا، والذين يسعون لتحقيق المصلحة العامة قبل مصالحهم الشخصية». كما يضعون من ضمن شروطهم لدعم ترشيح جمال مبارك أن يعمل على «الديمقراطية وتقبل الرأي الآخر، والاهتمام بملف حقوق الإنسان».